يترقب العالم الآن ما سيبوح به الصندوقان الأسودان للطائرة المصرية التى سقطت فى مياه البحر المتوسط فى رحلتها 804 المقبلة من باريس إلى القاهرة فى 19 مايو الماضى، وذلك بعد العثور على الصندوق الثانى أمس، عقب يوم واحد من العثور على الصندوق الأول، وقد تسلمت لجنة التحقيق فى الحادث الصندوقين بعد ظهر أمس، تمهيدا لكشف لغز تحطم الطائرة. وأوضح مصدر بلجنة التحقيق، أنه بعد انتشال الصندوقين ومعاينة حالتهما، سواء من جانب اللجنة الفنية أو من النيابة العامة التى تتولى الشق الجنائى فى التحقيق وتحديد مدى التلفيات التى تعرضا لها وقت انتشالهما وتسجيل حالتهما فى وثيقة رسمية وقت تسلمهما، يتم نقلهما تحت إشراف لجنة التحقيق إلى المعامل المركزية لتحقيق وتحليل الحوادث بوزارة الطيران المدنى لتجهيزهما فنيا من جانب مجموعة من المتخصصين باللجنة ومعرفة مدى ملاءمتهما فنيا للاستماع إليهما. وأشار إلى أن تفريغ المحتويات يتم بحضور كل أعضاء اللجنة الرسمية من الدول المشاركة فى التحقيقات الذين لهم حق الاستماع إلى هذه التسجيلات والبيانات وفقا للملحق 13 للمنظمة الدولية للطيران وقواعد التحقيق المتعارف عليها فى حوادث الطيران، وهى مرحلة ليست سهلة، خاصة إذا كان الصندوقان قد تعرضا للتلف ويحتاجان إلى معالجة فنية خاصة، بل قد يحتاج الأمر إلى إرسالهما إلى الخارج إذا كانت التلفيات خطيرة. وأضاف أنه إذا توصلت اللجنة عبر تسجيلات الصندوقين الأسودين إلى أدلة قوية توضح دون لبس الأسباب وراء الحادث فإنها ستستمر فى عملها الفنى لتوثيق وتدقيق هذه الأسباب لإعداد تقريرها المبدئى المنتظر صدوره خلال الأيام المقبلة، وإذا كانت هناك أى شبهة جنائية فى الحادث فسيتم إحالتها إلى النيابة العامة لمتابعة الشق الجنائى فى الحادث ثم تواصل عملها لإعداد التقرير الفنى النهائى. وأشار المصدر إلى أنه إذا لم تتوصل اللجنة إلى معلومات دقيقة من خلالهما لأن المعلومات بهما ليست كافية لتحديد أسباب الحادث أو أن التلف الذى تعرضا له قد أثر على محتوياتهما فإن عمل اللجنة سيتواصل لتجميع مزيد من المعلومات وتكثيف جهود جمع وتحليل كل البيانات للوصول إلى أسباب الحادث.