هذه أيام تُتيح أن يسعى كلُّ من يطمح فى أن يوِّجه المسار العام وفق مستهدفاته، وأن يعلن هذا على الملأ، وأن يجد حلقة تؤيده وتصخب بهتافاتها! ولا يهم أن يكون كلّ هذا ضد المصلحة العامة! انظر فقط إلى هؤلاء الذين يرفعون شعار وجوب إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مع كل خلاف على سياسة الرئيس السيسى! للانتخابات المبكرة شروط، ليس من بينها مجرد الخلاف السياسى، ولم يناد بها أحد فى عهد دبليو بوش رغم سياساته الكارثية عبر العالم وفى بلاده. أما ما حدث مع مرسى فقد كان شيئاً مختلفاً، لأنه انتهك الدستور الذى أقسم على احترامه بعد أشهر قليلة من توليه المسئولية، واعتدى عدواناً جسيماً على السلطة القضائية وأطاح بالنائب العام..إلخ, وكان هذا وغيره أدعى لعزله ومحاكمته. ولكن جماعته التى كانت توهمت أنها بسطت سطوتها على مفاصل الدولة تعالت على الدستور والقانون واستهزأت بالإرادة الشعبية التى كانت أدركت استحالة محاكمته وتواضعت بطلب إجراء انتخابات مبكرة. فكان منطقياً، مع تعنت الجماعة، أن يحدث ما حدث. بقواعد الديمقراطية، من حقك أن تعارض الرئيس السيسى فى كل قراراته، وأن تُتاح لك الفرصة لتُعبِّر عن معارضتك ولتروِّج لأفكارك، وأن تستظل فى كل هذا بحماية الدستور والقانون. كما لا يُقبَل أن يَمنّ عليك أحد بهذه الحقوق. الآن، عليك أن تحترم القواعد وأن تنتظر الموعد الرسمى للانتخابات الرئاسية القادمة فى منتصف 2018. وبالمناسبة، فإن أى استعدادات جادة لانتخابات رئاسية حقيقية تستغرق وقتاً لا يقل عن الموعد القانونى، بل ليتها تكون كافية! وعليك أن تُسرِع من الآن فى اختيار مرشحك الرئاسى، وأن تلتفّ مع مؤيدين آخرين خلفه، وأن تشاركوا معاً فى وضع برنامج انتخابى يليق بالحدث، وأن تجوبوا بمرشحكم جميع أرجاء البلاد لإقناع الجماهير به وببرنامجه. أما أى كلام عن التبكير بالانتخابات، فإن الإخوان وحلفاءهم هم المستفيدون منه، بعد أن أُغلِقت السبلُ أمامهم. أما دعاة الثورة ومن قدموا الغالى و النفيس، فعليهم أن يحسبوا مخاطر امتداد المراحل الانتقالية دون التوصل إلى مرفأ تستند عليه الحركة السياسية والاجتماعية. والتجارب حولنا واضحة. [email protected] لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب