مثلما يوجد مؤشر عالمى للتعليم وآخر للصحة وغيره للاقتصاد، وكما يتم وضع أسس ومعايير لتلك المؤشرات، بهدف رصد التقدم وإجراء المقارنة فى المجالات السابقة،فإن “ الدعوة الاسلامية”، ولأول مرة فى التاريخ سيُصبِح لها مؤشر للدعوة. نعم سيُصبِح لمنظومة الأداء الدعوى “ مؤشر” أو معايير عالمية وضوابط حاكمة يقوم عليها الدعاة والعلماء المتخصصون فى علم الدراسات الميدانية والإحصائية على نحو ما تم فى تصميم المؤشرات العالمية للتعليم والصحة. وهذا المؤشر العالمى الذى يتم الإعداد له، سوف تطلقه”الهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء - ITQAN “ خلال أيام، والتى تأسست فى بروكسل ( بلجيكا) منذ عام ونصف العام تقريبا، وتضم الهيئة مجموعة مختارة من مصر والدول العربية والأجنبية، من العلماء والمتخصصين فى مجالى الدعوة الإسلامية وإدارة الجودة الشاملة وتقييم الأداء وتسعى إلى تطوير الأداء الدعوي، وانضباطه، وتجديده. الدكتور عثمان عبد الرحيم، الأمين العام للهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة، يلقى الضوء على المؤشر العالمى للدعوة، الذى يتم الإعداد له حاليا، فيقول إنه عنصر اساسى فى قضية تجديد الخطاب الدعوى بل لا يمكن لأى مشروع تجديدى ان يتم بلا منظومة تقييم تتعرف على معطيات الواقع فما لا يمكن قياسه لا يمكن تطويره ولا تجديده، وبالتالى فالمؤشر يعمل على توفير البيئة المناسبة والقاعدة القوية لاتخاذ القرار الدعوى السليم من خلال إبراز الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية بما يتيح وضع الحلول المناسبة لمعالجة نواحى الخلل والقصور فى الخطاب الدعوي. وتكمن أهمية استحداث مؤشر الدعوة العالمى الذى يعد الأول من نوعه، فى عدة محاور ،أولها افتقاد منظومة الدعوة لمؤشر قياس يتعرف المسئولون من خلاله على مسيرة الدعوة كما وكيفا، وثانيها عدم كفاية المعلومات التى تتوافر لدى المؤسسات الدعوية للنهوض بمسيرتها، وثالثها افتقاد بعض عناصر العملية الدعوية لإحصائيات دقيقة كعدد المساجد واعداد الدعاة وإشكاليات الدعوة،ورابعها الحاجة إلى معلومات تتعلق بمستقبل المنظومة الدعوية. .. وبدأت رحلة “ المؤشر” ورغم أن هذا المؤشر غريب وجديد على عالم الدعوة الإسلامية، بل قد يعتبره البعض مجرد “ حلم” لن يتحقق، إلا ان د. عثمان عبد الرحيم، الأمين العام للهيئة العالمية لضمان جودة الدعوة وتقييم الأداء ، يؤكد أن هذا المؤشر سيتجسد على أرض الواقع ، حيث بدأت الدراسات وورش العمل الدولية واستطلاع آراء نخبة من العلماء والمتخصصين فى مجال الإحصاء. فمنذ أيام عقدت ITQAN ورشة تحضيرية لمؤشر الأداء الدعوى بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت، وشارك فيها د.محمد ابو الفتح البيانونى ود. احمد حاجى الكردى والشيخ عبد الله نجيب سالم وخبير الإحصاء الدكتور رفعت أبو زيد و استشارى التدريب وعضو مجلس الإدارة سعد عمارة والدكتور فاروق عبد العزيز وجمع من الجمعيات الدعوية والثقافية بالكويت بالإضافة إلى مجموعة من خبراء الدعوة والإحصاء والدارسات الميدانية. وناقشت الورشة الإطار العام للمؤشر الدعوى ،وهو يشتمل على مجالين رئيسين وهما: القدرة الدعوية والفاعلية الدعوية وانتهت إلى عدد من التوصيات والقرارات من أهمها: حاجة الواقع الدعوى عموما الى مجال الجودة الشاملة بوجه عام والى مجال التقييم بوجه خاص كضرورة من ضروريات تطوير منظومة الأداء الدعوي، وإلى ضرورة تحرير مصطلحات المجال الدعوى بصورة دقيقة وذلك لما يحيط باصطلاحات الدعوة من غموض وتداخل.