مر اليوم الأول من فبراير الحالى دون أى إشارة تذكر على الساحة الإعلامية لذكرى قيام الوحدة المصرية السورية، التى أعلن عنها فى 1 فبراير عام 8591 الزعيمان، المصرى جمال عبدالناصر، والسورى شكرى القوتلى، لتجمع بين الشعبين فى كيان دولة واحدة باسم الجمهورية العربية المتحدة بإقليميها الشمالى (سوريا قلب العروبة النابض، كما سماها الرئيس الراحل عبدالناصر)، ومصر (كما كانت بالفعل، سند العالمين العربى والإفريقى فى سعيهما نحو التحرر والاستقلال والخلاص من التخلف). وكم كانت فرحة الشعبين غامرة بهذا الحدث التاريخى الكبير، وأبلغ دليل على ذلك هو ما تحفل به ألبومات ومحفوظات الأغانى والأناشيد الوطنية، وأيضا السجلات والتسجيلات والشرائط التليفزيونية المحفوظة بمبنى ماسبيرو.. ولكن لشديد الأسف لم تستمر هذه الوحدة طويلا، إذ تم الانفصال بين البلدين بسبب بعض عوامل وأسباب أهمها التآمر، وذلك فى 82 سبتمبر عام 1691، ورغم ذلك ظلت بين الكثيرين من أبناء الشعبين علاقات إنسانية واجتماعية وأواصر محبة، بحكم ما نشأ خلال الوحدة من زمالة وصداقات وعلاقات الجوار، والعديد من الزيجات بين أبناء الشعبين. ومع تردى الأحوال فوق الأراضى السورية حاليا، فمن المؤكد أن الشعب المصرى هو أكثر شعوب العالم أجمع وليس العالم العربى فقط، حزنا وألما على ما أصبحت عليه سوريا الأبية فى محنتها القاسية الراهنة، فلقد جمع التاريخ بين الشعبين ليس فقط إبان زمن الوحدة القصير، بل قبلها إذ جمعتهما أحداث تاريخية وبطولات منذ قرون بعيدة، كما جمعتهما منذ عقود قريبة إبان العدوان الثلاثى على مصر عام 6591 (أى قبل قيام الوحدة بأقل من عامين)، كما جمعتهما أيضا بعد الانفصال بسنوات ملحمة حرب أكتوبر 3791 المجيدة، التى أعادت للعرب مشاعر العزة والكرامة التى افتقدت عقب حرب 7691. لذا.. فإنه من الغريب أن تمر ذكرى هذا اليوم الخالد، العالق فى ذاكرة معاصريه الأحياء، الذين عايشوا الشعب السورى وخالطوه، وأحسوا بمدى حبه لمصر والمصريين الذين تعتصرهم مشاعر الألم والحسرة على ما آلت إليه أحوال سوريا الحبيبة، والتى كانت بالفعل كما أطلق عليها الرئيس جمال عبدالناصر (قلب العروبة النابض). جلال إبراهيم عبدالهادى مصر الجديدة