أكد رئيس وزراء لوكسمبورج ورئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر أن جميع الدول الأعضاء في منطقة اليورو يتمسكون ببقاء اليونان داخل التكتل, وذلك في الوقت الذي تسارع فيه أثينا الزمن لتشكيل حكومة جديدة في البلاد بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في6 مايو الماضي. وقال يونكر, عقب اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو ورؤساء المؤسسات المالية الأوروبية في بروكسل, رغبتنا الراسخة هي الحفاظ علي اليونان داخل منطقة اليورو, واصفا كل ما يثار بشأن خروج اليونان من التكتل بأنه أمر عبثي وضجيج اعلامي. وأضاف أنه قد قد يتم منح اليونان مزيدا من الوقت لاصلاح اقتصاد البلاد, غير ان ذلك يتطلب تشكيل حكومة جديدة في آثينا, وقال اذا حدثت تغييرات مثيرة في الظروف, لن نستبعد اجراء نقاش بشأن تمديد المهلة الزمنية.وكان يونكر اقترح مطلع الأسبوع تمديد المهلة الممنوحة لاثينا لضبط أوضاعها المالية, لمدة عام أضافي. وفي سياق متصل, حذر وزير المالية الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا باروان من أن خروج اليونان من منطقة اليورو سيكلف فرنسا50 مليار يورو(3,64 مليار دولار), وهو المبلغ الذي منحته فرنسا لصندوق الإنقاذ الأوروبي لحماية الدول الأوروبية من الإفلاس.وقال باروان في حوار مع راديو أوروبا1 أنه بالإضافة إلي هذا المبلغ فإن البنوك و شركات التأمين الفرنسية التي تحمل أصول يونانية ستخسر الكثير ولكنها ستستطيع البقاء, علي حد قوله. وعلي الصعيد نفسه, أعلن تقرير لمكتب الاحصاءات الاوروبي( يوروستات) أمس أن منطقة اليورو نجت من الركود بصعوبة في أوائل العام الجاري وذلك بعد أن سجلت المانيا نموا قويا مفاجئا0.5% لتنقذ ألمانيا, أكبر اقتصاد في أوروبا, منطقة اليورو براثن الركود. ولكن المكتب حذر أيضا من أن أزمة الديون في المنطقة استنزفت اقتصادي فرنسا وايطاليا وأدت لاتساع الفجوة مع ألمانيا.وأشار إلي أنه لم يطرأ تغير علي الناتج المحلي الاجمالي في اوروبا في الربع الأول من العام, وأن فرنسا لم تحقق أي نمو بينما انكمش الاقتصاد الإيطالي بوتبرة تفوق التوقعات في الربع الأول ونزل الناتج8,0% ليسجل ثالث تراجع فصلي علي التوالي.وفي نبأ سيء للاقتصاد الإيطالي, خفضت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني أمس تصنيف26 بنكا ايطاليا, بينها يوني كرديت وانتيسا سان باولو. وأعلنت المؤسسة ان التوقعات بشأن هذه البنوك سلبية مما يشير الي مزيد من التخفيض الائتماني. واوضحت موديز ان هذه الخطوة تعكس الوضع السئ للاقتصاد الايطالي.واشارت إلي ان البلاد سقطت مرة اخري في هوة الركود. وفي أثينا, وبعد الفشل المتواصل لمفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية جديدة, اقترح الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس علي الاحزاب الفائزة في انتخابات السادس من مايو الجاري, مبادرة تشكيل حكومة تكنوقراط من شخصيات عامة بعيدة عن مظلات الأحزاب لمدة عام و نصف تقريبا تشارك فيها كل القوي ذات الاتجاه الأوروبي بهدف الخروج من الأزمة والبقاء داخل منطقة اليورو علي أن يتم مساندة هذه الحكومة من قبل جميع الأحزاب. جاءت تلك المبادرة من الرئيس اليوناني خلال اجتماع استمر نحو ساعة تقريبا مع زعماء الأحزاب الثلاثة الفائزة في الانتخابات وهي حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ وحزب الباسوك الاشتراكي و حزب اليسار الديمقراطي, إلا أن الاجتماع فشل في التوصل إلي اتفاق لتشكيل الحكومة ائتلافية بين الأحزاب الثلاثة, الأمر الذي دفع الرئيس اليوناني إلي طرح مبادرته.
