لم يكن غريباً عن الإسكندرية فقد عمل بها سكرتيراً عاماً مساعداً قبل ثورة يناير وعاصر مشاكلها وكان له بصمات فى حل العديد منها ,وجاء من أربعة أشهر ليتولى محافظاً عليها فى ظل تهالك شبكات المرافق والخدمات والبناء العشوائى المخالف وانخفاض حركة السياحة الداخلية والخارجية أنه المهندس محمد عبدالظاهر الذى أحدث طفرة تنموية خلال توليه محافظاً للقليوبية ليتم نقله للإسكندرية العاصمة الثانية للنهوض بها والتصدى للفساد والبناء المخالف ,مؤكداً انه يعرف تماماً قدرات وإمكانات الثغر التى تؤهلها أن تكون فى مقدمة مدن البحر الأبيض المتوسط على الخريطة السياحة لذلك قرر إنشاء فندق عالمى وأنشطة سياحية بالغابة الترفيهية ومنطقة خلف كارفور والأسراع فى فتح المتآحف الأثرية المغلقة منذ سنوات للصيانة والتطوير وغيرها من العوامل التى تجذب السياحة العالمية حتى تعود المدينة عروساً للبحر الأبيض . فى بداية توليكم زمام المحافظة واجهتم حرباً إعلامية من البعض لماذا ؟ المهندس محمد عبدالظاهر: أكد أنه يعمل فى إطار منظومة الدولة وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة مواجهة الفساد واسترداد حقوق الدولة المنهوبة وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين المواطنين ,وقد بدأته بالحديقة الدولية التى تصل مساحتها إلى أكثر من 130 فداناً تم اسنادها أواخر عام 98 لتطويرها لإحدى شركات التنمية السياحية والاستثمار العقارى لمدة 20 عاماً مقابل أن تسدد الشركة 9ملايين جنيه بواقع 450ألفاً كل عام , ولكنها خالفت شروط التعاقد واستثمرتها فى التربح وإجرتها من الباطن لعدد 16 مستثمراً رئيسياً الذين قاموا أيضاً بإنشاء صالات أفراح ومطاعم وكافتيريات ومنتجعات وأندية وغيرها من الأنشطة التجارية معظمها بدون ترخيص وأجروها من الباطن بمخالفة التعاقد بمبالغ تصل إلى مئات الملايين سنوياً ويمتنع بعضهم عن سداد مستحقات المحافظة التى لجأت عام 2006 إلى المحكمة التى قررت فسخ العقد مع الشركة والتعاقد مباشرةً مع مستأجرى الباطن الذين لجأوا إلى حيل قانونية فيما بينهم برفع دعاوى قضائية على الشركة الأم بهدف كسب الوقت والهروب من سداد مستحقات الدولة التى لا تقل حالياً عن مليار جنيه , وفى أوائل شهر مارس الماضى أرسلت إليهم المحافظة مطالبات تحت الحساب بحوالى 400 مليون جنيه بناءً على توصيات اللجنة المشكلة من الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة والجهاز المركزى للمحاسبات والمحافظة ولكنهم رفضوا السداد ولجأوا للجنة فض المنازعات, موضحاً أن أموال الدولة سيتم تحصيلها وبغرامات التأخير والفوائد مها طال الوقت ,وأنه يواجه حرباً من مافيا العقارات المخالفة التى أثرت على شبكات المرافق والخدمات التى كلفت الدولة أكثر من 40مليار جنيه وشوهت المنظر الجمالى والمعمارى الفريد للمدينة مما دعانى إلى اتخاذ قرار بوقف تراخيص المبانى والهدم بمناطق التراث المعمارى وإحالة ملفات الترخيص التى صدرت من الأحياء للتحقيق وضرورة الحصول على شهادة بناء من لجنة التراث , وأشار عبدالظاهر إلى أن أجهزت المحافظة بالتعاون مع الرقابة الإدارية ألقت القبض على زعيم مافيا البناء المخالف متلبساً بتقديم رشوة 800ألف جنيه لمقاول الهدم و100 ألف جنيه لمهندسة تابعين لحى المنتزه لمساعدة المقاول فى عدم تنفيذ قرار إزالة 16 طابقاً من عقار قام ببنائه المقاول بالمخالفة للقانون مما يعرض حياة المواطنين للخطر ويشوه الطراز المعمارى الفريد بالمنطقة وغيرها من السلبيات على شبكات مرافق الدولة , مؤكداً أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد القبض على العديد من مقاولى البناء المخالف والمتواطئين معهم من مسئولى ومهندسى الأحياء. ولكنكم أعلنت عن إعادة الإسكندرية لمكانتها السياحة بين مدن العالم كيف ؟ المحافظ : إن المدينة يوجد بها مقومات سياحية تؤهلها أن تحتل المرتبة الأولى بين مدن البحر الأبيض المتوسط ولكن ينقصها المنشآت والفنادق السياحية التى تليق بها وأيضاً وإعادة تأهيل المزارات السياحية والمتآحف وغيرها ,قائلاً إنه جارى عمل دراسات فنية وعلمية لإقامة فندق عالمى يفوق فندق الشيخ خليفة بدبى فى تصميمه التراثى واستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا فى تشغيله وذلك بأرض كوته على مساحة 15ألف متر مربع تقع على البحر مباشرة بأرقى مناطق وسط المدينة بحيث يكون شكله على فنار الإسكندرية القديم ويضم مكاناً فى أعلاه بمثابة برج القاهرة بحيث يتيح للسائحين والزائرين رؤية معالم ومقاصد المدينة الأثرية والسياحية ,و أن وزير الآثار وعد بتدبير 60 مليون جنيه لاستكمال المنشآت بمتحف الموازييك الذى يعتبر الوحيد على مستوى الجمهورية وأيضاً تدبير مبالغ لاستكمال الصيانة بالمتحف اليونانى الرومانى العالمى ,وأنه تقرر فتح المسرح الثقافى به المتوقف منذ 11عاماً فى بداية موسم الصيف وتأهيل المتحف البحرى وصيانته لعرض نحو 3آلاف قطعة أثرية تم انتشالها من سواحل البحر بمنطقتى الميناء الشرقى والقلعة وخليج أبى قير , حيث أن هذه القطع تعرض فى معارض عالمية بمختلف دول أوربا و لا يتم عرضها للمصريين . وماذا عن المتحف العالمى للآثار الغارقة المزمع إنشاؤه منذ عشرات السنين ؟ المهندس محمد عبدالظاهر : قال إنه بالفعل منذ فترة التسعينيات عندما جاءت البعثات الأثرية وعلى رأسها البعثة الفرنسية التى أكتشفت بالتعاون مع خبراء الآثار المصريين العديد من الآثار والأحياء والمدن الغارقة فى سواحل المدينة التى يرجع تاريخها إلى أوائل العصور الفرعونية وحتى الحرب العالمية الثانية ومن أبرزها تمثال نادر لأبى الهول وكتل من عمود السوارى وبقايا فنار الإسكندرية وأسطول نابليون وموقع قلعة قايتباى وغيرها مما جعلنا نفكر بجدية فى إنشاء متحف تحت الماء للآثار الغارقة لكى يشاهده السائح فى طبيعتها البحرية عن طريق أنابيب زجاجية شفافة تحت الماء والمشروع بدأت دراساته بمنحة أوروبية عام 2009 وكان من المقرر أن ينتهى أنشاؤه العام الماضى ولكن ظروف البلد السياسية أوقفت المشروع العالمى ,ولكن حالياً ندرس عدة عروض بالتنسيق مع وزارة الآثار والثقافة تقدم بها مجموعة من المستثمرين المصريين لإنشاء المتحف الذى لا تقل تكلفته عن 150 مليون دولار وفور اخيار العروض الأفضل والمناسبة سننسق مع مختلف الجهات لتنفيذه لأهميته للسياحة العالمية وخلقه أنشطة سياحية عالمية أخرى مثل سياحة الغوص والتجديف . إنشاء مركز عالمى للرياضات المائية شائعة أم حقيقة ؟ عبدالظاهر: إنها حقيقة ولا مجال فى هذا الوقت للشائعات للبناء مصر الحديثة ,فإنه بالإتفاق مع وزارة الشباب والرياضة سيتم إنشاء هذا المركز بالغابة الترفيهية على مساحة 30 فداناً وربطها ببحيرة النزهة الكبيرة عن طريق مجرى مائى مصمم على مستوى دولى بحيث يتضمن منشآت سياحية تستوعب الفرق العالمية المشاركة فى المسابقات وذلك يسم فى إحياء رياضة التجديف والشراع والتزحلق على المياه التى بدأت تنقرض عندنا ,وأشار عبدالظاهر إلى أنه تقرر إنشاء طريق سياحى يصل إلى منطقة عبدالمنعم رياض يليق بمستوى مركز الرياضات المائية العالمى الذى سيجذب السياحة من مختلف دول العالم ويخلق الآلاف من فرص العمالة المميزة ويسهم فى عودة الإسكندرية عاصمة السياحة لمدن البحر الأبيض المتوسط . ولكن الاختناقات المرورية بالطرق المؤدية للمزارات السياحية والأثرية تسبب أزمة للسائحين !؟ قال المحافظ إن التكدس والإزدحام بالطرق تم وضعه فى الاعتبار حيث أن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء أصدر قراراً بتشكيل لجنة برئاستى فى مارس الماضى لتنشيط السياحة بالمحافظة وقد بدأت أعمال اللجنة باجتماع حضره القيادات الأمنية وعلى رأسهم اللواء نادر جنيدى مدير الأمن وحددنا مسارات مرورية للأفواج السياحية القادمة من ميناء الإسكندرية البحرى بهدف وصول السائح بأقصى سرعة إلى مناطق الزيارات المتنوعة خاصة بالمناطق المزدحمة مرورياً وعلى رأسها مقابر كوم الشقافة ومتحف قصر المجوهرات وقلعة قايتباى موكداً أنه خلال هذا العام سيشعر المواطن السكندرى ببدء عودة السياحة الخارجية والداخلية من جديد إلى مدينته بعد انخفاضها لسنوات طويلة .