ب100 ألف طالب وطالبة.. انطلاق امتحانات «صفوف النقل» بالإسكندرية غداً    رئيس خطة النواب: الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات الجيوسياسية تؤثر على الاقتصاد المصري    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    9 صور من مشروع الغلق الآمن لمقلب السلام العمومي "أول مشروع إغلاق آمن لمقلب نفايات في مصر"    تنويه عاجل لسكان القاهرة.. هيئة المساحة تكشف التفاصيل في بيان رسمي    رئيس "خطة النواب" يستعرض تفاصيل الحساب الختامي لموازنة 2022- 2023    رئيس البورصة: إطلاق مؤشر الشريعة الإسلامية خلال الربع الثاني من 2024    «تصديري الصناعات الغذائية»: نمو صادرات القطاع بنسبة 31% بقيمة 1.6 مليار دولار في 4 شهور    تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية اللازم لإدارج بيانات الرقم القومي 1 أغسطس    «الجيل» يحذر من مغبة اقتحام مدينة رفح الفلسطينية: الأوضاع ستكون كارثية    مسؤولون إسرائيليون: إعلان حماس الموافقة على صفقة التبادل فاجئنا    مسؤول إسرائيلي: العملية في رفح ستكون محدودة    إعلام أمريكي: إدارة بايدن أجلت مبيعات الآلاف من الأسلحة الدقيقة إلى إسرائيل    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدًا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    اعتقال 125 طالبا.. الشرطة الهولندية تفض مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة أمستردام    تغيير إمام وبديل معلول.. التشكيل المتوقع للأهلي في مواجهة الاتحاد السكندري    "كرامتي أهم".. كريم حسن شحاتة يكشف لأول مرة أسباب استقالته من البنك الأهلي    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    تين هاج: هزيمة مانشستر يونايتد مستحقة.. ونشكر الجماهير على الدعم    قطار يدهس سيدة في المنيا    نشاط رياح وفرص أمطار.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم بدرجات الحرارة    التعليم: الانتهاء من طباعة أسئلة امتحانات الترم الثاني لصفوف النقل    حفلات وشخصيات كرتونية.. سائحون يحتفلون بأعياد الربيع بمنتجعات جنوب سيناء    محافظ بني سويف يراجع مع مسؤولي التعليم الاستعداد لامتحانات نهاية العام غدا    اليوم.. بدء محاكمة المتهم بقتل «طفلة مدينة نصر» (تفاصيل)    ضبط 18 كيلوجرامًا لمخدر الحشيش بحوزة عنصر إجرامي بالإسماعيلية    ياسمين عبد العزيز تتصدر تريند "إكس" بعد حلقتها مع إسعاد يونس    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    موعد وتفاصيل عرض 18 مسرحية لطلاب جامعة القاهرة    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    غدا.. مائدة مستديرة في احتفاء الأعلى للثقافة باليوم العالمي لحرية الصحافة    أقيم الليل وأسمع الأغاني هل على ذنب؟.. أمين الفتوى يجيب    «الصحة» تحذر من أضرار تناول الفسيخ والرنجة.. ورسالة مهمة حال الشعور بأي أعراض    في اليوم العالمي للربو.. تعرف على أسبابه وكيفية علاجه وطرق الوقاية منه    إصابة 3 اشخاص في حادث تصادم سياره ملاكي وموتوسيكل بالدقهلية    «معلومات الوزراء»: توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7% عام 2024    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    لقاح سحري يقاوم 8 فيروسات تاجية خطيرة.. وإجراء التجارب السريرية بحلول 2025    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    «أنا مركزة مع عيالي أوي».. ياسمين عبدالعزيز تكشف أهم مبادئها في تربية الأبناء    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اطمئنى يا مصر مادام على أرضك هذا الشباب الرائع!
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 04 - 2016

حدثان كبيران تزامنا فى يوم واحد هو الأول من يوليو بفارق 49 سنة بينهما!. تحدثت الأسبوع الماضى عن موقعة «رأس العش» فى 1 يوليو 1967 وأبطالها فصيلة من ك 42 صاعقة وقائدها الرائد السيد الشرقاوى. واليوم أتكلم عن الأربعاء 1 يوليو 2015 الموافق 12 رمضان وموقعة كمين «أبو الرفاعى» الذى اختاره الإرهاب هدفاً مع مجموعة أهداف أخرى لإعلان الولاية الإسلامية فى سيناء باحتلال الشيخ زويد فور سقوط أكمنة الجيش التى تتحكم فى هذه المنطقة..
خطة محكمة ومدروسة بالحرف واللحظة ومدعومة بما لا يخطر على بال.. سلاح وعتاد ومرتزقة من دول كثيرة وأجهزة الكترونية هى الأحدث فى ترسانة أمريكا العسكرية وليس مهماً أن تعرف كيف وصلت إلى كهوف سيناء وهى المحظور استخدامها خارج جيش أمريكا - لكن الأهم معرفة من يقف وراء مرتزقة إرهاب العالم الموجودين فى سيناء!. نحن أمام خطة مضمون نجاحها مليون فى المائة وإلا ما كان التنسيق المسبق مع إعلام العالم لتغطية مَولِدْ الولاية الإسلامية!.
هذا ماكانوا عليه.. فماذا عنا؟!
كمين أبو الرفاعى فيه 23 مقاتلاً.. جنود شباب متوسط أعمارهم 22 سنة وقائدهم ملازم أول أقل من 27 سنة.. الجنود مؤهلاتهم مختلفة ومن محافظات مختلفة.. فكيف تجمعهم على ثقافة الانضباط وعقيدة النصر أو الشهادة؟.
إنها الجينات المتفردة المميزة لجيش مصر العظيم!. ثقافة الانضباط القائمة على النظام والالتزام وأظنها علامة مميزة للمؤسسة العسكرية وهذا هو الجزء المادى فى العقيدة القتالية!
أما الجزء المعنوى فهو بنفس القدر فى صناعة الانتصار.. إنه أحد أهم مقومات جيشك العظيم يا مصر الذى حَصَّن نفسه من كل ميكروبات وفيروسات عدوى الفوضى الناجمة عن العولمة التى مزقت عادات وتقاليد وأعراف مجتمعات كثيرة فى العالم!.
من فضل الله أن جيشك يا مصر حصن يستحيل اختراقه لأنه من خير أجناد الأرض، لذلك لم يستطيعوا النيل من الانضباط ولم يقتربوا من عقيدة النصر أو الشهادة!. فمن يقدر على مقاتل منضبط عقيدته «حياته فداء للوطن».. فى الوقت الذى فيه الأنامالية «أنا مالى» تضرب الوطن فى مقتل والفارق هائل بين مقاتل شاب وآخر لا يعرف إلا «أنا مالى»!.
ما كانوا عليه فى 1 يوليو 2015 خطة محكمة وقرار غربى مسبق بإعلان الولاية الإسلامية بسيناء فى هذا اليوم تحت أى ظرف!. وما نحن عليه.. نفس جيشك العظيم يامصر.. نفس الشجاعة ونفس الكفاءة ونفس الرجولة فماذا حدث فى تلك المواجهة!.
كمين «أبو الرفاعى» فى منطقة حاكمة تتحكم فى عدة محاور .. جنوب «الشيخ زويد» بحوالى 2.500 كيلو متر ويحكم طريق دخولها وخروجها. الكمين عبارة عن منزل من دور واحد.. وقوة الكمين 23 مقاتلاً من الشباب متوسط أعمارهم 22 سنة وقائدهم الملازم أول أدهم الشوباشى 27 سنة . يوم الثلاثاء مضى بصورة طبيعية وجاء الليل والقوة كلها فى الخدمة وكل تناول طعام السحور فى موقعه سواء دفاعات الدور الأرضى أو سطح المبنى والهدوء يسود المنطقة ليلاً بفعل حظر التجوال.. لكن أن يستمر نهاراً كان هذا غريباً!.
الساعة السابعة إلا خمس دقائق صباحاً.. وحالة هدوء ليس هذا مكانها ولا زمانها.. لا حركة لأى مركبات على الطريق ولا حتى بشر يسير على قدميه!. فجأة يبدد هذا الهدوء صوت سيارة أعلى من المعتاد!. قوة الكمين كل فى اتجاه يبحث عن السيارة التى يقترب صوتها بما يعنى أنها قادمة إليهم.. بحثوا فلم يجدوها.. فقط يسمعونها!. لم يروها لأنها قادمة من منطقة مساكن تحجب رؤيتها.. وغالباً اختاروا قدوم السيارة من هذا الاتجاه لتبقى غير مرئية ومن ثم غير معرضة للنيران لأطول مسافة ممكنة تجاه الكمين!. الصوت الأعلى من العادى للسيارة يقترب والرؤية غير موجودة.. وفجأة ظهرت السيارة النقل على بعد حوالى 700 متر من الكمين وبدى واضحاً أن وزن الحمولة أكبر من قوة موتور السيارة التى ارتفع صوت محركها بالنسبة لسرعتها التى لا تناسب الصوت الصادر منها وهو ما يؤكد أن حمولتها ضعف ما يجب أن تحمله.. المهم أنها ظهرت على بعد 700 متر وبمجرد ظهورها .. أطلق الموقع عليها دفعة نيران تحذيرية لكنها مستمرة وقادمة تجاه الكمين وعلى الفور التحذير انتهى والتعامل بدأ.. والمفاجأة الثانية أن مقدمة السيارة ترتد مقذوفات الطلقات فيها مما يعنى أن السيارة تم تصفيح مقدمتها والسائق يرى الطريق من فتحة صغيرة فى الصاج المصفح!. السيارة تتقدم والطلقات ترتد من مقدمتها المصفحة!. السيارة أصبحت على بعد 100 متر فقط من الكمين وقوة الكمين على يقين من أنها سيارة مفخخة يقودها انتحارى وهدفها الوصول إلى الكمين لنسفه بمن فيه!.
نحن أمام لحظات فاصلة تتطلب جرأة نادرة وشجاعة فائقة وتضحية وفداء.. لأن السيارة لو اقتربت لمسافة ال 50 مترا وانفجرت انتهى كل شىء!.
الأمر لم يستغرق لحظة.. من كانا يتعاملان مع السيارة برشاش المدرعة هما المقاتل حسام جمال الدين والمقاتل أحمد عبد التواب.. كلاهما دون أن يتفقا توجها جرياً بأقصى سرعة تجاه السيارة للتعامل معها وإيقافها بأى طريقة!. البطل أحمد عبد التواب قفز إلى مقدمة السيارة المصفحة.. أحمد عبد التواب كل تركيزه أن يدخل ماسورة البندقية فى المزغل أو الفتحة التى يرى منها السائق الطريق!. السائق الانتحارى يريد أن يقترب من الكمين لأقرب مسافة وأحمد عبد التواب يعلم أن طلقاته ستقتل السائق الانتحارى وستفجر الحزام الناسف وتفجر السيارة .. يعلم أنه على موعد مؤكد مع الموت.. لكنه فعلها وضحى بنفسه لأجل إنقاذ ال 20 مقاتلاً وقائدهم الموجودين فى الكمين!. ما فعله أحمد عبد التواب لا يختلف كثيراً عما قام به حسام جمال الدين الذى اتجه إلى جانب السيارة وأخذ يطلق نيرانه على متفجراتها يريدها أن تنفجر على أبعد مسافة من الكمين لضمان حياة زملائه!. فعل ذلك وهو يعلم تماماً أنه سينفجر معها!. وانفجرت السيارة على بعد 75 متراً بعد نجاح الشهيدين أحمد عبد التواب وحسام جمال الدين فى إيقافها وتفجيرها على أبعد مسافة ممكنة!. قدما روحهما الطاهرة ليعيش ال 21 مقاتلاً ويقاتلون دفاعا عن الكمين!.
انفجار السيارة كان لحظة الصفر لهجوم مرتزقة الإرهاب.. لكن على خلاف ما خططوا له!. خطتهم انفجار السيارة على مسافة أقل من 50 مترا فتنسف كل من فى الموقع وبعدها يبدأ الهجوم دون مقاومة لأن السيارة حسمت الأمور.. وهذا لم يحدث!
قائد الكمين الملازم أول أدهم أجرى اتصالاً بقيادته للإبلاغ وتلقى تعليماته بتنفيذ الخطة الدفاعية لحين وصول الدعم.. وبالفعل كل مقاتل فى مكانه خلال دقيقتين وفقاً للخطة...
الساعة اقتربت من السابعة والثلث وقبل أن يفيق المقاتلون من الانفجار الهائل.. أمطر مرتزقة الإرهاب الكمين ب 14 دانة هاون ولولا التركيز الدفاعى الجيد لمقاتلى الكمين لكانت الخسائر فادحة!. استخدام الهاون فى ضرب الكمين نوع من التأكيد على تدمير ما بقى من دمار الموجة الانفجارية وتأمينا للهجوم بالأفراد على الكمين!. ضرب الهاون تسبب فى وقوع الشهيد الثالث مصطفى بهجت حسن نتيجةلإصابة مباشرة أدت لاستشهاده على الفور!. قائد الكمين الملازم أول أدهم طالته شظية فى الوجه تسببت فى نزيف غزير لكن!. لا وقت للإسعافات خاصة عندما يكون القائد وسط معركة.. لأن القائد أول من يتقدم وآخر من يقول «آه»!. قائد الكمين لم يجد إلا الرمال المتاحة فى متناول اليد ليسد بها الجرح ويوقف بها النزيف لأجل أن يتفرغ للأهم.. التصدى لهجوم منتظر بالأفراد.. وحدث!.
بدأ الهجوم والرؤية متبادلة مع الإرهابيين.. وضربة الهاون دمرت 2 رشاش والمتبقى رشاش واحد!. مرتزقة الإرهاب يستقلون سيارات دفع رباعى مجهزة بأحدث الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بل والثقيلة.. ولا أحد يقول لى إن تحويل السيارات العادية إلى مركبات حربية أمر بإمكان شباب القبائل التكفيرى أن يقوم به فى الكهوف والمغارات!. لا أحد يقول لى إن أحدث تقنيات الاتصال وأحدث أسلحة الدمار التى أنتجتها ترسانة أمريكا العسكرية سقطت على شباب التكفيريين من السماء!. لا أحد يقول لى إن وجود مرتزقة من سبع جنسيات يحملون أحدث سلاح.. يتقاضون أكبر رواتب.. يتكلمون عدة لغات.. لا أحد يقول لى إنهم أخوة التكفيريين فى الرضاعة!.
ما علينا!. السيارات المجهزة حربياً حاصرت الكمين من الشرق والغرب.. والبيوت المجاورة للكمين التى هجرها أهلها.. صعدوا إلى سطحها الأعلى من الكمين ومن بينهم قناصة!. النيران من مختلف أنواع الأسلحة صوب الكمين من كل الاتجاهات.. وكانت المفاجأة!.
الدفاع الدائرى للكمين فيه 20 مقاتلا وقائدهم الذى أعطى إشارة الرد فى لحظة متفق عليها.. والمتفق عليه من القائد أن يبدأ الضرب بكثافة مع كل لحظة تحرك لهم.. لأنهم يتحركون فى مجموعات لا فرادى.. ومع أول تحرك فتح أبطالنا النيران فحصدت مجموعة.. لكن المشكلة أنه بمجرد سقوط خمسة أو ستة تفاجأ بموجة أخرى.. وأصبح واضحاً أن الهجوم أكبر من أى توقع والهدف ليس مجرد مناوشات إنما احتلال الكمين!.
وضحت الصورة واحتلال الكمين هدفاً واضحاً ورفع أعلامهم على أسطح العمارات هدف واضح.. وتفخيخ الطرق بالكامل هدفاً واضحاً.. وتجهيز مجموعات قتالية للتعامل مع قوات النجدة هدف واضح.. والهدف الأوضح وجود مجموعات تصوير للتغطية الإعلامية لمعركة إعلان الولاية الإسلامية!.
معركة حياة أو موت نصر أو شهادة!. رابع شهيد المقاتل أحمد محمد متولى.. ضمن مجموعة الدفاع أسفل المبنى.. نفدت ذخيرته وحصل على 6 خزن وبعد نفاد ذخيرته صعد مرة ثانية طلباً للذخيرة ثم ثالثة ولم يصعد بعدها.. استشهد وهو رابض على دشمته ومستميت على بندقيته!. خامس شهيد المقاتل محمد سلامة عويس.. يعانى من إصابه فى ذراعه ورفض نزول أجازته ليبقى مع زملائه وكأنه يعلم أنه على موعد مع الاستشهاد. صعد للقائد وطلب بندقيته مؤكداً أنه يعرف كيف يتعامل معها بيد واحدة لأن الثانية مصابة! أخذ بالفعل بندقيته وانخرط فى المعركة إلا أنه توقف فجأة!. طلقة قناصة فى رأسه!.
إطلاق النيران لم يتوقف حتى الساعة العاشرة والنصف والدعم المقرر وصوله بين لحظة وأخرى لم يصل ولن يصل!. قوة الدعم تحركت فى الساعة الثامنة صباحاً بعد تلقى بلاغ من قائد الكمين عن السيارة المفخخة. قوة الدعم أصر النقيب أحمد عبده على تولى قيادتها عندما عرف بالأمر رغم أنه كان مقرراً نزوله إجازة! لكنه ألغاها وصمم على قيادة القوة وتحرك سريعاً تجاه كمين «أبو الرفاعى».. إلا أنه فوجىء بكمين فى طريقه.. ودارت معركة طاحنة كبدت فيها قوة الجيش الإرهابيين خسائر فادحة ووسط النيران المتبادلة تأتى إصابة مباشرة للبطل الشهيد النقيب أحمد عبده!.
الموقف فى «أبو الرفاعى» القائد و10 مقاتلين والباقى استشهدوا.. وعليه قرر القائد إعادة توزيع الدفاع عن الكمين من أعلى وحرص على تبادل النيران مع الإرهابيين بنفس المعدل حتى لا يشعروا بأى فارق!. ومرة ثانية يصاب الضابط الشاب .. طلقة فى عضلة السمانة دخلت وخرجت ولو اصطدمت بعظمة الساق لدمرت قدمه!. النزيف هذه المرة غزير والموقف لا يسمح إلا بالرمال التى سد بها الثقبيين «الدخول والخروج».. ونهض القائد لأنه لابد أن ينهض ولأنه أصلا لا وقت للألم!.
وصلنا الثانية عشرة ظهراً..وشمال وجنوب الكمين دون تأمين لأن من صعدت أرواحهم للسماء 14 شهيداً والخامس عشر فى الطريق!. المقاتل محمد مراد أبلغ عن تحرك مجموعات إرهابية تحمل «RBJ» شمال الكمين.. تحرك القائد من جهة الجنوب إلى الشمال فوجد 23 إرهابياً يحملون قذائف صاروخية على أكتافهم.. فبدأ التعامل معهم وتحركهم فى مجموعات سَهّل عملية قتلهم.. المهم أن القائد منهمك فى إطلاق النيران وفى ظهره يتحرك المقاتل محمد مراد لتأمينه من أى نيران تأتى من الجنوب.. وجاءته طلقة فى صدره كانت فى طريقها للقائد واستشهد.
إرهابى من مجموعة قذائف الصواريخ تسلل دون أن يراه أحد وصوب طلقة «RBJ» على الضابط.. موجة الانفجار أطاحت بالضابط متر ونصف المتر فى الهواء وسقط مصاباً بشظايا فى الحوض والفخد اليسرى.. وهذه المرة أكبر وأخطر.. القائد غير قادر على الوقوف!.
القائد فى العقيدة القتالية لا يستسلم إلا بالموت!. غير قادر على الوقوف لكنه بالإمكان أن يزحف!. زحف تجاه صندوق القنابل اليدوية بعدما أخبره من تبقى من الجنود أن الإرهابيين متجمعون حول المبنى الذى خلت دفاعاته الأرضية!.الإرهابيون تصوروا أن المهمة انتهت والكمين سقط ولا يعلمون ما سيحدث؟ الضابط أدهم وصل زحفاً بصندوق القنابل إلى حافة سطح المبنى..وفى لحظات بدأت القنابل اليدوية تنهمر على المرتزقة.. وتلك كانت لحظة تحول فى القتال!. خسائر كبيرة للإرهابيين والخسارة الأكبر اعتقادهم الراسخ أن سطح هذا الكمين عليه عشرات المقاتلين.
آخر محاولة إرهابية كانت محاولة الصعود للدور العلوى من سلالم الكمين وأسفرت عن 8 قتلى ثم 4 وبعدها ابتعدوا!. القائد طلب من جنوده صمتا نيرانيا لأجل تمشيط خِزن البنادق «حشوها بالطلقات»، الإرهابيون أحضروا 6 عربات دفع رباعى لإجلاء جثثهم!.
القائد أعاد انتشار المقاتلين الثمانية الأحياء لأجل الضرب على السيارات لا الأفراد وبالفعل تعطلت ثلاث سيارات ولاذ الباقى بالفرار مع ما حملوه من جثث فى ثلاث سيارات!.
الواحدة والنصف وصلت قوة الدعم الثانية بقيادة المقدم محمد هارون.. آثار المعركة علامة مميزة لجيش مصر .. الصمود والانتصار يتحققان بالتضحية والفداء !. قوة الدعم تسلمت الكمين الذى لم يسقط من قائده المصاب الملازم أول أدهم عمرو الشوباشى .. وتحفظت على جثة 56 إرهابيا هى الجثث التى لم يستطيعوا حملها بسياراتهم أو سحبها خلفها .
سجل المجد أضاءت سطوره أسماء شهداء «أبو الرفاعى» الذى فدوا الوطن بأرواحهم.. سامح ضياء الدين مصطفى. إبراهيم رمضان محمد أحمد. رامى إبراهيم عبد الصادق. عوضين إبراهيم عوضين. إسماعيل محمد إسماعيل. أبنوب صابر جاد الله . صابر أحمد متولى. عبد الرحمن محمد متولى . عماد سعد محمد. مصطفى بهجت حسن. محمد مراد السيد. محمد سلامة عويس. محمد أحمد عطيه. أحمد عبد التواب. حسام جمال الدين.
منذ فجر التاريخ وأنت يامصر عَصّية على كل من حاول كسر إرادتك.
حاولوا ولا يزالون وسوف يحاولون النيل من عقيدة جيشك العظيم يا مصر.. لكنهم فشلوا فى الماضى وانهزموا فى الحاضر ولن يستطيعوا فى المستقبل مادام خير أجناد الأرض على أرضك يا مصر!.
تحية إلى جيش مصر العظيم فى الأمس واليوم وفى الغد وكل غد!
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية
لمزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.