أسعدنى عودة ليالى التليفزيون من خلال حفل «عيد الربيع» الذى أحياه المطرب المحبوب عاصى الحلانى ومجموعة من مواهب برنامج «ذا فويس»، وأرى أن التليفزيون المصرى لابد أن يعود لدوره المهم فى تقديم هذه الحفلات التى أثرت الساحة الغنائية المصرية والعربية بأصوات موهوبة وأغان تنتمى للطرب الأصيل، فقد كانت ليالى التليفزيون وأضواء المدينة بالإذاعة هى بوابة الشهرة وجواز مرور المطربين للنجومية فى وقت من الأوقات التى كان فيها ماسبيرو أهم كيان إعلامى مصرى وعربى. وهنا أطالب باستمرارية إقامة هذه الحفلات بشكل دورى، ولا تقنعنى مقولة ضعف الإمكانيات التى تعوق استمراريتها فإذا كان لدى المسئولين فى ماسبيرو رغبة جادة فى إستمرارها فإنهم يستطيعون إيجاد حلول منها التفكير فى تسويق هذه الحفلات من خلال القطاع الاقتصادى أو التفاوض مع راع لها، فحفلات التليفزيون تعطى رسائل منها أن مصر لا تزال وستظل بلد الأمن والأمان وستظل أيضا ولادة للمواهب ومحافظة على الطرب الأصيل فماسبيرو هو النافذة الوحيدة للغناء الجاد الآن، وأعتقد أن كبار النجوم يدينون بالفضل لهذا الكيان العريق ويجب ألا يبخلوا عنه بوقتهم ووجودهم فى حفلاته، فهم الخاسرون منذ أن توقفت حفلات ليالى التليفزيون وأضواء المدينة. H احترام مواعيد عرض البرامج على شاشة التليفزيون لا يقل أهمية عن صناعة البرامج نفسها، فلابد من الإلتزام بالخريطة البرامجية التى تعلن عنها القنوات، لأن ذلك يعد احتراما للمشاهد ووسيلة لجذبه لشاشة التليفزيون المصرى، أقول ذلك بعد تكرار تغيير توقيتات البرامج بشكل ينفر المشاهدين، بالإضافة لعدم الإلتزام كما حدث الأحد الماضى يوم الإحتفال بعيد القيامة، فقد وضعت القناة الأولى ضمن خريطتها للإحتفال عرض الفيلم التسجيلى المهم «رحلة العائلة المقدسة» للمخرجة المبدعة سميحة الغنيمى والذى يعد أروع الأفلام التسجيلية، بينما لم يذع طوال اليوم سواء فى التوقيت الذى أعلنه أو غيره،وعرض فى اليوم التالى وأعتبرها خسارة لمن كان ينتظر مشاهدته فهو الفيلم الذى تحدث عنه العالم فى التسعينيات مع أول عرض له على عدة شاشات مصرية وعربية ودولية، وقتها كانت الإعلامية القديرة الراحلة سهير الأتربى هى رئيسة التليفزيون وأتذكر فرحتها الغارمة بردود الأفعال المصرية والعالمية، لدى عرضه ف«رحلة العائلة المقدسة» نموذج للعمل التسجيلى البديع وأرى أن التليفزيون لابد أن يتباهى بعرض مثل هذه الأعمال التى تتميز بالبراعة والإتقان بدلا من أن يغفلها فى خريطة برامجية تتغير فى كل لحظة بدون مبرر. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى