كعادته منذ أن تولى مسئولية الحكم، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى صريحا مع شعبه، حريصا على توضيح الحقائق كلها، دون تذويق للكلام أو شعارات براقة، وفيما يتعلق بالمشكلة السكانية، قال الرئيس إن لجوء الفلاحين إلى البناء على الأرض الزراعية جاء نتيجة إهمال بناء مساكن لأبناء الشعب، والآن يجب تصحيح هذا الخطأ، وسنبنى المساكن للناس، وأننا نحتاج إلى نصف مليون وحدة سكنية سنويا، بينما الذى يتم بناؤه الآن لا يفى بالمطلوب، وما لم يتم هذا البناء فسوف نظل نعانى العشوائيات. وجاء إعلان الرئيس تخصيص مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لدعم المشروعات السكنية، وبناء 100 ألف وحدة سكنية خلال العام الحالي، ليؤكد عزم الرئيس على حل المشكلة، وأن الذى يتم إعلانه ليس مجرد كلام للاستهلاك المحلي، فها هى الأموال موجودة، وعلى المصريين، أن يعرفوا حجم الجهد الذى يتم بذله. إن الرئيس يعرف جيدا حجم التحديات المتراكمة منذ سنوات طويلة مضت، لكنه يعرف أيضا أن المصريين الذين بنوا الأهرامات وشيدوا الحضارات وصنعوا التاريخ قادرون على قبول التحدى والإستجابة له. أيضا عندما تحدث الرئيس عن مشكلة المياه كان واضحا، وتحدث بالأرقام، وطبعا لغة الأرقام لا تكذب، قال إن المصريين يحتاجون يوميا إلى 25 مليون متر مكعب ماء نظيفا، وهو رقم جبار، وتكلفته مرتفعة جدا، ولذلك فإن علينا المحافظة على هذا الماء.. فهل نحن كمواطنين نحافظ على الماء فعلا؟ وردا على الذين يتساءلون عن جدوى تلك المشروعات القومية الكبرى أكد الرئيس أن هذا هو الدور الأصيل للدولة، ولايمكن للدولة أن تتخلى عن دورها، واذا كانت بعض القرارات تبدو مؤلمة، إلا أنها فيها مصلحة الناس. على كل حال، فإن كل من استمعوا للرئيس أمس أيقنوا أن الرجل مملوء بالأمل وعازم على المضى قد لانجاز مهمته بمنتهى الإصرار والهمة. لمزيد من مقالات رأى الاهرام