يهل علينا رمضان من كل عام ومعه فرحه فطريه ربانية خلقها الله بداخلنا,,فرحة شعورك بقربك من الله في هذا الشهر تحديدا,فرحه لأنه فرصه يعطيها لنا الله من رحمه و مغفره وعتق ونكون جميعا متاهبين لأغتنامها. كان هذا حالي لفتره طويله,إلي أن تحول الشهر و هلاله لفرحه ممزوجه بحزن..ولا أدري أهذا حزن أم فرحه يغلفها مسحه من الحزن؟ حزن لفقد من كان له الفضل بعد الله في وجودي بل هو سبب وجودي..حزن لفقد من رباني صغير ورعاني في شبابي وصاحبني كبيره..حزن لفقد من أوصاني الله به و أمرني أن أخفض له جناح الذل من الرحمه..حزن لأني فقدت ابا حنونا كريما و مستشارا في أمور الحياه أمينا...أم هي فرحه لأنه أصدق الله القول والنيه فأصدقه الله تمنى الموت صائما و كان له ذلك..هي فرحة بحسن الخاتمة التي نتمناها جميعا و من الأنانية أن أحزن لتلك الموته التى يتمناها الكثير منا و لكنه حزن الفراق..ووجع البعاد..ونار الأشتياق. فالفراق بجميع أنواعه يصعب على الأنسان تحمله وأقسى أنواع الفراق هو فراق شخص ميت تعلم يقينا أنه لم و لن يعود و الأقسى أن يكون هذا الشخص هو إحدى الوالدين.بوفاته تغيرت حياتي تماما و كأنني بدأت حياه جديده من بعده لم أكن أعرفها و لم أعشها ..حتى البشر اصبحوا مختلفين..برغم قوتي ومقدرتي على المواجهه إلا أنني أحسست بأني أقف في وسط الغرفه ولا أجد شئ أرتكز اواستند عليه وهذا أدق تشبيه لما حدث لي. علمتني الحياه من يعده المسئوليه والمواجهه بمفردي.تحمل الكثير من المهام التي كان يؤديها بحكم أنني الأبنه الكبرى..و كل يوم و كل عام يمر على رحيله أفتقده أكثر و لكنني أدعو له كل يوم ولا تمر لحظه بدون ذكره. كثيرون ممن حولي كانوا يعتقدون هذا جزعا و أنني لا أتحمل الفراق ولا أرضى بالقدر ولكنني عكس ذلك و الحمد لله..من باب و أما بنعمة ربك فحدث وهو كان اعظم نعمه من الله بها علي, و ايضا لأن الرابط الأنساني الذي جمعني به كأب يجعلني لا أنسى فضله بعد فضل الله سبحانه و تعالى و يفرض علي الترحم عليه والدعاء الصادق له لعلي اكون في منزله (ولدا صالح يدعو له). أنا أدعو الله ألا يقطع الرسائل بيني و بينه بالفعل حين أحتاج المشوره لموضوع هام بحياتي أشعر بأن روحه بجانبي و ترشدني الصواب. أنا أكتب ذلك كله وأنا أعلم أنه لا يقرأه ولا يراه ولكنني على يقين أنه يشعر بي و بحالي و لعلي أكون أمتداد لشجرة هو أرسى جذرها...فهذا الكلام رساله إلي روح أبي لتهدى من لوعتي ووجع فراقه و نوع من أنواع رد الجميل بين الآباء والأبناء..فما أنا فيه الآن وما وصلت له بعد فضل الله تعالى الفضل لأبى فهو معلمي و أستاذي و ما كنت أحلم بهذا لولا أنه وضعنى على أول الطريق..ما هو إلا تواصل بين العطاء و الوفاء. إلي من سالت الله أن يرزقني بره في حياته وأنا الآن أساله تعالى أن يرزقني بره بعد وفاته و أن أوؤدي و لو جزء يسيرا من برك ما دمت على علي قيد الحياه. تجاوز الله عنك..يا من كنت بشوش الوجه,قريبا من الناس,لطيفا مع الكبير و الصغير حتى أحبك الجميع وأحترموك,فلما سمعوا نبأ وفاتك بكت الأعين و دعت الألسن و ترحم عليك من يعرفك ومن لا يعرفك,والآن بعد خمس سنوات تطيب المجالس بّكرك بكل خير وأعلم وقتها أن الناس شهود الله في الأرض وأنك مازلت الغائب الحي. هنيئا لك حسن الخاتمه أن شاء الله وعزائي في فقدك أن الدنيا دار فراق و قال سبحانه في كتابه(كل نفس ذائقة الموت). [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد