يقال والعهدة هنا على الراوى إن حالة من الأحباط والحزن الشديدين انتابتا حاكم الاناضول بعدما علم بنجاح المعارضة بالبرلمان البرازيلى فى التصويت بأغلبية كخطوة أولى مهمة نحو اقصاء داليما روسيف رئيسة البرازيل من منصبها.ورغم أن كل المؤشرات ذهبت الى أن مجلس الشيوخ سيحذو الطريق نفسه ، إلا أنه كان لديه أمل حتى ولو ضئيل فى ان تنجو صديقته المخلصة من براثن المتآمرين عليها. المثير أن الرجل بدا وكأنه الزعيم الوحيد فى العالم ، حينما ندد علانية بالمظاهرات الهادرة السلمية التى اجتاحت المدن البرازيلية، رفضا لروسيف ووصفها بالغوغائية والسعى لانقلاب على رئيسة منتخبة ديمقراطيا ، وهو ما آثار استهجان الخارج قبل الداخل. الوحيدون الذين شاركوه هم قيادات الإخوان الذين يعيشون باسطنبول فى كنفه وتحت حمايته ، فقد أصيبوا بالوجوم خاصة أن المبعدة سبق واستقبلت فى بلادها الرئيس السابق محمد مرسي، وكم كانوا فخورون بها حينما اعطت تعليماتها بأن تخلو مائدة العشاء من الخمور احتراما للضيف الاسلامى الكبير . زاد على ذلك أن ما حدث أعاد لهم ذكرى مظاهرات الثلاثين من يونيو والتى افضت فى النهاية الى خلع رئيسهم من سدة الرئاسة ثم محاكمته وهو المصير الذى ينتظر محبوبتهم السيدة روسيف أما أردوغان فالأمر لم يختلف فعندما كان رئيسا للوزراء ، وخلال تلك السنة نفسها شهد حكمه أكبر تحد ضده، تمثل فى احتجاجات عرفت «جيزى بارك» بساحة تقسيم اعقبها اعتصام فضه بالقوة المفرطة ، وفى نهايتها وتحديدا يومى 17 و25 ديسمبر كانت فضيحة الفساد الشهيرة التى طالت أربعة من وزرائه اضافة الى نجله بلال ومازالت تداعياتها قائمة ومتواصلة رغم عمليات الحصار الهائلة لمنعها. صحيح أنه تمكن من احتوائها، ولكن هذا الى حين، فما الذى يضمن ألا ينفجر البركان فى وجهه ووجه نظامه ، وها هى روسيف التى أيدها بكل جوارحه تقترب من اللحاق بصديقه مرسى وربما يلحق هو نفسه بهما. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد