عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش "احتمالات" اجتياح رفح    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا بجوار مسجد "جعفر الطيار" شمال مدينة رفح الفلسطينية    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات: الأهلي يحتاج لهذا الأمر قبل مواجهة الترجي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    جمال علام: لا توجد أي خلافات بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    جاله في المنام، رسالة هاني الناظر لنجله من العالم الآخر    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



60٪ من أطفال الشوارع «لقطاء»
المسئولون يتهربون من مواجهة الحقيقة فى قضية "مجهولى النسب"

إنه فى مارس 2015 قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي معاملة الاطفال مجهولى النسب كالطفل اليتيم لتعديل نظرة المجتمع القاسية وثقافته المتحجرة لهؤلاء الاطفال الذين جاءوا للدنيا فى الظلام وعاشوا فى ظلام..
مضى عام وأكثر على هذا القرار، ولكن للأسف مازال الحال على ماهو عليه لايبارح موضعه ، فما حدث لم يتعد أكثر من نقله من قائمة مجهولى نسب «اطفال لقطاء» وإضافتهم الى قائمة الأيتام ، دون إحصائيات ودراسات ميدانية واضحة تكشف عن حجم هذه المأساة وكيفية الحد منها وإنقاذ المجتمع من كارثة خلط الانساب قد تهدد استقراره لو زادت عن حدها دون رقابة، واختلط الحابل بالنابل وأصبحت الجهات الرسمية بمصر غير قادرة على رصد حقيقة هذه الازمة ومواجهتها بجدية ومنهج دينى وعلمى دقيق لهؤلاء الاطفال ..
وتلك هى المشكلة التى حاول «دوار الصراحة» أن يقترب من اطرافها وتفاصيلها وعالمها السرى ... فكانت المحصلة ، نتائج صادمة وقصصا كثيرة ومؤلمة وقضية تجاوزت الحدود. بدأت هذه القضية تبوح بأسرارها عندما اصدرت محكمة الاسكندرية حكما منحت فتاة مجهولة النسب الحق فى استخراج بطاقة الرقم القومى باسمها «الجزافى» المدون بشهادة الميلاد التى تم استخراجها لها عندما تم العثور عليها فور ولادتها. وكان اول طرف فى هذه القضية يجلس معى فى «دوارنا» فتاة من مجهولى النسب ، بعد مداولات ومحاولات وملاحقات وافقت ان تحكى لنا تجربتها المليئة بالتفاصيل المثيرة والكاشفة عن واقع مآساوى إسمه «دور رعاية الايتام» يعيشه هؤلاء الاطفال فور دخولهم وأعمارهم أيام حتى يخرجوا منها شبابا وفتيات.
تحكى الفتاة التى نحتفظ بسرية إسمها - بلغتها وعلى طريقتها دون تعديل قائلة : كان عندى حوالى 8 سنوات وعرفت ان ماليش حد، وكانت صاحبة دار الايواء اللى باعيش فيها دايما تقول لنا : انتم عارفين طبعا أن كل واحدة فيكم لها قصة وهى تعرفها جيدا ولكن لن أتكلم ، كنت ابكى انا وأخواتى فى الدار ليعرف كل واحد فينا من هو و «من انا» وكان الصمت دايما هو الاجابة.
ضرب وطرد وأم بديلة
احنا 302 ولد وبنت نعيش فى مبنى دار ايواء عبارة عن عمارتين كل عمارة بها خمسة ادوار وكل دور به خمس غرف وصالة كبيرة وكل غرفة بها ست بنات أعمارهن مختلفة، قسمونا مجموعات وكان كل مجموعة مسئول عنها (أم بديلة) كنا بنخاف منهم جدا لأنهم كانوا بيضربونا ضرب قاس ماتقوليش كفرة بيعذبوهم ووصلة الضرب دى كانت دايما تبدأ بعد الساعة السابعة مساء ومن وراء صاحبة الدار، وكل «ام بديلة» من دول جايين من مناطق ريفية فقيرة وظروفهم صعبة ومحتاجين الفلوس وللشغل وكل مانيجى نتكلم عن تعذيبهم لنا كانوا يقولوا لنا احنا بنأكل عيش، وكبرنا ومضت السنون فينا اللى اتجوز وربنا رزقوا بأطفال، وفينا اللى رجع للشارع مرة تانية، وأنا تعلمت وباحاول ان احدى شهادة دبلوم صنايع وحاليا باشتغل سكرتارية فى احد الجمعيات الاهلية.. لكن كل ماحد يسألنى انت مين وبنت مين ابكى واسكت وهو دا اكبر عذاب.
بلاغ ضد أبلة عصمت
وهنا يتدخل أحمد مصيلحى المحامى بالنقض رئيس شبكة الدفاع عن الاطفال بنقابة المحامين وكأنه اراد ان يثبت صحة ماذكرته الفتاة من إساءة رعاية دور الايتام لهؤلاء الاطفال مؤكدا : لقد تقدمت مؤخرا ببلاغ لوزارة التضامن المسئولة قانونا واشرافا عن عن هذه الدور ، لما يتعرض له الاطفال داخل أسوار هذه المؤسسات وتحديدا ضد دار أيتام بنت مصر (عصمت الميرغني) لظهور العديد من المخالفات و الانتهاكات في حق الاطفال نزلاء الدار و الذي دفعهم الحظ السيئ في ان يكونوا فى هذا المكان وكشف مصيلحي فى بلاغه رقم 4515 لسنة 2016 اداري النزهة مدعما باوراق ومستندات يفيد تعرض الطفل (عيد حسني) للعديد من الانتهاكات منذ ايداعه الدار عام 97 وكان لم يكمل يومين من عمره حتي 2007 تعرض خلالها للضرب و القسوة و الاهمال، كما زعمت مسئولة الدار انه مختل عقليا عاش خلالها برحلة كعب داير علي المستشفيات و مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ليثبت وبعد عدة سنوات وبموجب التقارير الطبية وأنه سليم تماماً وهو الآن يكمل دراسته في الإعدادية لتكشف كذب مزاعم عصمت الميرغنى بصفتها رئيس مجلس ادارة دار الايواء و ادعاء انه مختل عقليا للاستيلاء علي مستحقاته وامواله التى غالبا يتلقاها هؤلاء الاطفال من تبرعات اهل الخير.
يكمل مصيلحى سبق وأن تقدمت بشكوى لوزارة التضامن الاجتماعي بخصوص مخالفات تلك الدار مطالبا وزيرة التضامن بوقف الانتهاكات علي الاطفال المودعين بدور الرعاية المختلفة. وحتى اللحظة مازال البلاغ ينتظر التحقيق
مدونة اسرار «اللقطاء»
وكانت المفأجاة أن من بين الحاضرين شابا متطوعا يساهم فى تحرير مدونة الكترونية تهتم بشئون «اللقطاء وعالمهم السرى الملئ بالمفاجات» وما ان بدأ كلامه حتى اشعرنا بأننا نغوص فى عالم من المتاهات والدهاليز بلا نهاية وبلا حدود، ففى كل حكاية مكتوبة على المدونة كان جرس انذار للخطر الذى يتربص بالمجتمع إذا لم ننتبه وبضميريقظ لخطورة هذه الازمة، فهناك حكايات كثيرة تفسر مدى الفجوة بين هذا العالم السئ والمجتمع والدولة فمن ضمن الحكايات التى سمعنها ومكتوبة على هذه المدونة، ان هناك طفلا تربى وكبر في الدار الاجتماعية هو يعرف انه يتيم لكونه فقد والديه فى حادث, وظل يعيش مع هذه الكذبة سنوات، حتى أخبره المشرف ذات يوم بحقيقته المؤلمه أنه لقيط تم العثور عليه ملقى اما احد دور العبادة، بعدها تغير طعم كل شئ فى حياته وانقلبت نظرته للمجتمع، شعور بالنقص الدائم يلاحقه, كراهية وامنية الانتقام من المجتمع والموت تتلبسه, وبل حسب كلامه حقد يملأ كيانه وقلبه على المجتمع الظالم من وجهة نظرة وراح يعيش فى عزلة رافضا الخروج من الدار ومواجهة المجتمع والناس رغم ان عمره تجاوز ال23 سنة دون ان يفصح ماذا يفكر وماذا سيفعل فى المستقبل وهنا تكمن الخطورة
صراع الارقام ومواجهة ساخنة
هذا هو واقع اطفال وصل تعدادهم فى المجتمع الى ما يفوق المليون طفل تقريبا حسب احصائيات مؤسسات المجتمع المدنى المعنية بالاطفال مجهولى النسب واخرين نتاج الزواج العرفى وعلاقات محرمة وجيل ثانى وثالث من اطفال الشوارع، إلا أن الدولة وجهاتها الرسمية متمثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى حتى الان مازالت تكابر ولاتعترف بصحة ذلك الرقم الخطير مؤكدة انه لم يتجاوز ال10 الاف حالة.
