فرض المشهد السياسي المصري المنقسم بعد الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة نفسه من جديد علي متابعات وسائل الإعلام العالمية،ففي الوقت الذي اهتمت فيه آراء المعلقين بمشاعر الحزن والإحباط التي تسود المصريين, تعامل هؤلاء المعلقين مع النتائج كما يتعاملون مع أي انتخابات في أي بلد ديمقراطي, معتبرة إياها أمورا طبيعية, ويجب أن يقبل بها الجميع, وبدأت تستطلع أسباب خروج نتائج الجولة الأولي علي هذا النحو, ثم أبرزت التحركات والتربيطات التي تجري بين القوى الرئيسية استعدادا لجولة الحسم الشهر المقبل. الإعلام الغربي في تعليقه علي الجولة الأولي للانتخابات: المصريون مستاءون.. ومن الديمقراطية قبول الجميع للنتائج واصلت الصحف العالمية متابعة المشهد الرئاسي في مصر مع وصول مرشح جماعة الإخوان المسلمين د. محمد مرسي والمرشح أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك إلي جولة الإعادة والتي ستجري يومي61 و71 يونيو المقبل. وقد استبعدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سير التيار الإسلامي في مصر علي خطي النظام السابق في تقييد الحريات الشخصية وتقويض التنمية الاقتصادية, وتقول إنه لا داعي للخوف من تزايد نفوذ الاسلاميين مع وصول الدكتور محمد مرسي لجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة. وقالت الصحيفة إن نظرة سريعة علي عناوين الصحف في شتي أنحاء العالم من شأنها أن تقود للاعتقاد بأن الإسلاميين يواجهون الليبراليين في معركة شرسة من أجل السيطرة علي مقاليد الحكم, مما يدفع الغرب إلي الخوف من صعود المرشح الاسلامي في مصر للرئاسة, ولكن الصحيفة رأت أن ذلك الاعتقاد مخالف لما يجري علي أرض الواقع, مشيرة إلي أن ما يحدث في الوطن العربي حاليا ليس صداما بين الإسلام والآخرين ولكنها معركة من أجل التعددية. وأشارت إلي أن من سيحسم تلك المعركة من كلا المعسكرين الليبرالي والاسلامي هم من سيبتكرون أفكارا جديدة تواكب العصر الحالي وتتصدي للافكار والمعتقدات التي عفا عليها الزمن والتي تصر علي إقصاء الآخرين. وقد رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية آراء بعض المصريين بشأن جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية وأشارت إلي استياء بعضهم إلي ما آلت إليه انتخابات الرئاسة بعد أن أصبح الخيار بين مرشح الإخوان د. محمد مرسي وأحمد شفيق المنتمي لنظام مبارك السابق. وتقول نيويورك تايمز إن وهج الحماس الذي صاحب انتخابات الرئاسة التاريخية في مصر تحول إلي غضب وحالة من عدم المبالاة وذلك مع خروج المرشحين الذين يتمتعون بالكاريزما ويضفون نوعا من الجاذبية التقدمية والإثارة للسباق الرئاسي. ورأت الصحيفة الأمريكية أنه مع شعور كل من شفيق ومرسي بأن قطاعات من الشعب في حالة إفاقة من الوهم واحتمال عزوفهم عن التصويت في جولة الإعادة فإن هذا الأمر قد دفعهما إلي محاولة توسيع قاعدة التأييد ومغازلة المرشحين الذين خرجوا من السباق. وأشارت الصحيفة إلي أن شفيق بدأ يغازل الثورة وأشاد بشهداء الثورة في مؤتمر صحفي أمس الأول وتعهد بإعادة ثمار الثورة المجيدة إلي الشباب. وقالت الصحيفة إن شفيق أبدي استعداده للتعاون مع باقي القوي السياسية في البلاد وحث المصريين علي التصويت في جولة الإعادة. كما تطرقت الصحيفة إلي موقف مرسي الذي سعي إلي طمأنة قلق الناخبين المصريين والذين يشعرون بمخاوف من هيمنة الإخوان المسلمين علي الحياة السياسية في مصر في حالة فوز مرسي بالرئاسة خاصة مع سيطرة الإخوان علي مجلس الشعب. وأشارت الصحيفة إلي موقف عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسي من أنهما لن يدعمان مرسي ولا شفيق. واعتبر موقع تليفزيون سي إن إن الأمريكي أن المرشح الإسلامي للاخوان محمد مرسي والحرس القديم في عهد مبارك أحمد شفيق يسعيان إلي كسب عقول وقلوب المصريين من أجل الفوز بالرئاسة في جولة الإعادة. ومن جانبها, ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أمس أن مرشحي الانتخابات المصرية يحاولان في الوقت الراهن جاهدين تحسين صورتهما أمام الناخب المصري لأجل خوض جولة الإعادة بنجاح. وأشارت الصحيفة إلي انشغال كل من المرشحين يوم أمس بتلميع وإعادة تسويق نفسيهما كحراس لثورة52 يناير التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك وأدت لإجراء أول انتخابات حرة ونزيهة في التاريخ المصري. وعزت الصحيفة الهدف من وراء تكثيف حملات المرشحين مرسي و شفيق أخر رئيس وزراء في عهد مبارك هو توسيع نطاق مؤيديهما قبيل جولة الإعادة المقرر إجراؤها الشهر القادم, مشيرة إلي أن المصريين لا يرون في كلا المرشحين الذي يجسد روح الثورة. كما ألقت الصحيفة الأمريكية الضوء علي بدء معركة حشد الأصوات عقب يوم واحد من إعلان النتائج الأولية. وفي السياق ذاته, رصدت الصحيفة الأمريكية المجهودات التي تقوم بها حملة المرشح الأخواني محمد مرسي والذي يحاول هو الآخر استحضار روح الثورة, مشيرة إلي ما تلقته جماعة الإخوان المسلمين من انتقادات لتأخرها عن المشاركة في الثورة مما جعل البعض يتهمونها بالانتهازية السياسية. ورأت صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكال الأمريكية أن الكثير من المصريين سيعزفون عن المشاركة في جولة اعادة الانتخابات الرئاسية المصرية المقرر اجراؤها في شهر يونيو المقبل وهم يواجهون خيارين مابين محمد مرسي مرشح الاخوان المسلمين أو الفريق أحمد شفيق الذي ينتمي الي النظام السابق وبالغت في تقييمها للأوضاع معتبرة أن فرحة المصريين بالديمقراطية وتلك الانتخابات تحولت إلي حزن. ذكرت صحيفة' ذي جلوب اند ميل' الكندية أن المصريين أمام خيارين قاسيين حيث أن الغالبية العظمي من الشعب المصري لم يرغب في اي من هذين الخيارين المطروحين أساسا. وقالت الصحيفة ان حوالي75% من المدرج اسماؤهم في كشوف الناخبين لم يصوتوا في اول انتخابات رئاسية تاريخية في مصر. وأردفت الصحيفة تقول إن' سخرية الاقدار' تظهر عندما تعلم أن أيا من المرشحين( مرسي وشفيق) لم يكنا ليخوضا هذه الانتخابات أساسا فمرسي كما يطلق عليه البعض في مصر( المرشح البديل) الذي دفعت به جماعة الاخوان في الدقيقة الاخيرة بعد استبعاد مرشحها الاساسي خيرت الشاطر وأن المرشح الاخر أحمد شفيق استبعد من قبل اللجنة الانتخابية لما يثار حوله من تورطه في جرائم ارتكبت عندما كان رئيسا للوزراء ولكنه طعن في قرار اللجنة أمام المحاكم وهو ما مكنه من الترشح في اللحظات الاخيرة ايضا. وقالت صحيفة سويسرية' نويه تسوريشر تسايتونج آم زونتاج' إن من مفردات الديمقراطية وجوب قبول الجميع لنتائج الانتخابات رغم كون هذه النتائج لا تروق للكل, وذلك في تعليق الصحيفة علي نتائج الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة المصرية. ورأت الصحيفة أن مجرد فوز أي من هذين المرشحين بالرئاسة لا يعني نجاح عملية التحول في مصر من دولة استبدادية إلي دولة ديمقراطية فاعلة. وأضافت الصحيفة أن نجاح هذه العملية مرهون بتسليم المجلس الأعلي للقوات المسلحة للسلطة بشكل نهائي لسياسي منتخب من قبل الشعب. وقالت صحيفة' بلفاست تليجراف' الايرلندية إن مرسي مرشح الاخوان وشفيق بدءا يخطبان ود الناخبين الذين رفضوهم في الجولة الاولي وأشارت الصحيفة إلي أن شفيق تعهد في مؤتمر صحفي في مقر اللجنة الانتخابية بعدم اعادة انتاج النظام القديم في الوقت الذي حاول فيه مرسي الوصول إلي الخائفين من الحكم الاسلامي المتشدد وصعود الدولة الدينية. ومن فيينا مصطفي عبد الله: اهتمت وسائل الإعلام النمساوية بتوابع نتائج الجولة الأولي لإنتخابات الرئاسة المصرية, فقد أشارت جريدة' دي برسه' وهي إحدي أشهر وأهم الصحف النمساوية إلي أن المرشح حمدين صباحي والذي وصفته الصحيفة بالحصان الأسود في الانتخابات الرئاسية والذي كان قريبا من المركز الثاني في نتائج فرز الانتخابات تقديمه عدة طعون علي نتائج فرز الانتخابات ومطالبته بإعادة الأنتخابات في خمسة محافظات من مصر والتي وصفتها الصحيفة بأنها سوف تقلب الطاولة في حالة الموافقة علي الطعون المقدمة منه, حيث اشارت إلي أن صباحي يتمتع بشعبية جارفة والتي قد تغير من نتائج سباق الأنتخابات في مصر. ومن باريس نجاة عبد النعيم: حاولت المراسلة' دينيز امون' في تقرير لها من القاهرة ونشرته مجلة لوبوان الفرنسية توضيح مبررات المفاجأة التي جاءت بها صناديق الاقتراع بتصويت المصريين بكثافة للمرشحين المقرر لهما خوض السباق لجولة الحسم وأصبح الرئيس القادم لمصر إما من التيار الإسلامي أو فلول النظام السابق وهما مرشح الإخوان د.محمد مرسي ومرشح النظام السابق احمد شفيق. واستهلت دونيز مقالتها بالقول' آخر رئيس وزراء في نظام مبارك يخوض جولة الاعادة لرئاسة مصر' وفي محاولة لتحليل ما سمته ب'مفاجأة من المصريين' قالت إن شفيق لم يفصله في الجولة الأولي عن الفوز علي منافسه الدكتور د.محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين الا002 ألف صوت وهي النتيجة التي فاجأت الأجانب باسرار السياسة. في قراءة رويترز للمأزق الانتخابي: شفيق ومرسي يتنافسان علي ارتداء عباءة الثورة بعد خروج النخبة في قراءة لوكالة رويترز للأنباء لتطورات معركة الانتخابات الرئاسية في مصر, أكد التقرير أنه مع اختفاء النخبة الثورية من علي الساحة الانتخابية اشتعل الصراع بين أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في النظام البائد, ومحمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين. وأكد التقرير أن كلا من شفيق ومرسي يتنافسان الآن علي الفوز بعباءة الثورة, حيث تركز المنافسة الآن علي كيفية الفوز بتأييد المرشحين الذين خرجوا من الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة, ولذلك فقد حاول كل منهما الحديث باسم الثورة والتأكيد علي دعمه الكامل لها لاجتذاب أكبر قدر من الأصوات. وأثار الاختيار بين مرسي وشفيق- والذي يمثل كل منهما القوي التي تصارعت علي مدي الستين عاما الماضية- استياء كثير من المصريين الذين صوتوا لمرشحين يمثلون تيار الوسط. وأكد التقرير أنه علي الرغم من حصول مرسي علي أعلي الأصوات لم تكن النسبة التي حصل عليها مرسي مثيرة مقارنة بأداء الأخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية التي حصلوا فيها علي ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان. ونقلت رويترز عن محمد حبيب وهو نائب سابق للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي انشق علي الجماعة اعتراضا علي سياساتها قوله إنه يتعين علي الجماعة أن تعرض منصبين لنواب الرئيس علي الأقل لاثنين من خارج الجماعة, وأشار إلي أن أحدهما قد يكون مسيحيا, وهي فكرة قال مرسي نفسه إنه لا يعارضها. مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل: أي عاقل يرأس مصر سيفكر كثيرا قبل معاداتنا أبرزت الصحف الإسرائيلية تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حول معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تصريحات كارتر التي قال فيها إن الإخوان المسلمين سيحافظون عل معاهدة السلام مع إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلي أن كارتر أكد أن الإخوان ربما يسعون لتعديل معاهدة السلام ولكنهم لن يدمروها تماما. ونقلت الصحيفة تصريحات إفرايم هاليفي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق التي قال فيها إن أي عاقل يصبح رئيسا لمصر سيكون عليه أن يفكر بعمق في ما إذا كانت معاداة إسرائيل ستحسن من سعيه للحصول علي المساندة الدولية أم أنها ستضر بفرصه لنيل التأييد الدولي. وأشارت الصحيفة إلي قول هاليفي أي رئيس مصري سيواجه ضغوطا للحفاظ علي مصداقية مصر علي الساحة الدولية. وفي صحيفة هآرتس, أشار كاتب الرأي شيمي شاليف إلي إن نتائج الجولة الأولي في الانتخابات الرئاسية في مصر أربكت الناخب المصري بعد أن أصبح الاختيار بين مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي وئيس الوزراء الأسبق في عهد الرئيس السابق. وقال الكاتب الإسرائيلي إن الناخب في مصر ما زال يشعر بالأمل في تحقيق الديمقراطية في مصر. أما صحيفة يديعوت أحرونوت فأشارت إلي أن المرشحين مرسي وشفيق يحاولان حاليا جذب أكبر قدر من الناخبين للحصول علي التأييد المناسب لحسم الجولة الثانية من الانتخابات. ووصفت الصحيفة الجولة الثانية من الانتخابات بأنها أصبحت شبيهة بالانتخابات التي كانت تجري في عهد مبارك وسط منافسة بين شفيق الذين وصفوه بأنه له خلفية عسكرية ومرسي بخلفية إسلامية.