واشنطن تؤكد دعمها للعبادى وتدعو المجتمع الدولى لمساعدة العراق

أعلن آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكى أن جنديا أمريكيا قتل فى شمال العراق، وأضاف أن الجندى لقى حتفه فى أثناء عملية قتالية وأن "هذه خسارة فادحة جدا."، ولم يذكر كارتر تفاصيل عن الجندى ولكنه قال إن الواقعة حدثت قرب أربيل.
وفى غضون ذلك، أكدكارتر أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى "فى موقف قوي، برغم الاضطرابات السياسية فى العراق"، مرجعا ذلك إلى أسباب عدة، من بينها "نجاحاته الميدانية والتزامه بأن تكون الدولة متعددة الطوائف".
ونقل راديو (سوا) الأمريكى أمس عن كارتر قوله، للصحفيين الذين كانوا يرافقونه قبل قليل من هبوط طائرته فى ألمانيا للمشاركة فى اجتماع لبحث جهود القضاء على تنظيم داعش، "يبدو أن العبادى فى موقف قوى للغاية نحن ندعمه بقوة طبعا بسبب ما يؤمن به"، وأكد أن ما عزز موقف العبادى الإنجازات التى يحققها الجيش فى ميدان المعركة والتزامه بالدولة غير الطائفية.
وأضاف "أن العبادى يمثل شريكا فى كل الأمور المهمة لمستقبل العراق والمتعلقة بالحفاظ على بقاء الدولة موحدة وألا تنجرف إلى فتنة طائفية".
ويمثل موقف كارتر تجاه العبادى أحد أكثر المواقف الداعمة لرئيس الحكومة العراقية، بعد أشهر من التوتر السياسى فى العراق.
وقال كارتر "يؤمن العبادى بكل الأشياء المهمة لمستقبل العراق، وكان شريكا فيها أى دولة متماسكة وليست مجرد دولة تدور فى دوامة الطائفية"، مضيفا "لهذا السبب من المهم أن يساعد المجتمع الدولى الحكومة العراقية ويدعمها فى هذا التوقيت".
ويشهد العراق منذ أسابيع عدة موجة من الاحتجاجات تطالب العبادى بإجراء إصلاحات فى البلاد، واقتحم متظاهرون قبل يومين المنطقة الخضراء ودخلوا إلى قاعات البرلمان.
وحاول العبادى استبدال الوزراء المنتمين للأحزاب بوزراء تكنوقراط فى إطار حملة لمكافحة الفساد، وأخفق البرلمان المنقسم فى الموافقة على الاقتراح وسط مشاجرات واحتجاجات.
وباتت مكافحة الفساد قضية رئيسية بعد انهيار أسعار النفط العالمية منذ عامين، وتقلص ميزانية الدولة فى الوقت الذى تحتاج إلى دخل إضافى لشن حرب على تنظيم داعش.
من جانبه أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست، أن مسئولى الأمن القومى الأمريكيين لم يرصدوا أى تأثير للاضطرابات السياسية التى تشهدها بغداد على العمليات الجارية حاليًا لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابى فى العراق.
وأضاف ايرنست - فى تصريحات صحفية أمس - أن الولايات المتحدة وشركائها فى التحالف الدولى نفذوا 59 غارة جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" خلال اليومين الماضيين فى العراق، من بينها ست ضربات جوية قصفت مواقع التنظيم الإرهابى فى شمال العراق ومحافظة الأنبار.
وأوضح المسئول الأمريكى أن الجهود الحالية الرامية لتوفير المساعدة والمشورة للقوات العراقية مستمرة، مشيرًا إلى أن قرار بدء العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل العراقية هو فى يد القوات العراقية، وشدد ايرنست على احترام الولايات المتحدة سيادة العراق ومواصلة العمل مع الحكومة العراقية للقضاء على تنظيم
وفى الوقت نفسه التقى رئيس مجلس البرلمان سليم الجبورى أمس فى بغداد، وفد الكونجرس الأمريكى برئاسة السيناتور مارك روبيو والوفد المرافق له، بحضور السفير الأمريكى ستيوارت جونز.
وأكد الجبورى أن الأزمة الراهنة أثبتت أن العراق بحاجة ولا يزال إلى دعم المجتمع الدولي، ولذا نجد الضرورة كبيرة لمساندة الدول الكبرى فى دعمها للعملية السياسية ومساعدة العراق على تجاوز أزمته.
وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار العراق وعدم تعريضه لأية هزة قد تلقى بظلالها على أوضاع المنطقة ككل، لاسيما وأننا لم ننته بعد من القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي.
من ناحية أخري، أعلنت مصادر عسكرية أن متشددى تنظيم "داعش" هاجموا قوات البشمركة الكردية على جبهات متعددة فى شمال العراق واخترقوا دفاعاتها وسيطروا على بلدة لفترة وجيزة.
وقصف مسلحو تنظيم (داعش) الإرهابى مواقع "الحشد الشعبي" فى قرية "بشير" جنوبى كركوك شمال العراق بعد يوم من تحريرها بقذائف "هاون" تحوى مواد كيماوية.