مسجد السيدة زينب من أهم معالم القاهرة التى يؤمها ملايين من الناس، وقد اختلف المؤرخون فى نسبها أهى السيدة زينب ابنة الإمام على كرم الله وجهه، أم زينب بنت يحيى الذى يتصل نسبه بالحسين بن على، أم زينب بنت أحمد بن جعفر الحنفية. وبالرغم من تعارض وتناقض الروايات التاريخية فإن ذلك لم يمنع محبى آل البيت من أن يكون المسجد مهوى أفئدتهم وقبلة قلوبهم ومرتقى دعائهم، ويكتظ المسجد والساحات المحيطة به بالرواد الذين تقذفهم الأرض بالملايين، فلا مستقر لهم إلا فى المسجد وما يحيط به فى ذكرى مولد السيدة زينب فى شهر رجب من كل عام. والمسجد بنى على الطراز المملوكى الذى يغلب أكثر أجزائه مثل الواجهات والقبة التى تعلو الضريح وكذلك منارته والزخارف والنقوش العربية التى تملأ سقفه وجدرانه. أما الضريح فتحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة خشبية. ويقول الدكتور محمود عبده نور، رئيس قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، إن السيدة زينب هى ابنة الإمام علي، كرم الله وجهه، وأخت الإمامين الحسن والحسين، رضى الله عنهم جميعا، وهى زينب الكبري، ولدت فى السنة الخامسة أو السادسة للهجرة، وكانت قد صحبت أخاها الحسين إلى العراق وبعد معركة كربلاء وبعد العودة من الشام، وكانت من الذين نجوا من القتل من آل بيت الحسين وأصحابه وأرسلوا إلى يزيد بن معاوية، توجهت إلى مصر، وبقيت بها حتى توفيت عام 62ه / 681م، وفى رأى آخر سنة 65ه / 684م، وكانت تلقب بالطاهرة وتكنى بأم هاشم ، وبعض الروايات تذهب إلى أن صاحبة المقام هى زينب بنت يحيى الذى يتصل نسبه بالحسين بن علي، رضى الله عنهم، أما المقريزى فيرى أن صاحبة المقام هى زينب بنت أحمد بن جعفر بن الحنفية، ومن المؤرخين الذين يذكرون أن السيدة زينب بنت علي، رضى الله عنهما، لم تدخل مصر وبالتالى لم تدفن فيها، (ابن ميسر، وابن تغرى بردي)، كذلك لم يذكرها عدد من المؤرخين الكبار فيمن دفن فى مصر من النساء اللاتى يحملن اسم زينب عندما سموهن، من هؤلاء السخاوى (902ه / 1496م والسيوطى 911ه / 1505م )، والمسجد يعتبر واحدا من أكبر وأشهر مساجد مصر، ويوجد بالحى الذى أخذ الاسم نفسه، وهو من أشهر الأحياء الشعبية فى مصر. المسجد يتوسطه صحن كبير تعلوه قبة تقابل الضريح، وحول هذا الصحن سبعة أروقة موازية للقبلة، وهناك مدخلان رئيسيان للواجهة الشمالية، وواجهة المسجد الرئيسية تطل على الميدان، وهناك الوجهة الغربية التى تطل على شارع السد، وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما تطل على شارع العتريس والأخرى على شارع باب الميضة، والطراز المملوكى هو الغالب على الكثير من أجزاء المسجد ، مثل الواجهات والقبة التى تعلو الضريح وكذلك منارته، والمسجد مزين من الداخل بالزخارف والنقوش العربية فى سقفه وجدرانه، إلى جانب أعمدة الرخام الأبيض، أما الضريح فتحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة خشبية، وقد جرى على المسجد الكثير من التوسعات والترميمات وأعمال الإصلاح فى عهوده المختلفة، بدءا من العصر العثماني، وتوقف فترة فى أثناء الحملة الفرنسية على مصر، ثم استؤنف بعد ذلك على يد محمد علي، ونال المسجد اهتمام الكثير من حكام مصر بعد ذلك منهم الخديو توفيق ثم الملك فاروق، وتم توسيع المسجد فى عهد جمال عبدالناصر، وللمسجد والضريح الذى يضمه مكانة كبيرة عند الكثير من المصريين.