رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يؤكد أنه تحدى داعش بمسلسل «السركال»
النجم العراقى كاظم القريشى: «الإمام الشافعى» حملنى المسئوليةو «المتنبى» حلم حياتى
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 07 - 2016

كاظم القريشى نجم عراقى كبير فى عالم التمثيل، قدم عشرات الأدوار التمثيلية الناجحة التى قدمته للجمهور العربي، لهذا لم يكن غريبا أن يتم تكريمه فى مصر من فترة كأفضل نجم عربى فى مونديال الأعلام العربي، فهو مسكون بطاقة إبداعية هائلة، وبموهبة فنية بدت واضحة من أول إطلالة له فى مجال التمثيل الذى منحه كل اهتمامه.
والقريشى مخلص للمثل الإنجليزى « ببطء لكن بثقة» فخطواته الفنية قد تبدو قليلة أو بطيئة إلا إنها مؤثرة، فهو ينتقى أعماله، ويحرص على أن تحمل رسالة مهما كانت طبيعة هذه الرسالة.
والنجم العربى أو رشدى أباظة العراق كما يطلق عليه يجيد الحديث عن نفسه، ويدرك حجم أحلامه، ويفهم الواقع حوله، ويتأمل خطواته من حين لآخر بحثا عن تطوير إمكاناته ونضج موهبته، ويهتم برصد ردود فعل الشارع العراقى والعربى تجاه كل عمل جديد يقوم به من خلال مواقع التواصل الاجتماعى التى سخرها لخدمة فنه.
بإبتسامة هادئة حصلت على إقامة دائمة فوق شفتيه وبصوت اذاعى واضح النبرات، وبخجل يطل برأسه من حين لآخر كان هذا الحوار ...
.......................................................................
ما الفكرة الرئيسية التى يناقشها مسلسل «السركال» الذى سيعرض قريبا؟
الفكرة التى يناقشها العمل تقول : على الإنسان أن يكون حرا مهما كانت المغريات، ولا ينجرف للطرق الملتوية من اجل المكاسب غير المشروعة.
وأحداثه تدور فى إطار اجتماعى ريفى فى زمن افتراضى بين الريف والمدينة، والمسلسل من تأليف إياد العنبكي، وإخراج صاحب بزون الحسناوي، وجسدت من خلاله دور « سرحان السركال» الشخص الانتهازى الذى يحاول أن السيطرة على القرية بشتى الطرق والوسائل حتى لو كانت غير مشروعة.
البعض انتقد على مواقع التواصل الاجتماعى كثرة مسلسلات الريف فى الدراما العراقية وآخرها مسلسل « السركال»، ما تعليقك على هذا النقد؟
بإبتسامة هادئة قال: هذا الاتهام غير صحيح فاذا اخذنا نسبة الاعمال الريفية مقارنة بالأعمال التى تتحدث عن المدينة سنجدها لاتعادل 30 %، ولكن تأثيرها ومتابعتها تجعلنا نعتقد انها النسبة الأكبر، ويجوز اهتمام الجمهور بالدراما الريفية راجع إلى كونها تتحدث عن قيم وعادات هامة غابت عن حياتنا الآن ونتمنى أن تعود مرة أخرى، لأن معظم القرى الريفية ما زالت بكرا فى مشاعرها وأصالتها.
أثناء العمل فى المسلسل كنتم تقومون بالتصوير وسط المتفجرات والقتل والدمار وتنظيم داعش هل شعرتم بالخوف؟
بعد ثوان قال بهدوء وبتحد: أبدا ... أبدا لم نشعر بالخوف وسط كل ما نمر به من الضوضاء والتفجيرات والدمار، ونحاول سواء أنا أو أى فنان عراقى أن نصنع حياة جديدة من خلال الدراما، حتى نسعد الشعب العراقى المسكين الذى يعانى من سنين من ويلات الحروب التى لا دخل له فيها، والتى فرضت عليه، وفى أحيان كثيرة كانت تقطع الطرق بسبب الأحداث، وبدلا من أن نرجع إلى بيوتنا، نبحث عن طرق بديلة من أجل أن نصل إلى موقع التصوير، ونستكمل التصوير. أما مسألة تنظيم داعش فنحن لا نخشى منهم، ونتحداهم بأعمالنا الفنية واستكمال التصويروخروج هذه الأعمال للنور، مهما كانت الصعوبات التى تقابلنا فى عملنا، لأن خروج أعمالنا الفنية للنور تحديا كبيرا لهم لأن رسالتنا الفنية رسالة إنسانية تدعو للتسامح والحب والإبداع، ورسالتهم رسالة عدمية! تدعو للتكفير والضلال!.
