مبني زايد الثقافي المشيد بمخلفات الردم والبناء, وطريق قنا الصحراوي أول طريق يعمل بالطاقة الشمسية, وحدات معالجة المياه الرمادية بالمدن الجديدة... اختلفت الأفكار بحثا عن حلول جديدة تتسم بالواقعية في ترشيد استهلاك الطاقة والاعتماد علي الطاقات الجديدة والمتجددة. ..................................................................................... وجميعها يعتمد مفهوم البناء الأخضر ليس فقط لفوائده البيئية, وإنما لتوفيره الكثير من المنافع والفوائد لمستخدمي ومالكي المباني. بداية من تكاليف البناء المنخفضة وتكاليف التشغيل المنخفضة بدون تكييفيات وفواتير كهرباء مرتفعة. ناهيك عن الراحة المتوافرة والبيئة الداخلية الأفضل صحيا بالإضافة لتكاليف صيانة أقل وعمر افتراضي أطول. وهي مبادرة التصميم والبناء والتنفس التي طرحها المؤتمر المتكامل الأول عن حلول البيئة تحت رعاية وزير البيئة وبمشاركة اكاديمية البحث العلمي واستجابة لمبادرة مصر2030 للتنمية المستدامة والتي اطلقها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي, ويشارك فيها عدد من ممثلي رواد البناء المستدام والتنمية من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والجمعيات الاهلية في مصر. نماذج واقعية تتحدث الدكتورة هند فروح, المدير التنفيذي للوحدة المركزية للمدن المستدامة والطاقة المتجددة بهيئة المجتمعات العمرانية, عن مشروع تأهيل مدينة الشيخ زايد كمدينة خضراء مستدامة بالشراكة مع وزارة البيئة وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلي مليون و700 ألف ممولة كمنح من وزارة البيئة ومجلس أمناء زايد. وتم منها تنفيذ مبني الشيخ زايد الثقافي والذي تم بناؤه بالكامل من مخلفات الهدم والبناء المنتشرة بالمدينة. وتم تغطية السطح بألواح الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء وتوفير احتياجات المباني من الإنارة داخليا وخارجيا. وبذلك يصبح استهلاك المبني للطاقة صفرا. وتشير فروح إلي أن نجاح نموذج زايد علي أرض الواقع بالاعتماد علي مبادئ البناء حقق خفضا في تكاليف الإنشاء بمقدار الثلث, حيث تختلف المواد المستخدمة في الإنشاء وفقا للخدمات البيئية المتوافرة بعد الاطمئنان الي سلامة وجودة النتائج عند التنفيذ. ويأتي هذا الإنجاز ضمن بروتوكول تعاون مع وزارة الدولة لشئون البيئة لتأهيل المدن العمرانية الجديدة كمدن خضراء مستدامة. مشيرة إلي الاتجاه إلي نشر نظم الطاقة الشمسية و الطاقات المتجددة ورفع كفاءة إستهلاك الطاقة في جميع المدن الجديدة. ولهذا تم انشاء الوحدة المركزية للمدن المستدامة والطاقة المتجددة بقرار وزاري في أغسطس2014, بهدف رفع كفاءة استهلاك الطاقة والطاقة المتجددة والمياه والنقل المستدام والإدارة المتكاملة للمخلفات والإنشاء الأخضر. من خلال توفير البنية التحتية وإمدادات الكهرباء والمياه اللازمة داخل المدن الجديدة. نموذج اخر هو إنارة طريق طيبة قنا الصحراوي الشرقي بطول4 كم أول طريق في مصر يعمل بنظام محطات الطاقة الشمسية المركزية. عن طريق استحدام الخلايا الفوتوفولتية واللمبات الليد الموفرة للطاقة الكهربية. وتوضح أن هذا المشروع جاء للتوسع في التحول نحو إستخدام تطبيقات النظم المختلفة للإضاءة الموفرة.كذلك انتهت الوحدة من تنفيذ14 محطة طاقة شمسية خلال الفترة من ابريل2015 وحتي الآن بقدرات مختلفة في كل من مدن زايد,15 مايو, السادات, طيبة, المنيا, برج العرب, بالإضافة إلي محطات الطاقة الشمسية المركزية لإنارة طريق النايل سات في6 أكتوبر, وطريق طيبة قنا الصحراوي, وطريق البريجات بالسادات. ويقدر إجمالي إنتاج المحطات التي تم إنشاؤها بنحو258 ميجا وات ساعة. وتلفت فروح الي ان ما يزيد علي42% من الطاقة الكهربية في مصر تستهلكها المباني السكانية وهي نسبة أكبر من استهلاك قطاع الصناعة. وهو ما تم بالفعل تركيب سخانات شمسية للمياه اعالي اسطح العمارات بمدن سوهاج واسيوط وبدر وقنا. وهي نماذج ناجحة تم الاسترشاد فيها بالخبرة التونسية والتعاون مع وحدة ترشيد الطاقة واللجنة المصرية الالمانية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بالتنسيق مع هيئة الطاقة المتجددة. وتكشف عن إجراءات إعداد مشروع وزاري لتعميم استخدام التسخين الشمسي في القطاع المنزلي والخدمي تدريجيا بعد الانتهاء من المرجعية الفنية من المواصفات والاكواد واشتراطات استخدامها في القطاع المنزلي. إن جهود التحول التدريجي للبناء الأخضر ليست ببعيدة عن حياة المواطن العادي في منزله بحسب قول الدكتورة فروح, من خلال تقليل فواتير استهلاكه الشهري من الكهرباء علي سبيل المثال. فيمكنه أن يستخدم سخانا يعمل بالطاقة الشمسية بدلا من السخان الكهربائي أو يركب الواح طاقة شمسية صغيرة فوق سطح منزله. كما يمكن استخدام اللمبات الليد الموفرة في استهلاك الطاقة, منوهة الي أن هيئة الطاقة الجديدة و المتجددة اعتمدت في هذا الصدد مجموعة من الموردين المسجلين حتي لا يلجأ المواطن إلي التعامل مع شركات غير مؤهلة و منتجات غير موثوقة المنشأ, فيما أعدت الوحدة نماذج استرشادية لتركيب سخانات شمسية في الإسكان الإجتماعي بعدد من المدن الجديدة.. مبادرة التصميم والبناء والتنفس يشير المهندس شريف حسني رئيس مجلس إدارة إحدي الشركات الرائدة في مجال الحوائط الخضراء وزراعة الأسطح, أن الاتجاه للأبنية الخضراء والبناء المستدام بدأ في الانتشار بشكل كبير علي مستوي العالم لما له من اثر ايجابي متزايد علي البيئة من خلال الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة الطبيعية المختلفة مثل الطاقة المائية والشمسية وطاقة الرياح. بهذه الفكرة جاءت مبادرة التصميم والبناء والتنفس التي طرحها المؤتمر المتكامل الأول عن حلول البيئة تحت رعاية وزير البيئة وبمشاركة اكاديمية البحث العلمي واستجابة لمبادرة مصر2030 للتنمية المستدامة والتي اطلقها رئيس الجمهورية. ويشارك فيها عدد من ممثلي رواد البناء المستدام والتنمية من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص والجمعيات الاهلية في مصر. بهدف تقديم نماذج قابلة للتنفيذ في مجال البناء الأخضر المستدام لتحسين جودة الحياة والتنمية المستدامة في مصر والعالم. وبما يخلق فرص عمل جديدة في مجال مفتوح وقابل للتطور باستمرار وحسن استغلال الموارد بالشكل الأمثل. وقدم المهندس شريف نماذج للزراعة علي الأسطح لتمكين ذوي الدخل المنخفض ودعمهم اعتمادا علي الزراعات المائية التي لا تحتاج إلي التراب علي أسطح المنازل في المناطق الحضرية في القاهرة وهو ما يتيح توفير جزء من المحصول للاستعمال الشخصي والجزء الآخر للبيع والربح. مفهوم البناء الأخضر المبني الأخضر كما يشرح المهندس حسني, هو المبني الذي يراعي الاعتبارات البيئية في كل مرحلة من مراحل البناء, وهي التصميم والتنفيذ والتشغيل والصيانة. بالاضافة إلي جودة البيئة الداخلية للمبني بما ينعكس بالراحة علي ساكنيه. وتعتبر كفاءة استخدام الطاقة هي واحدة من أهم العوامل في تصميم المباني الخضراء. وهو مايمكن تحقيقه باتباع اساليب بسيطة ومهمة في تصميم المبني من خلال مراعاة الاتجاه واختيار توزيع اماكن النوافذ بما يسمح بدخول الهواء صيفا والحفاظ علي درجة الحراة شتاء وهو ما يترجم الي استهلاك اقل لتكييفيات الهواء وربما عدم الحاجة اليها. كذلك استخدام الطاقة المتجددة كالشمس والرياح في التدفئة والتبريد لتلبية احتياجات الانارة. ايضا تساهم المباني الخضراء في الحفاظ علي الماء باستخدام أنظمة معالجة وإعادة استخدام للمياه الرمادية وهو مايضمن التخلص الامن من المخلفات وعدم التأثير السلبي علي البيئة. حلول مستدامة ويشير المهندس حسني لأهمية المؤتمر في تسليط الضوء علي فتح الحوار بين المسؤولين الحكوميين والمهندسين المعماريين والمطورين العقاريين من خلال تقديم نماذج عالمية للأبنية الخضراء والاستخدام الامثل للطاقة وتكنولوجيا اعادة تدوير النفايات. و بحسب قول الدكتور صلاح الحجار استاذ الطاقة والتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة ورئيس المجلس المصري للبناء الأخضر, إننا نسعي لطرح نماذج تناسب اصحاب مستويات الدخول المتوسطة وأقل من المتوسطة وهم الفئة الأكثر احتياجا لأفكار بسيطة وغير مكلفة وهو مبادئ المباني الخضراء بما يوفر الكثير من استهلاك الطاقة والمياه بما لايقل عن20% دون تكلفة تذكر علي المالك. فمبادئ البناء الأخضر ترتكز علي علي إستخدام كفاءة الطاقة والموارد والمسؤولة بيئيا والتي تضع في الإعتبار التصميم وطريقة البناء والممارسات التشغيلية التي تقلل إلي حد كبير أو تقضي علي آثارالبناء السلبية علي البيئة, وفي الوقت نفسه تحافظ علي البيئة الصحية لساكنيها وتوفير هواء أفضل وإضاءة طبيعية بما يجعل هذه المباني مكان أفضل للعمل أو المعيشه.