بالصور.. رفع المخلفات والقمامة بعدد من شوارع العمرانية    رقم قياسي جديد.. الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    تعطيل العمل والامتحانات بجامعة جنوب الوادي غدا بسبب الطقس السيئ    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    نيسان تشارك ب4 سيارات سيدان ودفع رباعي ب«معرض بكين».. لن تصدق مواصفاتها    بلاغ يصل للشرطة الأمريكية بوجود كائن فضائي بأحد المنازل    لندن تستدعي سفير روسيا احتجاجا على نشاط خبيث على أراضيها    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    "مخاطر الهجرة غير الشرعية ودور الجامعة في الحد منها" ندوة آداب الوادي الجديد    الأهلي إلى النهائي الخامس على التوالي بعد ثلاثية مازيمبي    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي بعد صعوده لنهائي دوري أبطال إفريقيا للمرة ال 17 في تاريخه    جولر يقود ريال مدريد لفوز صعب على سوسيداد في الليجا    الأهلي يُدون 5 أرقام تاريخية بعد تأهله إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا    تحقق توقع عبير فؤاد عن مباراة الأهلي ومازيمبي في دوري أبطال إفريقيا.. ماذا حدث؟    عاجل.. جائزة غير مسبوقة تنتظر الأهلي بعد الوصول لنهائي أفريقيا.. ما تفاصيلها؟    عاجل.. تعرف على موعد مباراة الأهلي والترجي المقبلة في نهائي أبطال أفريقيا    الحماية المدنية تسيطر على حريق داخل محطة محولات كهرباء بمدينة المنيا    كلام نهائي.. موعد امتحانات نهاية العام وبدء الأجازة بالجامعات    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ناهد السباعي تحتفل بعيد ميلاد والدتها الراحلة    محمد التاجي: فاتن حمامة فضلت محافظة على وزنها 48 كيلو وهذا ما ورثته من عبد الوارث عسر (فيديو)    سميرة أحمد: رشحوني قبل سهير البابلي لمدرسة المشاغبين    أخبار الفن| تامر حسني يعتذر ل بدرية طلبة.. انهيار ميار الببلاوي    توب مكشوف.. هنا الزاهد تغازل جمهورها في أحدث ظهور    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    ذوي الهمم والعمالة غير المنتظمة وحماية الأطفال، وزارة العمل تفتح الملفات الصعبة    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    برلماني: استرداد سيناء ملحمة وطنية تتناقلها الأجيال    فصل طالبة مريضة بالسرطان| أول تعليق من جامعة حلوان.. القصة الكاملة    كرم جبر : الرئيس السيسي رفض الرد على نتنياهو أكثر من مرة    جماعة الحوثي تشن 5 هجمات ضد السفن في البحر الأحمر.. فيديو    محافظ القاهرة: تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال بكل حزم    الزراعة: إصلاح الفدان الواحد يكلف الدولة 300 ألف جنيه    وزيرة التخطيط: الفجوة التمويلية في الدول النامية تصل إلى 56%    العمل في أسبوع.. حملات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية.. والإعداد لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتشغيل    الكشف الطبي بالمجان على 1058 مواطنا في دمياط    كرم جبر: الجهود المصرية تركز على عدم اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية    وزيرة «التخطيط» تشارك بمنتدى التمويل من أجل التنمية بالأمم المتحدة    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    مصرع طفل سقط في مصرف زراعي بالفيوم    الوكالة اللبنانية: الجيش الإسرائيلي قصف عناصر دفاع مدني أثناء إخمادهم حريقا    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخلاء سيناء

مساء أمس الأول دمعت عيون المصريين، حزنًا على 18 نفسا زكية طاهرة فقدناها فى هجوم إرهابى جبان خسيس فى العريش، لتلحق بقافلة طويلة من الشهداء الأبرار الأنقياء من قواتنا المسلحة والشرطة المدنية الذين جادوا بأرواحهم، حتى ننعم أنا وأنت وأهلنا جميعا براحة البال، وبالأمن، والاستقرار الذى تريد حفنة من الإرهابيين المأجورين تقويضه، وإشاعة الفوضى والخراب، لكى يرضوا أسيادهم خارج الحدود الذين يغدقون عليهم الأموال والسلاح.
وكعهدنا، كلما نزلت بنا نازلة تفجعنا فى مربع عمليات مكافحة الإرهاب بالعريش، والشيخ زويد، ورفح يتغلب الاندفاع والحماسة على إعمال العقل، والرؤية الكلية الثاقبة للأحداث، فتخرج أصوات زاعقة داعية للانتقام والضرب بلا شفقة، حتى لو استدعى ذلك إخلاء شمال سيناء بنقل سكانها لمناطق أخرى داخل البلاد، ثم دكها دكا على رءوس الإرهابيين الأوغاد، ومهاجمة أوكار للإرهاب فى قطاع غزة الذى يطعن بلدنا فى ظهره عبر شبكات الأنفاق العنكبوتية التى يعبر من خلالها الكارهون والحاقدون للمحروسة ومعهم عدتهم وعتادهم من المتفجرات والأسلحة التى توجه لصدور جنودنا وضباطنا فى أرض الفيروز.
فى خضم مثل هذه الدعوات وغيرها تتوارى عن الأذهان حقائق لا يجوز إغفالها أو تجاهلها، من بينها أن معركتنا مع الإرهاب ليست مرتبطة باطار زمنى يحدد موعد انتهائها واعلان الانتصار المبين فيها، فهى ممتدة ونجاحها مرهون بالنفس الطويل، ولو استعرضنا المشاهد والوقائع التالية لثورة الثلاثين من يونيو سنتيقن من أن الإرهاب فى سيناء يتراجع ويلملم أذيال الخيبة والعار تحت وقع الضربات المحكمة المدروسة لقوانا الأمنية، وأشدد على كلمة المدروسة، وما يحدث من حين لآخر من هجمات إرهابية ليس سوى محاولات يائسة لاثبات الوجود من جماعات الشر، والتلاعب والمتاجرة بالدين، وأنها لا تزال على قيد الحياة، وجاهزة لتقديم خدماتها التخريبية لمَن يُمولها ويُخطط لها.
الحقيقة الثانية أن القوة الباطشة ليست الحل، فما أيسر أن تستخدم القوات المسلحة ما تحت يدها من عناصر قوة مدمرة تزلزل كيان المخربين، ولا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا وسيصبح لديها عذرها ومنطقها المقبول، فلا رحمة مع أناس يهددون أمننا القومي، ولا يتوقفون عن إيذاء المدنيين وقتلهم، والهجوم على القوات الأمنية، لكن الواقع العملى يؤكد أن قواتنا المسلحة تدير معركتها مع الإرهاب بأخلاق الفرسان النبلاء، فهى تلتزم بآداب وتعاليم سامية بدليل أنها توجه أسلحتها لأماكن ومخابئ الإرهابيين فقط مع أنهم يتحصنون بالمناطق السكنية، وتتحاشى تماما الحاق أذى بأى شخص ليست له صلة بإيواء المجرمين القتلة، فتلك هى عقيدتها العسكرية المبنية على القتال بشرف وفداء فى مواجهة عدو لا يعرف الشرف ولا الأخلاق وليس له عهد ولا ذمة، وسيكون من الهالكين إن شاء الله.
لذلك تلاحظ أن حركة القوات المسلحة بالمواقع القاطن بها الإرهابيون تكون دقيقة ومركزة وبناء على معلومات مؤكدة، فجيشنا مؤسسة وطنية تلتزم بقيم ومبادئ لا تحيد عنها حتى فى أصعب وأحلك المواقف والمواجهات، وعندما تتعامل مع الأخطار فإنها تضع تلك الأسس نصب عينيها.
اما الحقيقة الثالثة الواجب أن نفطن اليها ولا نقفز فوقها فهى أن تحرك الإرهابيين فى سيناء وتباهيهم بقتل خير أجناد الأرض لا ينفصل عن المخطط الكبير والأخبث الذى تنفذه قوى وأطراف دولية وإقليمية للضغط على مصر وحصارها على طول الخط بموقف الدفاع وليس الهجوم، وإعاقتها بشتى السبل عن النهوض الاقتصادى والسياسي، واسترجاع مكانتها اللائقة المستحقة إقليميًا ودوليًا.
فتسخين جبهة سيناء موظفة للتخديم على الحملة المكثفة على القاهرة حاليا بشأن ملف حقوق الإنسان، وآخر الحلقات كانت جلسة عاصفة بالأمم المتحدة فى جنيف جرى خلالها المطالبة بتشكيل لجنة دولية لتقصى أوضاع حقوق الإنسان فى بلادنا بدعوى تزايد الانتهاكات وما تسميه الاختفاء القسرى.
السادة الأفاضل لم نضبطهم يدعون لتشكيل لجنة مماثلة لزيارة معتقل «جوانتانامو» الأمريكي، ولا معتقل قاعدة «باجرام» الأمريكى أيضا فى أفغانستان، للوقوف على ما يجرى فيهما من انتهاكات وعمليات تعذيب يندى لها جبين البشرية المعذبة، ولم نرهم يطالبون بزيارة سجون فى القارة الأوروبية تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات، لكن تركيزهم كله ناحية مصرنا.
لا نقول إن كل شيء تمام، أو أنه لا توجد أخطاء واجبة الحساب والمراجعة فى ملف حقوق الإنسان لكنها ليست بالكثرة ولا بالشيوع الذى تروج له منظمات فى الداخل والخارج، وبعض هذه المنظمات ليست إلا دمية فى يد جماعة الإخوان الإرهابية وداعميها، وتعد وسيلة من بين وسائل عديدة تستغلها لتشويه صورة مصر، واتخاذها ذريعة لمناشدة المجتمع الدولى التدخل فى شئوننا الداخلية، وفرض نوع من الوصاية علينا تشمل ارسال قوات دولية لسيناء لمحاربة « إرهابيى من تصفهم بعناصر داعش»، فمنفذو الهجمات على الأكمنة الأمنية، ومعسكرات القوى الأمنية يريدون الايحاء بأنهم مسيطرون على الأرض، بعدها تتلقف وسائل الإعلام العالمية الحدث وتحلله على اعتبار أن الدواعش يتمددون فى سيناء، وأنه لابد من التدخل الدولى السريع لمقاومتهم وتصفيتهم.
وفى غمرة الانسياق خلف هذا التحليل المغرض الخبيث الذى تروجه وبكل أسف بعض صحفنا وكتابنا وفضائياتنا ننسى الإجابة عن التساؤل التالي: ما هى المساحة التى يتمركز فيها الإرهابيون من المساحة الكلية لسيناء ولمصر عموما؟
بالتأكيد ستكون مساحة لا تذكر وأقرب ما تكون لجحر فئران مذعورة تخرج من آن لآخر للبحث عن مصدر يبقيها حية، والدولة وأجهزتها تستطيع إن رغبت نسفهم فى لحظات، فالدولة تعرف أنها أكبر من أعداء الداخل والخارج، وأنه مر عليها عبر تاريخها العريق مَن هم أشد وأكثر بطشا من حفنة إرهابيى سيناء وتغلبت عليهم بصلابتها، وقوتها، وتكاتف أبنائها، وبمبادئها الانسانية، ونظرتها الشاملة لما يدور حولنا فى الإقليم وفى العالم، رحم الله شهداء كمين الصفا، وكل شهيد سقط دفاعًا عن الوطن الذى سيظل ثابتًا كالوتد لا تهزه الرياح والعواصف.
[email protected]
لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.