قدمت عدة أعمال رائعة وهذا يجعلنى أسألك ما الذى يعوق الدراما العراقية فى الوقت الراهن؟
عدم وجود جهات إنتاجية حقيقية، وعدم توفر المال اللازم لإنتاج أعمال تليق باسم العراق وتنافس على مستوى الدراما العربية.
هل ساندت الفضائيات العراقية الدراما الخاصة بفنانيها وبلدها؟
للاسف لأ، رغم وجود أكثر من 100 فضائية عراقية، ففى العراق كل قناة تنتج لنفسها، ومن قبل وفى أكثر من حوار تليفزيونى طالبت الفضائيات العراقية فى ظل حالة التقشف الحالية وعدم قدرة الفضائيات على الإنتاج، أن تجتمع كل أربع أو خمس قنوات فضائية وتنتج مسلسلا، ويعرض هذا المسلسل على الفضائيات الخمسه، وبالتالى تزيد جماهيرية العمل، والنجوم المشاركين فيه.
ما هو موقع الدراما العراقية الآن؟
فى الموقع الآخير، بعد كل الدراما العربية، وهذا الترتيب يحزننى لأن بدايات الدراما العراقية سواء فى السينما أو التليفزيون أو المسرح كانت مبشرة، ورائعة، لكنها للأسف لم تتطور ولم تتقدم.
بعيدا عن الدراما وداعش والمتفجرات تعال بنا أصطحبك إلى منطقة أكيد محببة إليك وهى فترة البدايات كيف بدأ مشوارك مع الفن؟
بعد تخرجى فى أكاديمية الفنون بدأ يراودنى حلم الوقوف أمام الكاميرا لأثبت لنفسى وللآخرين إننى موهوب، وكنت أتمنى أن أقف أمام الكاميرا حتى لو فى مشهد صغير، لكن ربنا كان كريما معي، وجاءتنى الفرصة من خلال اربع حلقات فى مسلسل بعنوان « القلم والمحنة»، وقبل أن ابدأ تمثيل مشاهدى فى هذه الحلقات، قاموا بعمل اختبار لى « تيست»، ليتأكدوا من مدى ملاءمتى للدور.
والحمد الله اجتزت الاختبار بنجاح كبير، حتى إن الزميل المشرف على «التيست»، تنبأ لى بالنجومية، وقال إنك افضل كثيرا من بعض المشاركين فى العمل، وبعد تمثيل دورى فى هذا المسلسل، اشادت منتجة المسلسل الفنانة « عواطف السلمان» بدورى للجرائد والصحف وقالت: « اصبح لدينا فى العراق فنان جديد قادرعلى تمثيل كافة الأدوار من الوزير للغفير».
ونظرا لضيق الوسط الفنى العراقى تردد اسمى بقوة، رغم عدم عرض المسلسل، وأثناء ذلك جاءتنى فرصة عمرى حيث عرض على بطولة مسلسل « الإمام الشافعي»، الذى كان مرشحا له الفنان الكبير الراحل عبدالخالق المختار، لكن الشركة المنتجة عندما قارنت بينى وبينه رأت إننى أنسب من حيث السن والإطلالة التليفزيونية، لأننى كنت فى هذا الوقت وجها جديدا، والدور يحسن ان يقوم به وجه جديد، لم يرتبط مع الجمهور بأعمال سابقة، حتى تحدث المصدقية. وبسبب عملى فى هذا المسلسل، بدأت أخذ الفن بشكل جدي، واتحمل المسئولية، وكنت أول من يحضر لمكان التصوير، وعرف عنى الإلتزام الشديد فى كل شئ، لدرجة إننى اقلعت عن تدخين السجائر، هذا الالتزام صاحبنى بعد هذا فى كل أعمالي، لدرجة إننى أثناء عملى فى أحد الأعمال هددت بترك التصوير نظرا لعدم التزام بعض الزملاء، وبعد « الإمام الشافعي» توالت الأعمال والبطولات أذكر منها «ملاذ آمن، أمطار النار، سنوات النار، الحب فى القرية، الدهانة، المدينة، سليمة باشا، الحب والسلام، سارة خاتون، أبوطبر، وغيرها
اثناء قيامك بأداء دورك فى مسلسلك الأول «القلم والمحنة»، قمت ببطولة فيلم «حفر الباطن» لكن هذا الفيلم لم يعرض للجمهور رغم انتهاء تصويره، ما ظروف مشاركتك فى هذا الفيلم ولماذا لم يخرج للنور؟
أثناء عملى فى مسلسل « القلم والمحنة»، علمت أن أحد المخرجين يريد بعض الممثلين، للمشاركة فى بطولة فيلم « حفر الباطن»، وعليهم أن يقدموا السى فى «C.V» الخاص بهم ومقابلة المخرج، ونظرا لأننى فى البدايات قلت لنفسى : «لن أخسر شيئا»، وبالفعل عملت ما طلبوه، وبعد أسبوعين، فوجئت بإن المخرج رشحنى لبطولة الفيلم.
وبدأنا تصوير الفيلم وبذلت فيه مجهودا كبيرا، أنا وفريق العمل، لكن يوم عرض الفيلم جاءت أوامر عليا بمنع عرضه للجمهور، لأنه يتناول موضوع دفن الجنود العراقيين وهم أحياء، وفى هذا الوقت كان لدينا جيش اسمه «جيش القدس» معد ومجهز خصيصا لتحرير القدس، وعندما سمع رمز النظام الرئيس الراحل صدام حسين بموضوع الفيلم طلب منعه فورا! وقال: «كيف نعرض فيلما يتعرض لدفن الجنود العراقيين وهم أحياء ونحن نعد جيشا لتحرير القدس؟! كيف اشتغلوا هذا الفيلم؟ فتم دفن الفيلم حيا! لأنه كان من إنتاج الدولة.
هل صدمت، حزنت، غضبت، لعدم عرض فيلمك الأول جماهيريا؟
كل هذا حدث معى خاصة ان مسلسلى «القلم والمحنة» و«الإمام الشافعي» لم يعرضا ايضا فى العراق، نظرا لانهما إنتاج أردني، حيث كان كثير من المنتجين الأردنيين ينتجون اعمالهم بفريق عمل عراقى نظرا لانخفاض أسعار الفنانيين والفنين العراقيين بالمقارنة بباقى الدول العربية، وبالتالى كنت انتظر عرض هذا الفيلم بشغف حتى اتباهى بنفسى فى الشارع العراقي.
إذن ما هو أول عمل فنى عرض لك فى العراق؟
أول عمل كان من خلال مسلسل «ملاذ آمن»، وكان يدور فى عالم المخابرات، وفيه قصة حب ناعمة بين شاب عربي، وفتاة كردية، وكان الغرض من هذا العمل أن نقرب وجهات النظر بين العرب والأكراد، وأعتبر هذا المسلسل نقطة تحول فى مشوارى الفني، فرغم مرور سنوات طويلة على تقديمه ما زال البعض ينادينى باسم «سعدي» شخصيتى فى المسلسل.
قدمت العديد من الأدوار الهامة التى استقطبت مشاهدة جماهيرية ضخمة، ما الدور الذى أتعبك للتوغل والتسلل إلى تفاصيله؟
دورى فى مسلسل « أبوطبر» الذى كتبه صديقى الكاتب والسيناريست حامد المالكي، لأن الشخصية كانت بعيدة تماما عني، ولا يوجد بينى وبينها أى تشابه، ولم يسبق لى ان لعبت دورا بهذه الصعوبة من قبل، فالدور لرجل سفاح، ومعظم ادوارى السابقة كانت تتميز بالشهامة والفروسية والنبل، والوسامة.
حتى مؤلف العمل لم يرنى فى الدور، لدرجة أنه كان يسهر معى يوميا فى منزلى ويوزع الأدوار على زملائي، ولم يفكر في، حتى آخر يوم قال لى : «لا يوجد دور يناسبك يا كاظم من بين الأدوار»، لكنه فجاءنى عندما اقترح اسمى على استحياء لقناة البغدادية منتجة المسلسل، فرحبوا على الفور، بعد أن بحثوا كثيرا فيما بينهم عن بطل للعمل. والحقيقة أنه لم يكن فى ذهنى على الإطلاق القيام ببطولة العمل، لكننى تحديت نفسي، وتحديت كل من راهن على فشلي، وأديت الدور بنجاح كبير.
لفت نظرى عند مشاهدتى لهذا الدور استغلالك لنظرات عينيك بطريقة رائعة، فكيف إشتغلت على هذه النظرات؟
أعتبر أكثر منطقة فعالة فى وجه الممثل عينيه، ولابد من توظيفهما توظيفا جيدا، فمن خلال العينين يمكن أن تقول كل شئ، ولقد تأثرت فى هذه النقطة تحديدا بنظرات النجم يوسف شعبان فى مسلسل «رأفت الهجان»، وأحببت نظراته جدا، وكان هذا النجم الرائع سببا فى اعتمادى على العينين فى المسلسل، واتفقنا أنا والمالكى ومخرج العمل على أن « أبوطبر» له ثلاثة وجوه، وجه للعائلة، وآخر للحبيبة والمجتمع، وثالث للإجرام، وستجد العينين فى كل وجه مختلفة تماما عن الأخري.
والحقيقة أن الدور لم يكن سهلا وتعبت فيه كثيرا، وأخذ منى تحضيرات كثيرة، وجلسات كثيرة مع المؤلف لدرجة إننا كنا نصور فى سوريا، وهو مقيم فى العراق فكنت أتصل به دوليا بالساعات حتى أسأله فى أدق التفاصيل، كنت حريصا أن أعرف كل خفايا الشخصية، ونظرا لأن الشخصية حقيقية فقد قابلنا الكثيرا من الذين تعاملوا معه.
حامد المالكى واحد من افضل كتاب الدراما العراقيين خاصة والعرب عامة، وهو صديقك لماذا لم تكونا ثنائيا فنيا كما يحدث عندنا فى مصر بين كثير من المؤلفين والنجوم مثل «يحيى الفخرانى و عبدالرحيم كمال»، و«عادل إمام ويوسف معاطي»؟
بعيدا عن الفن تربطنى بحامد علاقة صداقة قوية، ومن بداية معرفتنا، لم تعكر اجواء هذه العلاقة أى اعمال فنية، فعندما يكتب عملا جديدا لا يمكن أن أتصل به هاتفيا وأقول له : هل توجد شخصية تناسبنى أم لا؟! وعندما كتب واحدا من اهم أعماله وهو مسلسل «الحب والسلام»، كان بطل العمل مندهشا لقيامه ببطولة العمل، رغم إننى من وجهة نظره أصلح للدور، يومها قلت له: « هذا لا يعنينى فالمالكى قبل أن يكون مؤلفا هو أخ وصديق، وافضل الا نشتغل مع بعض نهائيا!
لكن للامانة المالكى منذ كتب مسلسل «الدهانة» وهو يضعنى أمام عينيه أثناء كتابة عمل جديد، لأنه دائما ما يصرح إننى كنت سببا فى النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «الدهانة» الذى قمت ببطولته من تأليفه، رغم أنه كان يعتبره من أفشل ما كتب!
البعض يتهمك بالمجاملة فى فنك حيث تقوم أحيانا بأدوار لا تليق بموهبتك ولا مشوارك الفنى مثل دورك فى مسلسل «القناص»؟
اعترف بهذا، لكن ما أريد توضيحه أن الفرص الفنية الجيدة قليلة فى العراق، ولو أنتظرت أن يأتى إليك مسلسل مثل «أبوطبر» أو «الدهانة» أو غيرهما من الأعمال الجيدة التى قمت ببطولتها، ستنتظر كثيرا، لهذا أحيانا أجامل فى أداء دور معين مقابل أن ألعب دور البطولة فى عمل آخر مع نفس الشركة، وقد حدث هذا فى مسلسل « سليمة باشا» حيث أديت دورا صغيرا، لكننى حصلت مع نفس الشركة على بطولة عمل آخر، وهكذا.
ما سر ابتعادك عن الفن عامين من عام 2003 إلى عام 2005؟
نظرا لسقوط النظام العراقي، تبدلت الوجوه والمناصب، وأصيبت الحركة الفنية بالشلل التام، وهاجر كثير من الفنانين وتركوا العراق، فى هذه الفترة أثرت الإبتعاد، وعملت وقفة مع نفسي، وقررت إعادة ترتيب أوراقي، ورغم حالة الابتعاد لكننى لم أسلم من « ولاد الحلال» حيث اتهمونى بأن سر ابتعادى راجع لارتباطى بنظام صدام حسين، رغم إننى لم ولن أرتبط بنظام سياسى مهما كان. وفى هذه الفترة وبحكم إننى مسئول عن عائلة رجعت مرة آخرى للمقاولات، وانقطعت علاقتى تماما بالوسط الفني، وأصبت بحالة «قرف» وزهق من العاملين فى الفن، لكن اشتياقى للفن جعلنى فى نهاية العامين أرجع وأقدم عملا مسرحيا، وحضر عرض المسرحية «رياض المرسومي» مدير عام دائرة المسرح والسينما فى هذا الوقت، واثنى على العرض، وطلب انضمامنا إلى دائرة السينما والمسرح التابعة له، وبالمصادفة اتصل بى فى هذه الفترة المخرج الراحل عباس كامل لأداء دور فى مسلسل « الطاسة والحمام» وكانت العودة للفن مرة آخري، حيث كانت الأمور بدأت تستقر.
توليت مسئولية دائرة السينما والمسرح لمدة ثلاث سنوات هل أضاف لك هذا المنصب شيئا فى مشوارك الفني؟
الحقيقة إننى ندمان على هذه السنوات الثلاث، لاننى لم أعمل فيهاأى عمل درامي، وتفرغت تماما للإدارة، وأعتبر ما حدث خطأ جسيما جدا لا يمكن أكرره مرة ثانية، رغم النجاح الذى حققته كمدير، حتى إننى رشحت لمنصب أكبر، لكننى اكتشفت أن الفنان الحقيقى هو الذى يبعد عن المناصب الإدارية.
عندما بدأت مشوارك الفنى كان لديك أحلام وطموحات كثيرة تريد تحقيقها من عملك بالفن، كم حققت من هذه الأحلام حتى الآن؟
بعد تنهيدة طويلة قال وفى عينيه شرود: مشكلة الفن أنه لا يوجد فيه قمة تستطيع أن تجلس عليها وتستريح، فبعد كل عمل فنى جيد تقدمه، تجد لديك الرغبة فى تقديم عمل آخر أكثر نجاحا، وهكذا يعيش الفنان الحقيقى حتى نهاية مشواره، وأبسط مثال على ذلك الفنان عادل إمام فرغم كل النجاحات السابقة ما زال حريصا على التواجد وتقديم اعمال رائعة كل عام، ولم يكتف بما قدمه من قبل، لكن الحمد الله أنا حققت نجاحا جيدا، وانتشارا عربيا جيدا، وما زال لدى الكثير والكثير لتقديمه.
ما هى الشخصية « الحلم» التى تتمنى أن تجسدها؟
شخصية أبو الطيب المتنبي، فأنا عاشق لهذه الشخصية، وقبره فى مدينتى « النعمانية»، وقد ظلم عندما قدم فى الدراما السورية واللبنانية، وما يجذبنى لهذه الشخصية حضورها الطاغى فى الذاكرة العربية، والثقافية.
تم تكريمك من فترة فى «مونديال الإعلام العربى» ماذا يعنى تكريمك فى القاهرة؟
يكفى أن تكون فى مصر أم الدنيا تجد كل شئ أصبح له طعم خاص، ومجرد وجودى فى مصر بين زملاء وأصدقاء يعنى لى الكثير، فكيف الحال وأنت تكرم بشئ للذكري؟ خاصة أن هذا التكريم من مصر التى تعنى الكثير والكثير لكل فنان عربي، فمصر حلم جميل، وحينما يتراءى هذا الحلم ومعه جائزة، فبالتالى هذه الجائزة ستكون الأغلى والأهم فى مشوارى الفني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.