قصر العينى قبلة المرضى والصرح الطبى الأكبر فى مصر كلها، يستقبل آلاف المرضى يوميا سواء بالعيادات الخارجيه أو الطوارئ ، جهود مضنية على مدى الأربع والعشرين ساعة تحتاج إلى طاقات بشرية وإمكانات مالية هائلة وعلى الرغم مما يعانيه من نقص فى تلك الإمكانات والطاقات فإن ذلك لم يكن حائلا دون القيام بالواجب المقدس تجاه المرضى البسطاء الذين يرتأون فيه أملهم فى الشفاء ، والإدارة بقيادة الدكتور فتحى خضير عميد كلية طب قصر العيني، تحاول جاهدة حل المعادلة الصعبة والتوفيق بين الإمكانات والأعداد الهائلة من المرضى. حيث أوضح عميد كلية طب القصر العينى أن مستشفيات جامعة القاهرة تستقبل 43 ألف مريض شهريا. ففى العام الماضى تردد علي استقبال الطوارئ بمستشفيات جامعة القاهرة 418399 مريضا بمعدل 1146 مريضا يوميا واستقبلت العيادات الخارجية 1197671 مريضا بمعدل 99 806 مريضا شهريا . ولأن متابعة الخدمة الطبية بهذا المستوى تتطلب تمويلا ضخما ،أوضح الدكتور فتحى خضير أن هناك مشروعا لتطوير مستشفيات قصر العينى بالتعاون مع السعودية بقيمة 450 مليون ريال سعودى ليس منحة ، وإنما قرض ممنوح من صندوق التنمية السعودى بشروط ميسرة جدا يسدد على مدة 20 عاماً قابلة للتمديد وبفائدة أقل من 1% قيمة المصروفات الإدارية فقط وبإعفاء من السداد خلال أول 5 سنوات ، بموجب اتفاق بين الحكومة المصرية، ممثلة فى وزارة التعاون الدولي، والحكومة السعودية، ممثلة فى وزارة المالية، وأشار إلى أن القرض سيغطى 37% من الإنشاءات والتجديد بقصر العينى و100% من الأجهزة الطبية و100% من الفرش الطبي، حيث تبلغ قيمة السرير 120 ألفا و150 ألفا بالعناية المركزة والترولات تصل إلى 50 و70 ألفا للواحد، كما يغطى القرض 100% من تغيير طاقة المستشفى حيث تبلغ قيمة فاتورة الكهرباء سنويا 40 مليون جنيه ويتم تسديدها بانتظام . البنية التحتية وقال فتحى خضير: إنه سيتم تطوير البنية التحتية لمستشفى الأمراض الباطنية والملك فهد وأبو الريش والنساء والتوليد والعيادات الخارجية من ضمن ميزانية الدولة المخصصة للتطوير وليست ضمن المنحة المقدمة من الجانب السعودى ، وأضاف أن المبنى متعدد الاستخدامات، يضم معهدا للتمريض لتخريج 300 ممرضة تحت الإنشاء، وسيكون هناك جراج لمنع التلوث ، وأن خطة 2020 تضم كل شيء فى تطوير المستشفيات . وأوضح الدكتور شريف ناصح، مدير عام، مستشفيات جامعة القاهرة الذى تولى المسئولية للمرة الثانية فى شهر مارس من العام الحالي، أن مستشفيات جامعة القاهرة تأثرت بالفترة التى مرت بها البلاد، شأنها شأن باقى المؤسسات و تتعافى الآن من آثار تلك الفترة. فعلى صعيد أعمال التطوير أوضح أنه تمت زيادة عدد الأسرة بالاستقبال إلى 400 سرير كما تم تطوير العيادات الخارجية حتى تستطيع استقبال الأعداد الضخمة التى تتردد عليها، كما أوضح أن مشلكة نقص التمريض تسعى الإدارة لحلها بالتعاون مع مدرسة التمريض بزيادة أعداد الخريجين من الممرضين ومساعديهم . وأضاف أن الإدارة بدأت فى ضخ دماء جديدة وإعطاء فرصة لشباب الأطباء بتولى مسئولية الإدارة وإيجاد وسيلة تواصل بين أجيال الأطباء بوجود النواب بجوار أطباء الامتياز والمدرسين والمدرسين المساعدين ينقلون خبراتهم للنواب والأساتذة يحتضنونهم بالمرورات على المرضي، وكان أفضل مثال على ذلك هو مستشفى المنيل التخصصى والذى تولى المسئولية فيه مؤخرا جيل الشباب من الأساتذة بقيادة الأستاذ الدكتور سامح صقر ونائبه الأستاذ الدكتور تامر فاروق واللذان تمكنا بمشاركة مجموعة من شباب الأطباء من إحداث نقلة نوعية بهذا المستشفى وتحويله من «كيان خاسر» إلى «إضافة» لمستشفيات جامعة القاهرة وتم افتتاح عيادات خارجية وقسم لاستقبال الطوارئ بالإضافة إلى تطوير أقسام المستشفى وتجديدها بعد تدهور أوضاعها خلال الفترة الماضية. وبدأ جيل شباب الأطباء فى تطبيق أساليب حديثة ففى الفترة الأولى الإدارات كانت بطيئة وكان هناك سوء تواصل بين الإدارات والأقسام المختلفة خاصة فى إجراءات المناقصات والممارسات اللازمة لشراء المستلزمات الطبية والأدوية والتوريدات والتى كانت تشهد نزاعات غير مبررة بين الإدارات المختلفة، إلا أنه فى المرحلة الحالية تغير سلوك الموظفين خاصة بعدما شعروا أنهم قادرون على اتخاذ القرار و بأنهم فى وضع المسئولية مع الإدارة الجديدة . مجلة القصر وقال ناصح: تولى منظومة الإدارة الجديدة أهمية كبيرة لتطوير عملية تدريب الأطباء ، وهو دور كبير يقوم به مركز تطوير التعليم الطبى الذى يرأسه الأستاذ الدكتور مصطفى سليم والذى أوضح ل»الأهرام» وجود اهتمام كبير لدى الإدارة الحالية بتطوير أداء الأطباء من خلال دورات مكثفة بالأقسام المختلفة مضيفا بأنه تم إصدار مجلة متخصصة تصدر عن كلية طب قصر العينى بعنوان (مجلة القصر) تهتم بالجديد فى الشأن الطبى وتكون حلقة وصل بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة الذى يشاركون فيها معا، وتكون مصدر معرفة لما هو جديد بالكلية والمستشفيات توزع بالمجان على جميع أعضاء هيئة التدريس والأطباء، يتعرف من خلالها المسئولون على اهتمامات الطلبة والأطباء ويتعلم من خلالها الصغار من كتابات الأساتذة من خبراتهم وتطورات علاج الأمراض ، حيث يحتاج طبيب الامتياز الى أن يكون لديه الحرص على التعليم الذاتى فلا يعتمد فقط على سماع المعلومة من النائب ، كما يحتاج إلى أن يرى نموذجا أمامه من الاساتذة وأعضاء هيئة التدريس فى كيفية التعامل مع المرضى ويحرص أعضاء هيئة التدريس على وجود أطباء الامتياز أثناء مرورهم على المرضى وعندما يتعرف كل من أطباء الامتياز والنواب والتمريض على واجباتهم ومسئولياتهم والتزاماتهم فإن هذا كفيل بحل الكثير من التداخل بين أعمالهم وقد تمت إضافة 51 طبيبا فى النيابات نظرا لم يشهده قصر العينى من إقبال كثيف من المرضى وحتى يتم تقديم خدمه أفضل للمرضى. المرضى والتمريض وأضاف الدكتور شريف ناصح أن إجمالى المرضى الذين تم استقبالهم بأقسام الطوارئ فى مستشفيات جامعة القاهرة خلال العام الماضي 418399 مريضا بمعدل 1146 مريضا يوميا وعدد المترددين على العيادات الخارجية حوالى 1197671 مريضا بمعدل 99 806 مريضا شهريا. وقد شهد قصر العينى عموما والعيادات الخارجية بشكل خاص تطويرا شاملا وتم تجهيز أماكن الانتظار للمرضي، ولكن عدد المرضى المترددين على العيادات هائل ويفوق القدرة الاستيعابية لهذه الأماكن وهناك تعاون بين أعضاء هيئة التدريس ووزارة الصحة للاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس حيث أنهم يملكون امكانات مادية والكلية لديها امكانات بشرية. وهناك عمل دائم على تطوير أقسام الطوارئ بمستشفيات جامعة القاهرة لاستيعاب الزيادة المضطردة فى أعداد المرضى حيث تمت زيادة عدد الأسرة إلى 200 سرير فى الطوارئ وبالإضافة إلى الاستمرار فى أعمال التوسعة حيث أنه سيتم زيادة الأسرة إلى 400 سرير بنهاية العام الحالى . وقال : لكن يعد التمريض مشكلة حقيقية فى مصر كلها وليس بقصر العينى فقط حيث أن مدرسة التمريض تقوم بتخريج عدد قليل جدا لا يغطى احتياجات المستشفيات ولذلك هناك خطة لزيادة أعداد الخريجين من التمريض ومساعدين التمريض. بالدفع بالشباب فى الإدارة ، ولتحقيق تطور يواكب تحديات العصر وهناك اتجاه للاستفاده من الطاقات الشابة فى تحمل المسئولية ويتم الاختيار بناء على خبرة إدارية وسمعة طبية ويتم تقييم الاداء بصفة مستمرة وهو ما أسهم فى إحداث فارق كبير فى تعامل الإدارات وتعاونها مع بعضها ومثال على ذلك مستشفى المنيل التخصصى ومستشفى الأطفال اليابانى والمنيرة ، حيث أصبح هناك تعاون كامل بين المستشفيين وهو ما انعكس علي أداء الخدمة الصحية المقدمة للمرضى ، الهدف الأساسى للعملية الطبية ، وسوف يتم خلال الفترة المقبلة الدفع بشباب من ذوى الخبرة فى مجال الإدارة.