لا ينبغي لأحد في مصر أن يتشاغل عن إجابة أسئلة حالة ومهمة تتعلق بالوضع في ليبيا إحدي أكثر النقاط الضاغطة علي أمننا القومي، كما لا تسمح الظروف التي يمر بها ذلك البلد بصياغات عامة أو عائمة تحدد موقفنا إزاء التطورات الخطيرة التي تمر بها ليبيا..وبقول واحد إننا أمام ثلاثة مآزق تواجهنا في القضية الليبية، ويجب أن نجد لها حلا، وينبغي أن يكون ذلك الحل معلنا وبوضوح، وأولها أننا في مؤتمر جدة الذي إستبق إعلان التحالف الدولي ضد داعش وبدء عمليات في سوريا والعراق، قلنا إننا لن نشارك في عمليات تضرب داعش في مكان، وتتجاهل وجوده في مكان آخر، وكنا نعني ليبيا، فلما جاءت اللحظة وعُقد مؤتمر روما للحصول علي غطاء دولي وإقليمي لتوجيه ضربات إلي ليبيا كان علينا أن نفصح عن موقفنا، ولكن ماذا - إذن - عن احتمال تدخل روسيا التي أصبحت ذات سوابق في التدخل بدول المنطقة، وبخاصة أن الفريق خليفة حفتر (المتحالف معنا) أشار إلي المبعوث الأممي مارتن كوبلر منذ أسابيع مستدعيا فكرة التدخل الروسي الذي أثبت نجاحه ضد داعش في سوريا.. بعبارة أخري مصر ستكون أمام اختيار واضح بين محور روسيا وبخاصة مع ما تلاحظ من زيارات لمسئولين عسكريين أمريكيين كبار إلي مصر مؤخرا. أما ثاني الأسئلة الكبري التي تواجهنا في ليبيا فهو الذي يتعلق بالوجود القطري والتركي ضمن التحالف الغربي، وهل يمكن لمصر أن تتعاون مع مثل هذين البلدين في ظل تآمرهما المتواصل عليها..صحيح أن وزير الخارجية المحترم سامح شكري رد علي نظيره التركي جاويش أوغلو ومحاولته المقرفة للتدخل في شئون مصر بكلام حلو عن ضرورة تحسين العلاقات مع مصر، ملفوفا بحديث عن مشكلات اقتصادية في بلدنا، إلا أن العمل في حلف واحد ضد الإرهاب ينبغي لو حدث أن يصاحبه تحديد واضح لطبيعة العلاقة مع مثل هذه الدول، وإن كان يفضل التركيز علي أن تقوم الأطراف الليبية بالمواجهة المسلحة. أما السؤال الثالث فهو كيف ستؤيد مصر حكومة الوفاق الوطني التي قبلت بها مدينة مصراتة المتحالفة مع حزب البناء والعدالة (الإخواني) فيما هي ترفض (والشعب المصري كله) فكرة إدماج الإخوان في الحياة السياسية بمصر. هل ستتعامل مصر مع سلطة أحد فروعها هو جماعة الإخوان؟، لابل وهي ممثلة- كذلك- في نواب رئيس مجلس الوزراء بأحمد ميعيتيق رجل الأعمال المحسوب علي الإخوان. كيف ستواجه مصر المآزق الثلاثة ؟! لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع