زمان كان السكندريون يحتفلون بشم النسيم بطريقة جميلة وهو ما تؤكده صورة الكارت البوستال النادر بتاريخ27 نوفمبر1904 عليه صورة عربة ترام تشبه العربات السياحية الأثرية التي يستخدمونها في أوروبا وأمريكا الآن للقيام بجولات سياحية. وهذه العربة مزينة بالإعلانات باللغة الفرنسية ومليئة بالركاب الذين يرتدون الملابس ذات الطابع الأوروبي والقبعات الحديثة وهي تقف في محطة بشارع محرم بك أحد أحياء الإسكندرية الأرستقراطية قديما والذي كانت تنتشر به القصور والفيلات, وكان يبدأ من ميدان محطة مصر وينتهي عند ترعة الفرخة التي تم تجفيفها عام1955 لتصبح شارع قناة السويس. وترجع تسميه الحي إلي محرم بك, الذي ولد بمدينة قولة اليونانية, وتزوج من تفيدة هانم كريمة محمد علي باشا وشغل منصب محافظ الإسكندرية حتي وفاته في20 ديسمبر1847 الطريف في الصورة أنها إلتقطت في مناسبة الإحتفال بشم النسيم عام1904 حيث كان السكندريون الذين كان أغلبهم من الأوروبيين يحتفلون بهذه المناسبة بإرتداء أفخر ثيابهم والخروج للحدائق والمتنزهات وهذا ما يبدو واضحا في ملابس ركاب الترام وملابس الفتاة الصغيرة التي وقفت تتأمل الترام بإعجاب بينما الكمساري يستعد للركوب تمهيدا لتحرك الترام لمحطته التالية طبقا لجدول زمني محكم شهد له كل من عاش وكتب عن تلك الفترة.. وفي خلفية الصورة يبدو شارع محرم بك في غاية الأناقة والنظافة والجمال ولا أثر للقمامة وبقايا الخس والفسيخ والملانة ووالله زمان يا إسكندرية.