مع قدوم شهر رمضان الكريم تبدأ معظم السيدات فى التفكير فى الوسائل المتاحة لمحاولة صيام الشهر كاملا بتأجيل الدورة الشهرية حيث أنه لا يجوز صيام الحائض. ويقول الدكتور جلال الدين ثابت، إستشارى أمراض النساء والتوليد وزميل الكلية الملكية البريطانية، أنه بغض النظر سواء كان ذلك متاحا أم لا، فبالتفكير العقلانى المجرد يستطيع الإنسان أن يدرك أن الخالق هو الذى جعل المرأة محيضة مرة كل شهر تقريبا وخلق الشهور ومنها شهر رمضان وهو الذى سبحانه وتعالى فرض فيه الصوم باستثناء حالات معينة ومنها الحيض فلو أراد الله للمرأة أن تصوم الشهر كاملا فإنه كان قادرا على ذلك مرة كل شهرين أو ثلاثة أو فى مواسم معينة مثل بعض المخلوقات الأخرى، فلماذا الالتفاف حول ما قرره الله سبحانه وتعالى، وقد اختلف الفقهاء فى تحليل أو تحريم منع الحيض من أجل صيام شهر رمضان كاملا فالمالكية لا يؤيدون استعمال الأدوية التى تؤدى الى تأخير الحيض لان ذلك قد يضر بصحة المرأة والله سبحانه وتعالى نهى عن الحاق الضرر بالنفس وكذلك النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال (لا ضرر ولا ضرار)، والواجب على المرأة أن ترضى بما كتبه الله عليها وقدره لها. واذا تعذر على المرأة الصوم بسبب الحيض فإن أبواب العبادة الأخرى غير متعذرة كالذكر والصدقة والإحسان إلى الناس وفى المقابل فقد أجاز الشافعية والحنابلة استعمال الدواء الذى يمنع الحيض حتى تتمكن المرأة من الصيام بشرط أن يكون الدواء آمنا ويتم وصفه بواسطة طبيب متمكن حتى لا يسبب لها أضرار حيث أنه الأصل فى الأشياء الإباحة ما لم يثبت دليل التحريم ولا يوجد دليل التحريم ولا يوجد ما يدل على عدم جواز تأخير الحيض لأجل الصيام. ومن الناحية الطبية فإن الحالات التى يراد فيها تأجيل الحيض لابد من المحافظة على بطانة الرحم من الانهيار، والطرق المأمونة لذلك هو إما باستعمال كلا الهرمونين (الاستروجين والبروجستيرون معا)، كما فى حالة استعمال حبوب منع الحمل، وهو الأفضل أو باستعمال هرمون البروجستيرون فقط ويتم ذلك بطرق معينة وغير معتادة حسب إرشادات الطبيب المعالج. ويجب مراعاة أن هناك بعض الأمراض الجانبية التى تترتب على استعمال مثل هذه الأدوية مثل الصداع والغثيان والانتفاخ, وآلام الثدى واضطراب الحيض والحالة المزاجية للمرأة. كما أنه لا ينصح باستعمال مثل هذه الأدوية فى بعض الحالات المرضية مثل الجلطات الدموية أو النوبات القلبية والسكتات الدماغية والمدخنات وكذلك أمراض الكبد والمرارة