القى «دوار الصراحة» بقنبلة هذه الأرقام وهذه الحكايات والأسرار والممارسات التى تتم فى المؤسسات الايوائية بمصر على مكتب يوسف عبد الباسط مدير الادارة المركزية للرعاية الاجتماعية بالوزارة ، ساعتان من الانتظار وانا لم اسمع ردا صريحا شافيا على أية سؤال طرحناه بخصوص هذه القضية، وكانت الصدمة انه لم يتكلم فى المضمون وراح يثرثر بكلمات اقرب الى الانشاء خالية من المعلومات الناجزة مكتفيا بقراءته لورقة علينا مسجل بها عدد الدور الايوائية فى محافظات مصر وهى 468 دارا والمقيمون فيها حاليا 10.261 طفل يتيم ومجهولى نسب معا!!! الغريب انه رفض حتى أن يسلمنا نسخة من هذا البيان وكأن سرا من اسرار الامن القومى.. وفى يأس شديد من حالته كررت السؤال: ارجوك نحن نريد احصائية بالاطفال مجهولى النسب فقط فى مصر، فرد ممتعضا سأبلغك بها تليفونيا.. وحتى قراءة هذه السطور لم يتصل او يتكلم.
وكانت هذه الحالة المستعصية فى الحصول على المعلومات الرسمية طريقا الى مقابلة د.مسعد رضوان مستشار الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن لعل وعسى ان يفصح، إلا انه هو الآخر راح يبرر عدم تمكنه من المقابله لانشغاله بالاجتماعات وبعد اكثر من أسبوع من الانتظار والمواعيد المكررة الملغاة اكتفى بأن يرسل الينا «بروشور» لايحمل بيانا صريحا ولا معلومة واضحة تجيب على اسئلتنا فقط مجرد ارقام عامة بلا تحديد تتمثل فى أن عدد الايتام فى مصر 9916 طفلا بين مجهولى النسب ومعلومي النسب، عدد اطفال الشارع 16019 طفلا
يعود احمد مصيلحى مرة اخرى ليلفت النظر إلى أن المشكلة الأكبر تكمن فى اطفال الشوارع وهم ثلاثة انواع نوع قد يكون الطفل له أسرة وهرب من أسرته للشارع، ونوع يمثله اطفال مجهولو النسب نتيجة علاقات محرمة بينهم ويمثلون 60%!! ارى انها فجوة هائلة بين احصائيات الحكومة وبين احصائيات وواقع المجتمع.. من اين نبدأ فى حل ماساة كهذه ان لم تعترف الدولة بوجودها ؟

فساد عظيم
ومع سخونة الحوار وغياب المعلومات الرسمية كان لابد من رأى الدين ليحسم ذلك الجدل الدائر ربما نخرج من هذه المتاهة.. فسألنا فضيلة الدكتور احمد ممدوح أمين الفتوى ومدير إدارة الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية. هل كفالة مجهولي النسب جائزة فى هذه الحالات التى أوقعها حظها العثر فى هذه الدور ومع أمهات بديلة قد يتصادف انهن غير مؤهلات وسيئة السمعه؟
يجيب امين عام الفتوى: اعتنت الشريعة الإسلامية بمسألة النسب، وجعلت حفظه من أهم المقاصد الشرعية، ووضعت القواعد والحدود لحفظه وصيانته عن العبث والباطل؛ ومن هنا جاء الشرع الشريف ونهى عن التبني؛ الذي يَنسُبُ فيه الرجل ولدَ غيره إلى نفسه، وكان من عادات الجاهلية أنّ الرجل إذا أعجبه ولد الرجل ضَمّه إلى نفسه، وجعل له مثلَ نصيبِ الذكر من أولاده من ميراثه، وكان ينسب إليه؛ فيقال: فلان بألا فلان، فجاء الإسلام وقضى على هذا النظام وأبطله، فأمر بأن لا يُنسَبُ أَحَدٌ لغير أبيه، وألا ينسب الولد الدعيّ إلى من تبناه؛ فيقول الله تعالى: وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ % ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ[الأحزاب: 5،4]، ومعلوم أن الصحابي الجليل زيد بن حارثة كان يُسَمَّى ب (زيد بن محمد) لَمَّا تَبنَّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما نزل التحريم عاد اسمه كما كان (زيد بن حارثة).
وقد روى مسلم عن عَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا».
ولا يجوز إلحاق الطفل مجهول النسب باسم من يكفله، ولكن يجوز أن ينسب لعائلة الكافل، بحيث يأخذ لقب العائلة؛ فتكون النسبة إلى العائلة في آخر اسمه، ويكون بين اسمه وبين اللقب اسما وهميا، بما يظهر مُطلَقُ الانتماءِ إلى هذه العائلة، دون التدليس بأنه ولدٌ لأحد أفرادها من صلبه، ويكون هذا من نحو عُلقة الولاء التي كانت بين القبائل العربية قديمًا، وهذا لا يدخل في نطاق التبني الْمُحَرَّم شَرْعًا، لأن التَّبَنِّي هو إضافةُ ولدِ غيرِه إليه وإقامتُه مُقامَ ولدِه في الميراث والنسب والخلوة بنساء الأسرة على أنهنَّ محارمه وغير ذلك مما كان شائعًا في الجاهلية وصدر الإسلام، ثم حرَّمه الإسلام حِرْصًا على عدم اختلاط الأَنْسَاب.
عدنا نسأل: وهناك من يتحايل على الشريعة والدين من بعض الأسر وخاصة إذا كانوا لا ينجبون ويقيدونهم بأسمائهم وينكرون أنهم لقطاء فما حكم الشرع في هذا، وكيف نوقف هذا الوضع؟
هذا أمر محرم كما قدمنا، بل هو من كبائر الذنوب، والعبث بالأنساب بإدخال ما ليس منها فيها؛ فهو فساد عظيم، لما فيه من اختلاط الأنساب واضطراب القرابات والروابط العائلية الأصلية، وإخلال في المواريث ونحوها، وانتشار العداوة والبغضاء بين الأبناء والأقارب الحقيقيين وبين الشخص المُتَبَنّى؛ لأجل مزاحمته لهم في النفقات والميراث ونحو ذلك.ولا بد من إحداث ثقافة دينية اجتماعية ملحة للتوعية بهذا الأمر؛ بالوسائل المختلفة الإعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة.
واضاف د. احمد انه لابد من تغير نظرة المجتمع تجاه هذا الطفل اللقيط فهو ليس بالضرورة أن يكون ابن زنا، فقد يكون هناك أسباب أخرى لكونه صار لقيطًا؛ كأن يكون ضاع من أمه، أو خطف منها مثلا، ثم إنه لو كان كذلك فما ذنبه في جريمة لم يكن هو أحد أطرافها، بل كان ثمرتها، والله تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى[الأنعام: 164]؛ أي: لا يؤاخذ أحد بذنب غيره .. واكتفينا بهذا القدر من الحوار الذى نعرف جيدا انه سيظل مفتوحا حتى نصل الى اجابة شافيه كافية تحقق احلام الرئيس فى مجتمع آمن وعادل لهؤلاء الاطفال فعلا .
روشتة علاج
(1) ضرورة تطوير أداء المؤسسات الاجتماعية لاسيما الإيوائية لمواكبة متغريات المجتمع بناء علي معايير جودة الرعاية البديلة العالمية والاستفادة من الدعم الفني.
(2) توفير واعتماد برامج ومؤهلات تهدف إلي تأهيل القائمون علي الرعاية في هذه المؤسسات (الأم البديلة والاخصائي الاجتماعي والنفسي، المدير والمتطوعين والكفلاء).
(3) نشر الوعي وإعادة صياغة خطاب يحقق نظرة إيمانية من المجتمع تجاه هؤلاء الأطفال مما يسهم في دمجهم بالمجتمع مثل الحملات الناجحة (اعرفني أنا مش بس يتيم) و(الأصول بتقول) التي ساهمت برفع وعي 500000 شخص بإشراف ياسمين الحاجري المتخصصة في شئون دور رعاية الإيواء.
سلبيات وملاحظات
(1) نتيجة لغياب منهج علمي وطريقة خاصة في المعاملة لسوء المعاملة وعدم القدرة علي تفهم الرسالة تزايدت نفس الأطفال مجهولي النسب التي تحمل بداخلها كراهية وشعور عدائي وإحساسي بالعنصرية تجاه الآخرين.
(2) من الملاحظ ووفق الاحصائيات واستقصاءات بحثية تبين أن 90% من الأمهات البديلة بدور رعاية الإيواء يحملن مؤهلات وفوق السن القانوني ويفتقدن للتدريب فضلا عن إدمانهم التدخين وأشياء أخري تضر بإطلاق الأطفال وسلوكياتهم.
(3) ساهمت حالة الأطعمة السيئة التي تقدم إلي الأطفال بدور الإيواء علي انتشار أمراض خطيرة جلدية وباطنية مثل الجدري والنزلات المعوية أما الأخطر هو ظهور حالات مصابة بالإيدز كشفتها حالة وفاة لطفل لم يتجاوز 21 عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.