من المعروف أن الجمعيات الخيرية التابعة للمساجد والكنائس بمختلف المحافظات تقيم دورا لسكن المسنين ورعايتهم، وقد اضطرتنى الظروف لمساعدة أحد أصدقائى بعد أن توفيت زوجته واشتد عليه المرض ولا يوجد أحد لرعايته، وبعد بحث ومعاناة وجدت له مكانا بإحدى هذه الدور، ووجدت أن أعمار المسنين تتراوح بين 55 301 أعوام، وبعضها مخصص للرجال فقط أو النساء فقط أو للمتزوجين أيضا ممن لا يستطيعون خدمة أنفسهم، ويتراوح المقابل الشهرى لإقامتهم بين 3 و01 آلاف جنيه وفقا لمستوى الخدمة والرعاية الاجتماعية والصحية المقدمة لهم، ولكن الصفة المشتركة بين الجميع أنهم يعيشون بتلك الدور حياة روتينية مملة كأنهم ينتظرون الموت، ولا يوجد لديهم أى ترفيه سوى مشاهدة التليفزيون فقط، ويعانون جحود الأبناء الذين يعتقدون أنهم بمجرد ترك هؤلاء المسنين بتلك الدور قد انتهى دورهم ولا يسألون عنهم. من أجل ذلك.. فإننى أرجو من وزارة التضامن الاجتماعى بصفتها الجهة الحكومية المشرفة على جميع الجمعيات الخيرية متابعة هذه الدور وإيفاد الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للتلاحم مع المسنين وبحث مشكلاتهم وظروف الإعاشة، بل والعمل على تنظيم رحلات لهم للحدائق والمتنزهات العامة لقضاء أوقات ممتعة خارج تلك الدور، وكذلك يجب على وزارة الصحة من باب الإنسانية والرحمة إيفاد الأطباء فى مختلف التخصصات للكشف على النزلاء وتقديم الأدوية اللازمة لهم، وأيضا إيفاد إخصائيى التغذية لمراجعة كمية الوجبات الغذائية الثلاث التى يتم تقديمها وقيمتها الغذائية ومدى ملاءمتها لهم. إن هؤلاء المسنين فى أشد الحاجة لمشاهدة أبنائهم وأصدقائهم وجيرانهم لتقديم البسمة والكلمة الطيبة واليد الحانية خاصة لمن هم غير قادرين على الحركة وتشجيعهم على ترك اليأس فيكون لهم ثواب فى الدنيا والآخرة وتكتب لهم فى ميزان حسناتهم. مهندس نبيل سامى برسوم فرح مدير عام بوزارة الزراعة سابقا