لليوم الثانى على التوالي، واصلت روسيا انسحابها العسكرى الجزئى من الأراضى السورية، فى الوقت الذى قدرت فيه وكالة «رويترز» أن موسكو سحبت نصف عتادها العسكرى وطائراتها المقاتلة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة جديدة من طائراتها الحربية أقلعت من مطار حميميم فى سوريا عائدة إلى روسيا، موضحة أن مجموعة الطائرات التى أقلعت من مطار حميميم تقودها طائرة النقل العسكرى « آى إل 76» بالإضافة إلى أن القاذفات «سو - 25». وأشارت الوزارة إلى أن عودة طائرات سلاح الجو الروسى من سوريا تتم على شكل دفعات وكل مجموعة ترافقها طائرة نقل عسكرى «القائد»، من طراز «تى يو- 154» أو « آى إل 76». وغضون ذلك، نشرت «رويترز» تحليلا لصور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الخارجية الروسية أوضحت فيه أن روسيا احتفظت بنحو 36 مقاتلة فى قاعدة حميميم الجوية التابعة لها فى محافظة اللاذقية السورية. وأضافت أن 15 على الأقل من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات طراز سوخوي-24 وسوخوي-25 وسوخوي-30 وسوخوي- 34 أقلعت متجهة إلى روسيا خلال اليومين الماضيين. وفى إطار متصل، شدد الكرملين على ضرورة تنسيق الجهود لتعزيز عملية التسوية السلمية فى سوريا، مشيرا إلى «استعداد الولاياتالمتحدة لتنسيق هذه الجهود هو بالتأكيد ما يبعث على الرضا والشغل الشاغل حاليا لموسكو وواشنطن هو التركيز على ذلك». وفى الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الروسية -فى بيان لها- أن «الغرب فشل فى محاولته إظهار العملية الروسية فى سوريا كأنها أفغانستان جديدة». وأضاف البيان إن «سحب الجزء الأساسى من قواتنا من سوريا لن يضعف الرئيس بشار الأسد»، موضحة أنه من المقرر أن يركز وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى خلال زيارته المقررة لروسيا الأسبوع المقبل على الأوضاع الراهنة فى سوريا. وعلى صعيد مفاوضات السلام فى جنيف، التقى المبعوث الدولى الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا مع وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفرى خلال اليوم الثالث من المباحثات التى تعرف باسم «محادثات التقارب». ومن المتوقع أن تركز محادثات دى ميستورا خلال لقائه مع وفدى الحكومة والمعارضة على تحديد أهداف الجانبين التى تمت مناقشتها خلال اليومين الماضيين. كما يلتقى دى ميستورا خلال ساعات وفدا ثانيا من المعارضة السورية يضم نائب رئيس الوزراء السابق قدرى جميل المقيم فى موسكو. وقال عضو فى الوفد الممثل ل «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير»، التى يعد جميل أبرز قياداتها: «تلقينا دعوة للمشاركة فى محادثات جنيف وسنلتقى المبعوث الخاص للمرة الأولى منذ بدء المحادثات التى اقتصر حضور وفد المعارضة فيها على الهيئة العليا للمفاوضات. وفى دمشق، أعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السورى أن القوات الروسية قد تعود إلى سوريا بعد إنسحابها وإنه يجب على الولاياتالمتحدة الآن أن تضغط على تركيا والسعودية لوقف الإمدادات إلى مسلحى المعارضة. وأوضحت بثينة شعبان: «إذا سحب الأصدقاء الروس جزءا من قواتهم، هذا لا يعنى أنها لا يمكن أن تعود». ونفت أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يضغط على دمشق مؤكدة استقلالية القوات السورية وقدراتها العسكرية، قائلة إن «الخطوة الروسية إتخذت بالتشاور مع دمشق، الربط بين الخطوة الروسية وممارسة ضغوط على دمشق لا أساس له من الصحة». وفى تطور مهم، قال مسئول كردى سورى إنه من المتوقع أن تعلن المناطق التى يسيطر عليها الأكراد السوريون فى شمال البلاد النظام الاتحادي، ويأتى هذا التحرك فى مسعى للإمساك بزمام الأمور بعد استبعاد الأكراد السوريين حتى الآن من المحادثات السياسية لإنهاء الحرب السورية. ومن المؤكد أن تثير هذه الخطوة لدمج ثلاث مناطق كردية متمتعة بالحكم الذاتى فى شمال سوريا قلق تركيا التى تخشى أن يذكى نفوذ الأكراد فى سوريا النزعة الانفصالية بين الأقلية الكردية التركية. وقال إدريس نعسان المسئول بإدارة الشئون الخارجية فى عين العرب: «الإعلان عن الفيدرالى يعنى توسيع صيغة الإدارة الذاتية التى شكلها الكرد والمكونات الأخرى فى شمال شرق سوريا»، مضيفا أن هذا سيتم «تحت مسمى فيدرالية شمال سوريا» وأنها ستمثل كل الجماعات العرقية التى تعيش هناك. وفى تل أبيب، أكد الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين ضرورة التنسيق بين إسرائيل وروسيا إزاء الخطر الذى يشكله تنظيم داعش الإرهابى وكذلك التطرف الإيراني. وقال ريفلين ، خلال توجه إلى موسكو، إنه يجب التشاور والتنسيق بين روسيا وإسرائيل بشأن الإرهاب فى المنطقة والعالم.