هل تعود «ليالى الحلمية» من جديد؟ وبأى شكل ستظهر؟ ومن هم أبطال الجزء السادس؟ العديد من الأسئلة طرحت نفسها على الساحة الفنية الأسبوع الماضى بعد أن قرر المنتج محمود شميس تبنى المغامرة التي يكتبها الشاعران الغنائيان أيمن بهجت قمر وعمرو محمود يس ومن المفترض أن يخرجه مجدى أبو عميرة خلفا للراحل الكبير أسامة أنور عكاشة. حالة الجدل جاءت كما قال البعض حرصا على عدم تشويه واحد من أهم أعمال الدراما المصرية التي ارتبط بها الجمهور، لكن في نفس الوقت هذا الحرص لن يكون هو الشماعة التي يعلق عليها الكثيرون انتقاداتهم، لأن القائمين على تنفيذ الجزء السادس من «ليالى الحلمية» يُشهد لهم بالكفاءة في التجارب التي قدموها، كما أن أحداث الأجزاء ستكون مناسبة مع ظروف عصرنا الحالى.. أما المفاجأة التي أثلجت قلوب الكثيرين فهى ما صرحت به نسرين ابنة الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة والتي قالت إن والدها كان بصدد تقديم أجزاء أخرى من العمل لولا وفاته، ولذلك هي متحمسة لأيمن بهجت وعمرو يس لأنهما ببساطة يكملان حلم عكاشة. تقول نسرين عكاشة: «أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ كانا معطاءين بإبداعهما لكل مصر، وأكيد كانا سيقدمان يد العون إلى كل فنان حقيقى يرغب في إعادة رسالتهما، وكانوا حيقولوا لهم حاجتين: «مبروك.. واتحدوا بقا واشتغلوا»، وأضافت «ولأنى في حل من التبرير عن مسألة موافقة الورثة لأن أرى القضية الأهم هي دعم 2 شباب ناجحين وعندهم طاقة والأهم إيمان وحب لفكر راقى وفن حقيقى قررا أن يتبعا خطى مبدعين ومن تراثهم يفيدوا ويستفيدوا ويبدعوا، أسامة أنور عكاشة وغيره سابوا تراثهم ثروة للاستفادة بها والتعلم منها.. وكانوا عايزين غيرهم يستفيد منها ويكمل عليها.. وبغض النظر عن التكملة بنفس الكاتب أو غيره». ووجهت نسرين عكاشة رسالة إلى منتقدى التجربة قالت فيها: «قبل أن تستقبلوا تجربة أيمن بهجت قمر وعمرو ياسين بكل العدائية غير المقبولة وبدون منطق اتسقوا مع نفسكم.. واحترموا حق الغير في التجربة وقدروا إيجابية المبدع في محاولة الرقى برسالة الفن». حالة الجدل تلك التي أحدثتها عودة المسلسل من جديد فرضت نوعا من السرية على كواليس العمل فقد قرر الشاعر أيمن قمر إغلاق حسابه على «فيس بوك» حتى لا يدخل في جدال مع أحد، وكذلك رفض أبو عميرة الإفصاح عن ترشيحاته المبدئية للعمل، غير أننا عرفنا من مصادرنا الخاصة أن الفنان يحيى الفخرانى لن يكون موجودا في الجزء السادس خاصة أن الجزء الخامس بالكامل كان نصيبه منه خمسة مشاهد فقط، وكذلك الحال بالنسبة للفنان الكبير صلاح السعدنى، أما بالنسبة لباقى أبطال العمل فقد بدأ أبو عميرة بالفعل في الاتصال والتشاور معهم الأسبوع الماضى. عادل البدرى: ماعنديش مانع الفنان هشام سليم الذي لعب شخصية عادل ابن الباشا سليم البدرى والهانم والذي اشترك في حرب أكتوبر 1973 وعمل في مصنع والدة سليم البدرى ثم إدارة وتزوج من قمر السماحى وسهيلة الفلسطينية، أكد بالفعل أنه تم الاتصال به من قبل المسئولين عن العمل وأنه أبدى موافقة مبدئية على المشاركة في المسلسل خاصة أننا نحتاج أن نلقى الضوء على ما يحدث في البلد، وتحديدا من الناحية الاقتصادية وما يؤول إليه الوضع بشكل عام، هشام أكد أنه يثق في كتابة أيمن بهجت قمر، لكن هذا لا يعنى أنه موافق بشكل نهائى، فهو ينتظر السيناريو وقال: «زمان أسامة أنور عكاشة كان يعطينا السيناريو 30 حلقة بالكامل حتى نقرأه وهذه الطريقة الأفضل كما أننا لو أردنا أن نقدم عملا متماسكا أعتقد أنه من الأفضل أن ننتظر إلى العام المقبل حتى نكتبه بتركيز ولا نقدم مسلسلا والسلام، لأن اسم «ليالى الحلمية» اسم كبير ويجب أن نقرأ كل الأحداث بعناية، أما عن مسألة المشاركة فأنا بالفعل مرتبط حاليا بعمل درامى من إنتاج سماح أنور وسأبدأ تصوير قريبا، لذلك لا بد من الاختيار المناسب للوقت لكنى متحمس للتجربة لأنى واثق جدا في كتابة أيمن بهجت قمر وأعرف أن لديه مفردات غزيرة ومختلفة وعندما ينوى تقديم عمل مثل «ليالى الحلمية» أعتقد أنه دارس جدا للموضوع وإبعاده وعنده الاستعداد الكافى لخوض التجربة». زهرة سليمان غانم: لن أتاجر بما قدمته قدمت الفنانة آثار الحكيم على مدى الثلاثة أجزاء الأولى من «ليالى الحلمية» دورا رئيسيا في العمل وجسدت من خلاله شخصية زهرة سليمان ابنة نازك السلحدار التي تتركها والدتها لتتربى في أكثر من مكان وتحب على ثم تنطلق في عالم الصحافة بعد سجنه وتتزوج من على بعد زواجها من عمر وحازم. آثار الحكيم قالت «بالفعل حدث اتصال من قبل المسئولين عن العمل بى لكن عودة «ليالى الحلمية» مرة أخرى أمر صعب خاصة أن هذا العمل كتبه أسامة أنور عكاشة وفى الدراما بشكل عام يمكنك أن تصنفها إلى منطقتين الأولى قبل أسامة أنور عكاشة والثانية بعده، فهو ليس بكاتب حكاء وإنما هو تاريخ ولا يوجد شخصان في الدنيا لهما فكر متطابق فكل شخص له قيمه ومبادئه وأفكاره التي يكتب من خلالها، ولا أنكر أن أيمن بهجت قمر مبدع وموهوب كشاعر لكن أكيد أفكاره هي ليست أفكار عكاشة وهذا لا يمنع أن يحاولوا ويقدموا التجربة لأن الاجتهاد ليس حكرا على أحد، كما أن الشخصيات في الجزء الخامس كانت واضحة وفى ذلك الوقت كان جيل السعدنى والفخرانى تجاوز الستين عاما، وعندما نقدم جزءا سادسا هذا معناه أن زهرة وعلى وعادل سيصل عمرهم إلى 60 سنة فماذا سيقدمون؟ خاصة أن الأحداث ستتم كتابتها لتدور في الفترة من 2005 إلى 2015، أعتقد أن جيلنا صعب أن يبنى أحداثا درامية كاملة تدور حولها المسلسل، وبالتالى يعتبر ما نقدمه ما هو إلا لوى دراع للمسألة ومتاجرة، لأنه لن يصل أي عمل مهما كان إلى نفس مستوى النجاح الذي وصل إليه «ليالى الحلمية» بأجزائه المختلفة، والدليل على صحة كلامى أن تجارب كثيرة مثل مسلسل العار والباطنية والإخوة الأعداء لم تحقق نفس النجاح الذي حققته نسخها الأصلية، كما أنه من الطبيعى أن تكون إلهام شاهين هي التي تستكمل الجزء السادس لأنها من قدمت شخصية زهرة في الجزء الخامس بعد اعتذارى عنه لأنى كنت وقتها حاملا في ابنى «على» لكن لأننا شعب عاطفى مرتبطون بزهرة وعلى الطالبين اللذين تخرجا من الجامعة وتواجههما مشكلات». وأنهت آثار كلامها بأنها تتمنى التوفيق للجميع، لكنها لن تشارك في العمل لأنها اعتزلت الفن وطالبت بالبحث عن سبل أخرى لتكريم أسامة أنور عكاشة في حالة ما إن كان هذا العمل يعتبر رسالة تكريم بالنسبة له. على البدرى: ما زلت أقرأ السيناريو قدم الفنان ممدوح عبدالعليم ضمن أحداث مسلسل «ليالى الحلمية» شخصية على سليم البدرى: الابن الأكبر من زوجته الثانية الذي نشأ وتربى مع خالته وتخرج في كلية العلوم التطبيقية ليصدم في حبيبته زهرة وفى نكسة 67 ثم يسجن فينطلق في عالم الأعمال ويتزوج زهرة في النهاية مع زوجته الأولى شيرين. عبدالعليم أكد أنه بالفعل في مرحلة قراءة للمعالجة الدرامية إلى كتبها أيمن بهجت قمر وعمرو محمود يس، وأن مسألة عودة جزء سادس من «ليالى الحلمية» بعد غياب عشرين عاما كانت بالفعل مشروعا قائما ويدور حوله كلام منذ عامين تقريبا لكن الأزمة دائما كانت في فكرة من يتحمل مخاطرة كتابة عمل يحمل اسم أسامة أنور عكاشة، غير أنه يثق في بهجت قمر، فهو له مفرداته وقاموسه الذي يؤهله إلى تقديم مثل تلك الملحمة، وطالب عبدالعليم الجميع بتقديم يد العون إلى فريق عمل المسلسل حتى ولو تأخر بعض الوقت حتى يخرج في أفضل شكل.