3 - ربما يكون صحيحا أن جانبا كبيرا من جوانب المأزق العربى الراهن الذى تبدى بوضوح فى قمة موريتانيا يرجع إلى استمرار غياب القدرة العربية عن صد واحتواء تداعيات عواصف ورياح ما يسمى ب «الربيع العربي» التى أعادت بناء إرادة الهيمنة لدى القوى الكبرى تحت دعوى الحق فى التدخل فى شئوننا باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان! لابد أن نعترف صراحة بأن غياب القدرة على التفكير السليم نتيجة الاستسلام لحالة الضياع الفكرى التى روجت لثقافة متخلفة تساعد على تمرير مخطط تصوير العرب والمسلمين وعلى غير الحقيقة على أنهم مجتمعات متخلفة تخاصم الديمقراطية وتتعايش مع أفكار الإرهاب والتطرف وصدام الحضارات!. والحقيقة إنه مهما قيل عن حجم الاستهداف والتربص الذى تضمره القوى الأجنبية لنا فإن جانبا كبيرا من المسئولية يقع على عاتق أوضاعنا وممارساتنا ومناهج التفكير التى تدفع بخياراتنا واختياراتنا بعيدا عن الطريق الصحيح الذى يصل بنا نحو أهدافنا المشروعة!. أقول بوضوح ودون أى تحرج إننا بحاجة إلى مراجعة دقيقة وأمينة لمسيرة العمل العربى المشترك لأن ذلك هو السبيل الوحيد للإبقاء على قدر من الأمل والتفاؤل فى إمكان تصحيح ما تورطنا فيه من أخطاء والخطو دون إبطاء نحو ما ينبغى عمله لدرء الأخطار التى مازالت تلوح فى الأفق. وهنا يتحتم تأكيد أن التحليق فى سماوات الأمل والتفاؤل يحتاج إلى إرادة حقيقية للمراجعة والتصحيح وتحت مظلة من احتكام صريح للغة العقل استنادا لفكر جديد يخلع عن العقل والجسد العربى كل أنماط الجمود والتحجر ويحسن قراءة الواقع الراهن بكل متغيراته التى ما زلنا عاجزين عن فهمها واستيعابها!. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: ** مهلا بنى عمنا مهلا موالينا.. لاتنبشوا بيننا ما كان مدفونا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله
