محمد شاب فى العشرين من عمره، ويعمل أبوه بالأجر اليومى، وأحيانا لا يقدر على العمل نظرا لظروفه الصحية، ويواجه محمد ظروفا صحية صعبة، إذ يعانى ضمورا بالمخ وقد فقد بصره، ويحاول الأب قدر استطاعته العمل لتوفير متطلبات المعيشة وعلاج ابنه، ومرت سنوات على هذا الوضع المأساوى، ثم خرج ولم يعد تاركا ابنه وزوجته يواجهان قسوة الحياة وشدتها، ولم تجد الأم بدا من أن تترك ابنها فى البيت وحيدا طوال النهار لكى تعمل فى خدمة البيوت، ورفضت كل عروض الزواج، وبمرور الوقت تكالبت عليها الأمراض، ولم تعد تستطيع حمل ابنها من مكان إلى آخر، ولما علمت شقيقتاها بحال أختهما، تركتا أسرتيهما يوما بعد يوم للتناوب على رعايتها هى وابنها المعاق. وبعد فترة اشتد بها المرض، فحملتها شقيقتاها إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوص اللازمة لحالتها، تبين إصابتها بفيروس الكبد سى، مع ارتشاح بالطحال، ولزمت الفراش تماما، وبعدها فاضت روحها إلى بارئها، ولقيت وجه ربها، وتسلمت أختها الكبرى مسئولية ابنها، ويعاونها الجيران فى رعايته، وتقتضى ظروفه معاملة خاصة، وطريقة معينة فى تناول الطعام مثل الأطفال الرضع، إلى جانب العلاج المستمر.. فكيف تواجه خالته متاعب ابن أختها، ومتطلبات أسرتها وهى لا تملك من حطام الدنيا شيئا؟. صفاء عبدالعزيز