كشفت واقعة اختفاء 8 أطفال من أبناء قرية «كفر العرب» التابعة لمركز بلبيس بالشرقية أثناء هجرة غير شرعية الى أوروبا، ملف هجرة الأطفال بتشجيع من أولياء أمورهم فى مؤشر خطير لاستغلال الأطفال بعد أن كانت الهجرة غير الشرعية مقصورة على الكبار فقط استغلالا للقوانين التى تحمى الاطفال هناك وتمنع ترحيلهم بل وتقر لهم حق الإيواء والتعلم. حيث كشفت الاحصائيات تزايد معدلات هجرة الصغار من سكان المراكز والمناطق الريفية دون سن 18عاما، وتحديدا مابين الثالثة عشرة والسادسة عشرة فى رحلات غير شرعية وغير آمنة عبر البحر المتوسط بلا أوراق أو مستندات رغبة فى حلم الثراء السريع لأسرهم، ولا تزال قرية «كفر العرب» فى انتظار معرفة المصير المجهول لأطفالهم. ويروى «محمد» أحد الشباب الذى سبق له الهجرة غير الشرعية من خلال تجار وسماسرة الموت منذ عامين، أنه بعد زيادة أعداد المهاجرين وإحباط العديد من محاولات هجرة الكبار لجأ السماسرة الى استغلال الأطفال خاصة وأن القانون فى إيطاليا وبعض دول الاتحاد الأوروبى يمنع ترحيل الأطفال حال ضبطهم، حيث يتم نقلهم إلى مراكز رعاية واستقبال خاصة لحين إتمام السن القانونية، وهو ما يؤكد فرص بقائهم. وهناك يكون أمامهم أحد الأمرين ، إما الهرب للشارع والبقاء تحت وطأة الملاحقة فريسة لتجار الأطفال وعصابات «المافيا» واحتراف الإجرام والسرقة، أو أن يبقى الطفل داخل تلك المراكز التى لا تقل خطرا ، حيث أن معظمها غير مؤهلة، وانما عبارة عن صورة ظاهرية لاستقبال الأطفال وتلقى المعونه المخصصة التى ترصدها الحكومة أو الاتحاد لهذه الشريحة من المهاجرين و اللاجئين مثل بعض دور الأيتام هنا ، دون أى رعاية حقيقية. ويؤكد محمد أن مدة الرحلة العادية تصل ليومين، إلإ أنها قد تمتد لأربع أو 5أيام بسبب تهالك المراكب وظروف الجو، مما قد يتسبب فى فقد الكثير من هؤلاء الأطفال خلال الرحلة ، لتقذف بهم الأمواج العاتية ويبتلعهم البحر ويلقون حتفهم، أما من يكتب له النجاة فإنه لا ينطق الا كلمه واحدة تم تدريبه عليها مسبقا وهى كلمة «طفل «بالايطالية، لينطقها أمام أى شخص أو مسئول ويظل يرددها طلبا للحماية القانونية. فيتم اصطحابهم الى أحد مراكز التجميع أو المعسكرات الضخمة التى تمتلئ بالمهاجرين واللاجئين من كل الجنسيات، ثم يتم توزيعهم على مراكز الإيواء، مؤكدا أن تسفير الأطفال والصبية والقصر يتم بعلم ذويهم. يقول عامر فتحى خال أحد الضحايا إن ابن شقيقته لم يخبر والديه، وأوهمهم بسفره لقضاء يوم على الشاطئ مع 7من أصدقائه، وبعد ذلك ب48 ساعة اتصل بهم ليخبرهم أنهم فى طريقهم للسفر لإيطاليا بعد أن اتفقوا مع اثنين على تسفيرهم وانهم يستقلون قاربا وعليهم منح هؤلاء الوسطاء ايصالات أمانة بمبالغ مالية مقابل مساعدتهم ولضمان سلامتهم وبالفعل امتثل والده، لكنه وأسر زملائه فوجئوا بالوسطاء يطالبونهم بتوقيع إيصالين أحدهما بمبلغ 30 ألفا يسدد فى حال وصول ابنه، وآخر يحوى تعهدا بعدم شكواهم أو الابلاغ فى حال فقدهم ويشير محمود صالح عمدة قرية السلام مركز بلبيس الى أن سفر صغار السن أصبح آفة تهدد المجتمع الريفى حيث تحكمه عصابات منظمة تتكون من سلسلة من الحلقات المتشابكة والوسطاء الذين يوقعون بضحاياهم وهم يشترطون ألا تتجاوز أعمار الأطفال 17 عاما.