اعتقد ان الفنان الكبير عادل امام من نوعية الفنانين الذين لا يحبذون ان تكون الوفاة هى نهاية شخصياتهم الفنية على الشاشة ، فكثير من النجوم يرفضون هذا النهاية إما تشاؤما ، و إما اعتزازا بادوارهم التى يتوحد معها الجمهور لدرجة ان يرفض موت نجمه حتى و لو على سبيل التمثيل ، فالموت يخطف القلوب حتى و لو كان على الشاشة . ومن خلال متابعتي الفنية لتاريخ النجم الكبير عادل امام و الذى بدأ منذ عام 1961 و حتى الآن و الذى قدم خلاله عشرات الأفلام و المسرحيات و المسلسلات ، إلا أنه لم يجسد مشهد الوفاة إلا أربع مرات فقط خلال رحلته الفنية . كانت المرة الأولى في مسلسل ( أحلام الفتى الطائر ) عام 1978 ، حيث قام الفنان الكبير جميل راتب رئيس العصابة بطعن عادل إمام بسلاح ابيض لينهى حياة ابراهيم الطاير ، اللص الذى سرقه فى مشهد أبكى الجميع . أما المرة الثانية فكانت ضمن أحداث المشهد الأخير من فيلم ( احنا بتوع الأوتوبيس ) عام 1979 ، حيث سقط عادل إمام قتيلا على صدر الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى ضمن أحداث حركة تمرد المعتقلين على ضباط معتقلات مراكز القوى ، و أيضا بكى الجميع لما يملكه النجمين الكبيرين من رصيد لدى الجمهور . أما المرة الثالثة فكانت ضمن أحداث نهاية فيلم ( حتى لايطير الدخان ) عام 1984 ، حيث سقط عادل إمام ميتا بين يدي حبيبته سهير رمزى أثناء حفل زفافهما، بسبب أزمة صحية طاحنة أودت بحياته وذلك بعد أن صعد من القاع إلى القمة خلال رحلة كفاح طويلة. أما المرة الرابعة فكانت منذ أيام ضمن أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل ( مأمون و شركاه ) حيث توفى مأمون وترك وصيته فى شكل رسالة صوتية يشرح فيها لأولاده مكان ثروته التى كانت شغلهم الشاغل طوال أحداث الحلقات، و أيضا بكى الملايين لصدق المشهد حيث اهتم المخرج بتفاصيل الجنازة و الدفن مما أجبر الدموع على السقوط. إنه الفن ، بجماله و جمال خياله ، و حفظ الله نجمنا الكبير. لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا