لا اعتقد ان هناك خبر يسعد أهل الدراما ، و انا منهم مثل خبر إعداد الجزء السادس من ملحمة ليالى الحلمية ، تلك الملحمة التى عشنا بها و عاشت فينا بكل شخوصها و أحداثها و التى من شدة إتقان صانعيها ، اعتقدنا انها حقيقية ، فمن منا لم يصدق ان هناك سليم باشا البدرى ، و سليمان باشا غانم ، و زهرة و على البدرى و شقيقه عادل ، و المعلم زينهم ، و طه السماحى ، و العديد من الشخصيات التى صاغها و حركها المبدعان الراحلان ، اسامة أنور عكاشة و اسماعيل عبدالحافظ . فليالى الحلمية ليست مجرد مسلسل ، و لكنها دراما تشريحية استطاعت أن تلقى الضوء على معظم شرائح المجتمع من رجال أعمال ، موظفين ، عمال ، طلبة ، سياسيين ، رجال شرطة ، رجال جيش ، كل أطياف المجتمع كان المشاهد يتابع تطوراتها و آلامها و أحلامها على مر عقود طويلة منذ نهايات العهد الملكى و حتى منتصف التسعينيات من القرن الماضى . المؤكد أن المهمة صعبة للغاية ، فقد قرر الكاتب أيمن بهجت قمر ان يدخل فى تحدى رهيب ، و التحدى هنا ليس بين أيمن و بين الراحل اسامة أنور عكاشة ، و لكن التحدى هنا بينه و بين الجمهور الذى لن يرضى بأن يرى الجزء السادس من الحلمية فى مستوى أقل من المستوى الفنى الذى كان متوفرا فى الاجزاء الخمس السابقة ، و التى باتت ساكنة فى وجدان اجيال من المشاهدين ولكن الرهان هنا سيكون على تغير نوعية المشاهدين ، المشاهدين اليوم ليسوا مشاهدين الأمس ، فوجود الإنترنت و شبكات التواصل الاجتماعي خلقت جيلا جديدا من المتلقين اعتقد ان أيمن بهجت قمر يعرف اتجاه بصلتهم جيدا ان ليالى الحلمية ليست مجرد مسلسل كما قلت فى بداية المقال ، و لكنها مادة خام للعديد من الاجزاء التى لو توفرت لها ورشة متكاملة من الكتاب ، لصارت يوميات تليفزيونية يتابعها الأجيال يوميا. لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا