في الوقت الذي تعاني فيه غالبية الفضائيات عشوائية شديدة في مضمون ما تطرحه من موضوعات لافتقادها المعلومات الدقيقة والإعداد الجيد بل واختيار الضيوف, أري أن حائط الصد هو التليفزيون المصري بقنواته التي لم تنجرف أبدا للإعتماد علي السوشيال ميديا مصدرا لمعلوماتها ومناقشاتها كغالبية القنوات الفضائية. فالمشهد الفضائي أصبح أكثر قبحا خلال الآونة الأخيرة ويحتاج إلي ضبط سريع حتي لا يكون تآثيره أكثر سوءا علي المجتمع مما نراه الآن. خلال الأسبوع الحالي تابعت علي القنوات الخاصة والتليفزيون المصري أيضا, ما يثار عن جزيرتي تيران وصنافير, فكانت الفضائيات سببا في حالة الارتباك التي شهدتها الساحة خلال الأيام الماضية فقد ملأت الفتاوي سماء الإعلام الفضائي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مصدرا أساسيا لغالبية برامج التوك شو, فسادت لغة من الغوغائية واللغط والتضارب والتشكيك وزعزعة الثقة التي انتقلت بسرعة من الفيسبوك إلي الشاشات دون مراعاة لأي ثوابت مهنية أو اجتماعية, فخرج علينا الضيوف بأقوال خاصة من بنات أفكارهم واستنتاجات لا وقت لها الآن, وإن كانت برامج نادرة قد استطاعت أن تفلت من هذه المغالطات منها برنامج علي مسئوليتي للإعلامي أحمد موسي باختيار ضيوف كانوا في لب الموضوع. أيضا استطاع التليفزيون المصري مناقشة القضية بحيادية ودون فرض لوجهة نظر محددة وذلك من خلال عدة برامج أنجحها حديث الساعة, في حلقات قدمها مذيعو القناة الأولي أمنية مكرم وعاطف كامل وعمرو قنديل, فكانوا علي قدر الحدث والحديث ولم أر إفتئاتا من جانب المذيعين أو تدخلا بوجهات نظرهم بل كان الحوار مفتوحا للضيوف بكل شفافية, وتلك هي مدرسة ماسبيرو التي أتمني أن تعود لمجدها ومكانتها التي كانت ملء السمع والبصر قبل آن تضيع الفضائيات الخاصة علي المشاهد دورا مؤثرا كانت تقوم به الشاشات الحكومية بجدارة بحرصها علي المسئولية تجاه الشعب والوطن والالتزام بالثوابت المهنية والأخلاقية التي تحكم الإعلام. والسؤال الذي يحيرني كثيرا, وأبحث له دائما عن إجابة.. هو لماذا يفقد التليفزيون المصري بريقه بالرغم من التزامه حاليا بما ينشده المواطن منه بالحفاظ علي المصداقية والقيم والأخلاقيات وعدم الانجراف وراء التهييج والإثارة؟ ولأنني من متابعي قنوات التليفزيون المصري وبرامجه فأري وبلا تحيز أنه سيظل الأكثر مصداقية وحيادية وكل أمنياتي أن يعود إليه المشاهد ويعود له وجوده الفعال في وطن يحتاج إلي دوره بشدة في هذه المرحلة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى