ونحن نقترب من شهر رمضان الكريم شهر القرآن الكريم أود أن أذكر الجميع بأن أعظم مايمكن أن يخرج به المسلم من هذا الشهر، خاصة فى هذه الأيام التى اختلط فيها الحق بالباطل، وتشوهت صورة الإسلام بأيدى بعض المنتسبين إليه، هو البحث عن تفسير للقرآن الكريم يلبى حاجة المسلم فى القرن الحادى والعشرين بعيداً عن الفتاوى والأقاويل الشاذة والخارجة عن المنطق السليم، والفطرة السوية وقد وجدت ذلك كله فى كتاب التفسير القرآنى للقرآن للباحث الراحل الأستاذ عبدالكريم الخطيب، وهو مكون من خمسة عشر جزءاً تغطى القرآن كله، وهو من طباعة دار الفكر العربى وصادر فى عام 1970 وقد أهدانى إياه والدى الأستاذ العظيم الغزالى حرب رحمه الله والذى كان صديقا للمؤلف الراحل وشدنى إليه اسمه وهو «التفسير القرآنى للقرأن» وكم تمنيت أن أرى تفسيرا واضحا يلتزم بنص القرآن وكان هذا حلما لوالدى الذى كان قد بدأ فى التحضير لتفسير من هذا النوع، ولكنه رحل فجأة وانتقل إلى رحمة الله قبل أن يحقق حلمه. وسوف أترك لكم ما قاله الأستاذ الخطيب فى تعريفه لهذا التفسير: ان من إعجاز القرآن الكريم أنه يأخذ على فم كل مرتل نغما ويضع على لسان كل قاريء لحنا، وقل أن يشتبه نغم بنغم أو يختلط لحن بلحن، وهذا التفسير هو ضرب من ضروب التلاوة ولحن من لحون القراءة أخذ فيه القلم مكان اللسان، حين لم يكن لنا هذا الصوت الذى يتقن الترتيل، وكان بفضل من الله لنا القلم الذى علم الله به الانسان ما لم يعلم. .وينظر هذا الكتاب فى القرآن نظرا مباشرا لايقف عند الروايات التى تروى عن أسباب النزول ولايلتفت إلى مايتحدث به المفسرون عن متعلقات الأخبار التى أهمل القرآن الكريم الكشف عن وجوه أشخاصها أو أماكنها وأزمانها. كما أن هذا الكتاب يأخذ بجميع الآيات الكريمة التى قيل إنها منسوخة،. وذلك على ماذهبنا إليه من أنه لا نسخ فى كتاب الله«. وفى داخل هذا التفسير وضع المؤلف مجموعة من المباحث المهمة التى تشغل بال كل من يقرأ القرآن الكريم ومنها على سبيل المثال! بين النفس.. والروح.. والجسد، المعراج ومايقال فيه، الحروف التى يقال بزيادتها ما تأويلها؟ البعث وعلى أية صورة يقع؟ التكرار والقصص القرآنى, الشعر ونظرة الإسلام إليه.. الأمانة التى حملها الانسان, وغيرها الكثير من الموضوعات التى تثير العقل، وتستفز التفكير، ومن ثم تنير الطريق إلى ما فيه الخير للانسان. اننى مع الأسف، لا أعرف أحداً من ذرية الراحل القدير الأستاذ عبدالكريم الخطيب مؤلف هذا التفسير، لكى يمكن اعادة طبعه طباعة حديثة تليق به وبما فيه من خير. مرة أخرى أقول أنه اضافة جديدة قديمة وأتصوره لبنة قوية فى صرح بناء الخطاب الدينى الجديد الذى ننادى به جميعا والقائم على احترام العقل، والبعد عن التطرف والغلو من الخرافات والإسرائيليات التى شابت الكثير من كتب التراث .. تحية اعزاز وتقدير للراحل الكريم. وهنيئا لكم بوجبة دسمة تغذى الروح فى هذا الشهر الفضيل. د. صلاح الغزالى حرب