كان ماسبيرو دائما هو قبلة الجمهور المصري والعربي منذ نشأته، ومع ظهور القنوات الفضائية في عصر السماوات المفتوحه بدأت المنافسه بينه وبين القنوات الخاصة، وظل رائداً لفترة طويله وصامداً أمام رؤوس أموال رجال الاعمال الممولين للقنوات الخاصة حتى بدأ المشاهد ينصرف عن شاشاته شيئاً فشيئاَ نتيجه الروتين الذي حاصر أروقته نتيجةً للعماله الزائده في المقام الأول والتوجهات السياسية المتعاقبة عليه والتى جعلته يتعرض لهزة عنيفه فقد على أثرها بريقه وهو مافتح الباب للفضائيات لتمارس أقسى أنواع اللاموضوعية واللامهنية فيمايتعلق بمناقشة قضايا الوطن بخلاف أمور تضر بالمجتمع كالسحر والجنس والخرافات، والأخطر فى الفترة الأخيرة فتح الباب على مصراعيه لترويج الأكاذيب والشائعات التي تضر بالوطن قبل المشاهد الذى أصيب بالتخبط مما يشاهده على القنوات الخاصة، خصوصاً في قضايا شائكة لاتتحمل المغالطات والشائعات كقضية جزيرتي تيران وصنافير وقبلها مقتل الطالب الإيطالى ريجينى وقبلهما قضايا عديدة. ويبقى دعم التلفزيون المصري والنهوض به وتطويره هو العلاج الوحيد للقضاء على ما يسبب الفتن من خلال بعض الشاشات التى تفتح ذراعيها لكل من هب ودب ليتحدث فيما لا يعرف في وقت يحتاج فيه الوطن إلى إعلام مهنى ينقذ المشاهد من شباك الفتن والفرقه والشائعات والخرافات والشعوذه بإعلام يبحث عن المُعلن وأمواله قبل الوطن والمواطن. ويقول الإعلامى فهمى عمر: إن لم تأخذ الدولة المبادرة فى دعم تليفزيون الشعب فهى خاسرة فهذا الجهاز العتيق والعريق هو حائط الصد الأول عن قضايا الوطن الداخلية والخارجية وهو المنارة الثقافية والسياسية والفنية والرياضية والتنموية والمدافع عن حقوق الوطن بكل صدق وموضوعية ولذلم فإننى غير مقتنع بتعامل الدولة مع تليفزيون الدولة ولابد لها أن تقدم مايثبت بالفعل إنها حريصة على تقديم الدعم لقاطرة الإعلام المصرى والعربى لكى تجنى ثمار هذا الدعم فى المستقبل الذى يحتاج إلى مساندة قوية من إعلام الدولة لأن مانشاهده من بعض الفضائيات الخاصة يعرقل مسيرة الوطن ولا يسمى إعلام على الإطلاق، بينما هذا الجهاز الرابض على نيل القاهرة هو أفضل من يتابع وبدقة ومصداقية ماتنجزه الدولة من مشروعات ضخمة وهو أفضل من يساند قضايا الوطن الخارجية وهو طوق النجاة لكل فئات المجتمع فليس له مصلحة مع أى طرف ولاتحكمه الأهواء والمصالح الشخصية. ويضيف: يؤسفنى أن أى أرى بعين المتابع حالة الإسترخاء التى تنتاب أبناء ماسبيرو هذه الحالة التى تنطوى على فقر فى الأداء فلا حماس ولاغيرة ولا إبتكار وإذا كانت الدولة مطالبة بمساندة ودعم هذه الجهاز العتيق فلابد أن يكون أبناء ماسبيرو على قدر المسئولية ومن يحتاج إلى تدريب فليحصل عليه ومن تنقصه الخبرة واللغة والوجه الحسن فليعمل بعيدا عن الشاشة وعلى أبناء ماسبيرو أن يشمروا عن سواعدهم ويعملوا بجد وإجتهاد ولاينظروا إلى الدرهم والدينار وأعرف منهم من رفض العمل فى قنوات خاصة حبا فى هذا المبنى ولكن نحتاج إلى شحذ الهمم ولانكتفى بسقف المرتب والحافز وكأننا فى وظيفة فى المحليات وأطالب بضخ وجوه جديدة على الشاشة على الأقل مائة مذيع ومذيعة فى إدارات مختلفة يصلحون لتقديم البرامج فليكن هناك إختبارات دورية صارمة ودقيقة لكل من يعمل على الشاشة.. نعم أبناء ماسبيرو أثبتوا أنهم الأقدر على تقديم الرسالة الإعلامية كما يجب أن تكون فلا إستفزاز للضيوف ولاإنحياز لطرف على طرف، فتليفزيون الشعب يمكن أن يصبح حائط الصد الحقيقيى المدافع عن الوطن وقضاياه المستقبلية ويكون قاطرة النمو فى ربوع مصر المحروسة إذا توافرت له الإمكانيات وإرادة العاملين فيه. وتقول د.ليلى عبدالمجيد أستاذ الإعلام: إن تليفزيون الدولة تعرض لهجمات كثيرة بعد ثورة يناير وكان قبلها هو المتصدر للمشهد بشكل كبير هذه الهجمات التى فعلها الإخوان وبعض النشطاء أصحاب المصالح بإعتباره أحد مؤسسات الدولة المهمة والتى تعرضت للهجوم المنظم وكان من بينها التليفزيون المصرى، فهذا الهجوم الممنهج أثر بلاشك على العاملين به وتراجعت نسب مشاهدته فى ظل ظروف صعبة مرت بها مصر إضافة إلى الحروب الخفية ومحاولة تهميش دوره من قبل حتى أصحاب المصالح فى بعض القنوات الخاصة.. كل الظروف أقنعت بعض المصريين بالإنصراف عنه، ولكن آن الآوان لتصحيح هذا المسار بعد أن بدأت الدولة تسترد عافيتها وبالتالى سينعكس ذلك على إعلام الدولة بالكامل وهذا ليس ضد الإعلام الخاص وأنا لست ضد مصالح الإعلام الخاص ولكن مايهمنى هو تليفزيون مصر الذى عانى كثيرا وكان له الدور الأكبر فى خدمة الوطن فى الحرب والسلم والتنمية وتضيف: ماسبيرو هو الأفضل فى الأداء فى كل القضايا الوطنية وليس قضية تيران وصنافير فقط لأن تليفزيون الدولة هو رمانة ميزان المجتمع ولكن على المسئولين فيه سرعة تطوير الأداء على الشاشة فالحقيقية أن الأداء حتى الآن ليس على المستوى المطلوب ولا أرى أن مشكلة الدعم والمرتبات هى الشماعة فالمشاهد فى حاجة إلى برامج تلبى طموحاته والتطوير ليس بالكلام فقط حاصة أن الإعلام الوطنى يمتلك إعلاميين على مستوى عال من المهنية والقدرات ويمتلك تراث ثقافى وفنى يمكن تسويقه بشكل عصرى وحفلات لأضواء المدينة فماسبيرو قادر على العودة بشكل قوى ولكن يجب أن يكون بشكل علمى، كما أدعو مؤسسات الدولة الإقتصادية وغير الإقتصادية بدعم تليفزيون الدولة وألاتذهب معظم إعلاناتهم للقطاع الخاص كما أن إلغاء منصب وزير الإعلام أضر بالإعلام المصرى ككل وبماسبيرو أكثر من غيره ففرنسا التى تتمتع بكل هذه الحريات لم تلغ منصب وزير الإعلام. ويقول الإعلامى سعد عباس: لابد من دعم تليفزيون الدولة وتوفير المواد والمعلومات الخاصة لة بشكل حصرى حتى يكون الوجهة التى تقف ضد فوضى الفضائيات الخاصة والتى يعمل بعضها ضد الإستقرار كما أن كل المسئولين لابد أن تكون إطلالتهم على المجتمع من خلال التليفزيون الرسمى ولابد من عودة قوية للتليفزيون حتى يسد الفراغ والأزمات الناتجة من الإعلام الخاص. وتقول الإعلامية منيرة كفافى: إن القنوات الفضائية حاليا معظمها من كوادر التليفزيون المصرى وهو ملىء بالمهارات والكفاءات التى لابد أن تقف ضد مغالطات بعض القنوات الخاصة التى ظهرت مؤخرا فى قضايا عديدة منها جزيرتى تيران وصنافير، فقد كان الأولى أن يتمتع التليفزيون الحكومى بهذه المباحثات الخاصة لكى يعرضها على الرأى العام لأنه يتمتع بمصداقية، كما أطالب قنوات التليفزيون أن تتابع جميع المشروعات الجديدة لتعريف المواطن بما يحدث على أرض الواقع وخاصة جيل الشباب فى وقت أصبحت فيه غالبية برامج التوك شو عبء على المواطن وتسبب له التوتر والقلق المستمر وتعمل لصالح المعلن فقط.