وسط فرحة كبيرة من المصلين.. حضور رسمي وشعبي واسع في افتتاح المساجد اليوم    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    زيادة جديدة في أسعار شيكولاتة «فريسكا»    انخفاض كبير ب«حديد عز» الآن.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالأسواق    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك التعاون الرقمي    حملات مكثفة لإزالة الإشغالات ورفع كفاءة شوارع سيدي سالم ودسوق في كفر الشيخ    بالصور.. رئيس مدينة المنيا يفتتح مسجدين جديدين    كرم جبر: مصر تصدت بكل حزم وقوة للإدعاءات الإسرائيلية الباطلة    مقتل شرطيّين جنوب ماليزيا خلال هجوم يشتبه بأن منفّذه على صلة بإسلاميين    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    الرئيس الأوكراني يوقع قانونا يسمح للسجناء بالخدمة في الجيش    وديًا.. مودرن فيوتشر يفوز على النجوم بثلاثية إستعدادًا للزمالك    الهلال بالقوة الضاربة أمام النصر في كلاسيكو الدوري السعودي    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    تعليم الجيزة: متابعة جاهزية اللجان استعدادًا للشهادة الإعدادية    مصرع طالب طعنًا ب مطواه في قنا    السكة الحديد: إيقاف بعض القطارات أيام الجمعة والعطلات الرسمية لضعف تشغيلها    أمه خدرته لاستخراج أعضائه.. نجاة طفل فى بورسعيد من نفس مصير فتى شبرا الخيمة    زعيم السعادة 60 سنة فن    البيت الأبيض: الولايات المتحدة لا تريد أن ترى احتلالا إسرائيليا في قطاع غزة    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    بسبب تمثال للزعيم.. ليلى علوى تتعرض للسخرية من رواد "السوشيال ميديا"    غدًا.. متحف البريد يستقبل الزائرين بالمجان بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    شوقي علام: من يفتي بعدم جواز التبرع بالزكاة لحياة كريمة فقد أخطأ المنهج    صحة قنا: الكشف على 917 مواطنا فى قافلة طبية مجانية بقفط    حسام موافي يحدد أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الأنشطة غير المصرفية تقدم تمويلات ب 121 مليار جنيه خلال فبراير الماضي    أحمد السقا: أنا هموت قدام الكاميرا.. وابني هيدخل القوات الجوية بسبب «السرب»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    بعجينة هشة.. طريقة تحضير كرواسون الشوكولاتة    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    إعلام فلسطيني: شهيدان ومصاب في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بحي الزهور    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مخيم البريج ورفح بقطاع غزة    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    «المستشفيات التعليمية» تكرم المتميزين من فرق التمريض.. صور    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضواء
كابتن جدو أسألك العودة إلي نفسك‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 04 - 2010

‏أرجو أن يتفهم كابرال كلامي‏..‏ الجامعة للشهادة وليست للتأهل لوظيفة‏!‏ قرأت من أيام تصريحا للاعب كرة قدم والحق أقول إنني للوهلة الأولي شككت في أنني قرأت غلط. وأعدت القراءة وقلت لنفسي ربما فهمت خطأ وقرأت ثالثا وتأكدت أن ما يقصده لاعب الكرة هو ما فهمته‏ ..‏ والذي يقصده والذي فهمته شيء في أفضل الأحوال ينقط وفيما عدا ذلك يصيب بجلطة أو شلل ومن ينفد بعمره يخرج بضغط أو سكر وربما الاثنين معا‏...‏
لاعب الكرة الذي أقصده هو الكابتن جدو وهو نجم مع إيقاف التنفيذ في الاتحاد السكندري من بعد أنجولا‏..‏ وسيادته أدلي في الأسبوع الماضي بتصريح قال فيه إن المسئولين في ناديه لم ينفذوا وعودهم له وأنه لم يحصل علي أي شيء وأنا مندهش وحزين وكلام كثير في هذا الاتجاه‏...‏
الكابتن جدو زعلان لأن المسئولين في النادي لم يوفوا وعودهم والوعود مؤكد أنها فلوس‏...‏
الكابتن جدو لو فكر قليلا قبل أن يتكلم ويصرح لاكتشف أن الزعل والحزن والأسي والدهشة يجب أن تكون جميعها علي نفسه ومن نفسه‏..‏ يعني يزعل من نفسه ويغضب علي نفسه وليس من الاتحاد السكندري ومسئوليه‏!.‏
يزعل من نفسه‏..‏ لأنه من وراء ظهرهم وهو معهم‏..‏ ذهب ووقع لناد غير الاتحاد‏...‏
يزعل من نفسه‏..‏ لأنه في عز فرحة مصر وليس الإسكندرية وحدها به أظلم هذه الفرحة بأزمة شارك في صنعها بتوقيعه لناد وهو علي ذمة ناد‏...‏
يزعل من نفسه التي جعلته يضع نفسه في ورطة سخيفة شغلت الرأي العام كله أياما وأياما‏...‏
يزعل من نفسه وعلي نفسه‏..‏ لأنه من ثلاثة أشهر لم يسجل هدفا لناديه الذي هو في عرض ربع هدف‏...‏
وأيضا يزعل من نفسه‏..‏ لأنه تخلي عن نجومية الملعب واكتفي بالنجومية علي الورق والتصريحات والأخبار‏...‏
يزعل علي نفسه بعدما أصبح وكأنه نسي الكورة وهي حالة منطقية لمن يتكبر علي تدريب وعرق وجهد وتركيز‏...‏
يزعل علي نفسه وليس من ناديه ومسئوليه‏..‏ لأن ما هو فيه وعليه نتاج تصرفاته وأفعاله ومحصلة تصديقه لنفسه بعد أنجولا وحتي الآن‏...‏
يا كابتن جدو‏..‏ أدعو الله لك أن ينصرك علي نفسك لأنها أكبر خطر عليك‏...‏
يا كابتن جدو‏..‏ السوابق القريبة والبعيدة التي خاضها نجوم كبار فيها ما فيها من عبر ومآسي لو فهمتها واستوعبتها وتعلمت منها‏..‏ ستقف حتما لحظة مع نفسك وتفكر في نفسك ولنفسك‏...‏
كابتن جدو‏..‏ أنت مشروع نجم كبير لكن المشروع بكل أسف اتوقف تنفيذه‏..‏ والأمر متوقف عليك وحدك ولا أحد غيرك‏...‏
كابتن جدو‏..‏ أسألك العودة إلي نفسك وعودة نفسك إليك‏..‏
‏..........................................................‏
‏**‏ مازلنا في الاتحاد السكندري الذي له مكانة خاصة عندي من سنين بعيدة‏..‏ وقت أن تولي رياسته الدكتور كمال شلبي رحمة الله عليه ووقتها كان الاتحاد في أزمة مستحكمة من جميع النواحي‏..‏ العضوية قليلة والدخل قليل جدا وأغلب المشكلات سببها قلة الإمكانات‏..‏ وقتها بدأ العمل عدة محاور منها ضرورة زيادة عدد الأعضاء لمضاعفة دخل النادي‏..‏ وقتها وقعت استمارة عضوية في الاتحاد السكندري وأصبحت عضوا فيه رغم إقامتي في القاهرة لأجل مشاركة د‏.‏كمال شلبي ومجلسه في حملة النهوض بالنادي العريق‏...‏
ونجح د‏.‏كمال شلبي ومجلسه في نقل الاتحاد السكندري من حال إلي حال وساعدهم علي ذلك إيجابيات كانت سائدة في هذا الوقت ولم يعد لها وجود الآن‏..‏ وأقصد روح الحب والتعاون والود بيننا والتي تراجعت وحلت مكانها حالات ترصد وكراهية وعداء باتت مرئية وملموسة وتمارس علانية وبلا حياء‏...‏
وسط هذا المناخ السلبي الذي حط علينا وحل بنا‏..‏ تعيش كل الأندية وكل الهيئات حياتها وليس الاتحاد السكندري وحده لتصبح المسئولية غاية في الصعوبة لأنه مطلوب أن تدخل معارك لا تنتهي لأجل أن تتمكن من العمل والكارثة أن المعارك تستنفد الجهد والوقت وإن تبقي جهد ووقت وغالبا لا يتبقي فهو للعمل وبعد ذلك نسأل لماذا لا نتقدم؟‏.‏
حاليا في الاتحاد السكندري أزمة اسمها ريعو‏!.‏ ريعو هذا لاعب كرة صغير السن قليل الخبرة وقناعتي أنه متميز فنيا‏...‏
حاليا في الاتحاد السكندري مدير فني برازيلي هو مستر كابرال وسبق له العمل في الزمالك وأغلبنا يعرفه وقناعتي أن الرجل نجح في مهمة أظنها كانت مستحيلة لأنه تسلم الفريق بعدما بدأ الموسم وبعد أن وجد الفريق نفسه أمام حائط مسدود وخلفه طريق مسدود‏...‏
لسبب أو لأسباب راجعة للمناخ السلبي الذي حل علينا‏..‏ نجاح كابرال ومن قبله نجاح الإدارة لم يعجب الذين لا يعجبهم العجب وهؤلاء كادوا يكونون الأغلبية في حياتنا‏...‏
بدأت الفتن وكثرت المشكلات وسط مناخ هو ملتهب من الأصل بسبب حدوتة جدو‏..‏ وكان هؤلاء يستكثرون علي الاتحاد أن يتألق وسط صفوفه أكثر من لاعب ونسوا أن الاتحاد قلعة أمدت مصر بنجوم رائعين علي مدي تاريخه إلي أن توقفت فترة وجاء الوقت ليعود الاتحاد أرضا تنبت فيها النجوم‏...‏
ونجحت الفتنة لأن المناخ العام يساعد علي ذلك‏..‏ وكلام عن أن ريعو انتقد مدربه علي الإنترنت بل ويتهم مدربه‏..‏ والمضحك أن الناس صدقوا هذا لأن الأغلبية تريد أن تصدق‏..‏ صدقنا من قبل أن نتأكد من صحة أن اللاعب هو الذي قال ذلك وليس أحدا آخر‏..‏ وصدقنا أن المدرب قام بهذا وصدقنا كل ما هو يدين أو يطال إنسانا لأننا أصبحنا نفضل سهولة تصديق الخطيئة عن قبول الفضيلة والاستماع للنميمة علي إنصاتنا للحق‏!.‏
الغريب أن المدرب كابرال وصلوا لأذنه والأغرب أنه سمع واقتنع وقرر ونفذ دون أن يتأكد‏...‏
المحصلة‏..‏ فتنة داخل الفريق وهذا مع وذاك ضد والخاسر الأوحد الاتحاد السكندري ومتي يحدث هذا؟‏.‏ في الوقت بالغ الدقة والأهمية وكأنه يصعب عليهم أن يخوض الاتحاد السكندري موسما واحدا في راحة‏!.‏ يصعب عليهم أن يفكر الاتحاد السكندري مرة في أن يكون منافسا علي بطولة‏..‏ لا أن يعيش حياته مشغولا بكيفية الهروب من الهبوط‏!.‏
ما تبقي من وقت لا يقبل قسمة ولا طرحا ولا جمعا‏...‏
المتبقي من عمر الدوري يتطلب القليل من حسن النيات‏!.‏ يتطلب توحد الجميع وغلق كل الملفات الشخصية‏..‏ لأجل أن يكون الاتحاد السكندري فوق الجميع‏..‏ جميع أبنائه وجميع المصالح‏...‏
أرجو أن يعبر مستر كابرال حقل الألغام الذي استدرج إليه ولن يحدث هذا إلا إن تذكر حقيقة تقول إن كل من يقود بشرا‏..‏ مدربا كان أو مدرسا أو رئيس مجلس إدارة‏..‏ قدره يفرض عليه أن يحب فقط ولا يكره‏..‏ يعاقب ولا يبتر‏..‏ يقبل الاعتذار وأبدا لا يرفض‏...‏
أرجو أن يتفهم مستر كابرال كلماتي‏..‏ وأتمني كل التوفيق والنجاح للاتحاد السكندري‏.‏
‏..........................................................‏
‏**‏ اقرأوا معي هذه الرسالة
سيدي الفاضل‏:‏
ترددت كثيرا أن أكتب إليك لكنني أدرك أن حضرتك سوف تعيرني اهتمامك‏.‏ وأعتقد أن هذا الموضوع الذي سوف أحدثك عنه ربما لا يكون لك به صلة من بعيد أو من قريب لكن عسر الحال وقهر الزمن هو من دفعني أكثر كي أتحدث معك في هذا الموضوع‏.‏
الموضوع باختصار هو أنني حاصل علي بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال شعبة البريد من جامعة حلوان عام‏2007‏ وهي الشعبة الوحيدة التي توجد في جامعة حلوان دونا عن جميع جامعات مصر كلها وتخرج هذه الشعبة سنويا حوالي‏400‏ طالب علي مستوي الجمهورية‏.‏
وقبل الالتحاق بهذه الشعبة كان هناك تكليف من الهيئة القومية للبريد بتعيين خريجي هذه الشعبة في مكاتب البريد‏.‏ وانتظرنا كثيرا ولم يأت التعيين وككل الشباب بحثت عن عمل إلي أن التحقت بوظيفة أمين مخزن في إحدي شركات القطاع الخاص وظللت فيها لمدة سنتين ثم تركتها لخلاف مع صاحب العمل‏.‏ وأثناء فترة عملي في هذه الشركة وجدت إعلانا علي مكتب البريد يطلب خريجي تجارة في مدينة بدر علي طريق السويس فتقدمت بأوراقي للمكتب وخاصة أن لي الأولوية في العمل لأنني خريج تجارة وشعبة البريد إلا أن ظني خاب بهيئة البريد ولم أحصل علي الوظيفة‏.‏
وعلي الرغم من قيام خريجي هذه الشعبة بعمل المظاهرات أمام الهيئة مطالبين إياها بضرورة التعيين ولكن لا حياة لمن تنادي‏,‏ كل ما فعلته الهيئة أن قامت بإغلاق هذه الشعبة من جامعة حلوان ومنع فتحها‏,‏ وقالت إن الهيئة القومية للبريد ليست بحاجة إلي خريجي هذه الشعبة‏.‏
كل ما أطلبه من حضرتك أن تجد لي عملا في أي مكتب بريد حيث إن هذه الشهادة التي حصلت عليها مكتوب فيها حاصل علي بكالوريوس تجارة بريد وهو الأمر الذي لا يقبله أي صاحب عمل علي الرغم من أنني المنوط بي العمل كمحاسب في أي شركة‏.‏
سيدي الفاضل أرجو أن تفتح لي صدرك بوجود حل لي وألا تقرأ هذه الرسالة فحسب أرجو أن تحيط اهتمامك وأنا آسف جدا لأنني لم أجد غيرك أمامي‏.‏
أنا مقيم حاليا في‏6‏ أكتوبر مع مجموعة من أصدقائي أبحث عن عمل ووالله لم أجد حتي الآن أي شركة تقبلني لأني باختصار معنديش واسطة ومش عارف أعمل أي حاجة فرجاء الاهتمام بهذا الموضوع وليجزيك الله خيرا عني‏.‏
ولسيادتكم جزيل الشكر‏.‏
انتهت الرسالة التي طلب صاحبها عدم نشر اسمه منعا للإحراج‏...‏
هذا ما قاله في نهاية رسالته دون أن يوضح ربما لأنه لا يعرف‏..‏ الإحراج الذي يخشي وقوعه لمن؟‏.‏
له أم لنا؟‏.‏
طيب إذا كان له‏..‏ فعلي ماذا ولماذا وما هو الذنب الذي اقترفه لأجل أن يعيش حياته محرجا منه؟‏.‏ هل لأنه صدق الحكومة ودخل هذا التخصص في كلية التجارة والذي لا يوجد غيره في مصر؟‏.‏ هل لاكتشاف أنه انضحك عليه لأن الشهادة الموجودة معه ومكتوب فيها بكالوريوس تجارة بريد‏..‏ اكتشف أن إضافة التخصص للشهادة نقمة وليس نعمة؟‏.‏ هل لأنه عرف بعدما انتهي كل شيء أنه ساذج ولا يفرق كثيرا عن إسماعيل ياسين في فيلم العتبة الخضراء وإن كانت سذاجة إسماعيل ياسين جعلته يشتري المطافي والميدان‏..‏ فإنه بعد‏60‏ سنة ظهر من اشتروا مبني البريد الملاصق للمطافي في العتبة‏...‏
من ماذا تخجل ومن المفروض أن يخجل‏..‏ أنت وزملاؤك المضحوك عليهم أم عباقرة التعليم العالي الذين يعيشون في واد بعيد عن البلد واحتياجاته ومتطلباته في سوق العمل؟‏.‏ هل يعرفون أم لا يعرفون أن ما فعلوه جريمة لأن هيئة البريد مثل بقية الوزارات والهيئات عندها ما يكفيها من العمالة لقرن من الزمان قادم‏...‏
إن كانوا يعرفون وفعلوها فهذه مصيبة وإن كانوا لا يعرفون تكون المصيبة أفدح وأكبر‏...‏
علي أية حال مشكلة تخصص البريد نتاج طبيعي للفوضي الهائلة القائمة من سنين طويلة‏..‏ من اليوم الذي قرروا فيه‏..‏ ولا أعرف تحديدا من الذي أفتي واقترح أن تكون الجامعة هي المرحلة المنتهية للتعليم بدلا من البكالوريا أو الثانوية العامة‏..‏ علي خلاف المعمول به في أمريكا والغرب واليابان وفي كل مكان متقدم‏..‏ حيث الثانوية هي المرحلة المنتهية وشهادتها تؤهل صاحبها للعمل في البنوك والشركات وكل الوظائف‏..‏ وحيث ينظر المجتمع وتنظر الحكومة لها نظرة محترمة وحيث يمكن لصاحبها أن يدخل في عضوية أي ناد وأن يترشح في مجالس إدارة الهيئات الرياضية وحيث يترقي أصحابها إلي الوظائف العليا وحيث كل شيء محترم‏..‏ أما الجامعة فمن يذهب لها أقل من واحد في المائة وربما أقل‏..‏ وهؤلاء يذهبون للجامعة ليس للحصول علي شهادة جامعية لأن عقدة الشهادة ليست موجودة هناك إنما لأسباب علمية مختلفة ليس من بينها حكاية الشهادة‏..‏ وهناك الجامعة مرتبطة بسوق العمل وسوق العمل مرتبط بالجامعة ولا يوجد تخصص لا مكان له في السوق لأن كل شيء محسوب واستحالة أن يهدروا وقتا وينفقوا مالا علي طلبة يتعلمون في جامعة ولا يوجد في المجتمع وظائف لهم‏...‏
إن كان هناك من يخجل‏..‏ فهو كل من يشارك في هذه المنظومة الفاشلة وإن كان هناك من يحاسب ويسجن أو يعدم فهو من أفسد التعليم وجعل الجامعة هي المرحلة المنتهية للتعليم في مصر‏..‏ ومن يومها انهار التعليم والجامعة المصرية المصنفة عالميا لم يعد لها وجود علي خريطة العلم والتعليم‏.‏
من يومها‏..‏ آلاف الطلبة يتخرجون والمتاح أمامهم مئات الوظائف‏...‏
من يومها‏..‏ الجامعة في واد وسوق العمل في واد آخر‏..‏
من يومها‏..‏ لم يعد الشاب يتعلم لأجل مهنة يعلم مقدما أنه سيعمل بها‏..‏ فهو يتعلم لأجل شهادة يحصل عليها أما المهنة فهي في علم الله‏..‏ وطالب الطب بات يعمل في السياحة ليس حبا في الفسيولوجي والتشريح أو احتياجا للباطنة والرمد وبقية المواد التي ضاع نظره في مذاكرتها‏..‏ إنما للغة الإنجليزية التي يجيدها لأجل الكلام مع السائحين‏...‏
الشباب ضحية نظام تعليمي فاشل أرسيت قواعده قبل‏45‏ سنة علي الأقل وبمقتضاه لابد أن يذهب الشاب للجامعة لأجل الشهادة وليس مهما في أي مهنة سيعمل إن وجد أصلا عملا‏!.‏ لابد من الشهادة إرضاء لأب وأم كل همهما تلك الشهادة التي تحمي كرامتهما الاجتماعية‏!.‏ لابد من الشهادة لأنه بدونها لن يستطيع التقدم للزواج من الفتاة التي يريدها ونهاره أسود من قرن الخروب من ينسي نفسه ويتجرأ ويدخل علي عائلة وهو لا يملك الشهادة‏!.‏ لابد من الشهادة لأن الحكومة ذات نفسها ومن بعدها المجتمع نظرتهما دونية لمن لا يملك شهادة‏..‏ بدليل أنه محروم من عضوية الأندية ومحروم بالتبعية بقانون أظنه خاطئا من الترشح لأي مناصب رياضية وأشياء أخري ومقرفة كرست النظرة الدونية لمن لا يحمل شهادة‏...‏
الشباب ضحية ومن بإمكانه أن يقف في مواجهة منظومة فاشلة قائمة من نصف قرن‏..‏ وحتي إن اقتنع بخطيئة دخول الجامعة للحصول علي شهادة وليس للتأهيل لمهنة لها وظائف في السوق‏..‏ حتي إن اقتنع الشاب بذلك فليس بإمكانه أن يقاوم وحده لأنه سيسقط تحت الأقدام ويندهس‏...‏
في مصر سوق عمل كبير من يدخله يكسب عشرات أضعاف وظيفة الشهادة‏..‏ لكن لا أحد يدخله لسببين‏:‏
الأول‏:‏ أنه يتطلب مهارات فنية لابد من التمكن فيها‏..‏
الثاني‏:‏ أنه لن يكون معه شهادة‏...‏
باختصار القضية أكبر وأعقد مما نتصور وآلاف الشباب سنويا ضحاياها لأنهم يهدرون أربع سنوات علي الأقل في الجامعة وبعدها يعملون في وظائف ومهن مضحكة‏..‏ لا فلوس ولا مكان ولا مكانة ولا أي حاجة وكل هذا ليس مهما طالما الشهادة في صدر البيت معلقة علي حائط‏...‏
فلوس نبعثرها وسنوات نهدرها علي سنوات تعليم ضائعة‏..‏ لا أحد يتكلم ولا أحد يتحرك وكأن هذا النظام الغريب الشاذ قدرنا‏...‏
القضية ليست توفير وظيفة لصاحب هذه الرسالة‏..‏ إنما القضية أن نصلح نظاما خاطئا مضي عليه نصف قرن وأظنه سبب ثلاثة أرباع مشكلاتنا ولو أصلحناه وأعدنا الثانوية المرحلة المنتهية وأعدنا الكرامة والعزة للعمالة الماهرة ولو احترمنا العمل لا الشهادة ولو نسفنا نظرتنا الدونية لمن لا يملكون شهادة‏..‏ لو فعلنا فلن تكون عندنا مشكلة ولن يوجد شاب بدون عمل‏.‏
في النهاية أقول لصاحب الرسالة‏:‏ أعدك بأنني سأبذل جهدي لمساعدتك‏..‏ وأرجوك ساعد نفسك في أن تنسي الشهادة وتفكر في بداية جديدة‏..‏ وفي كل الأحوال سوف أتصل بك إن شاء الله‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.