تختلف بإبداعها الذي أنار من قبل حضارات، بامتزاجها المتجدد على مدى الأزمان، تتلون شخصيتها المركبة، لتنصهر داخلها كل الألوان، وتزيد بأصالتها وتاريخها الممتد قرونا سحيقة، تقارب عمر الزمان. جديرة فى الوقت نفسه بالاحترام، فهل نسعى لمحو الاحترام عنها.. أم أنه عوار أصاب الطامعين فيها، فصاروا ينهشون لحمها، ويكسرون عظامها بلا ضمير، ودون أخلاق، يخدمون أهدافهم، ويسعون لمصالحهم، ولو أحبوها يوما، ما امتهنوا فيها المعاني الكرام، منحتنى وغيري حب الحياة، اقتربت منها بقدر ما سمحت به من اقتراب، حاولت مرارا أن أهرب، ولكن كيف يليق بي الهروب، وقد سالت الدماء، وامتلأت بها الطرقات، وكأنها ماء لا دماء، سألتها، لماذا لا تتحدثين ؟ وكانت الطامة الكبرى، بدت متعبة، تبدوعليها علامات الوهن، الكل يتجاذب منها طرفا يبرر به هدفه. فهل تنوون الآن قتلي؟ كان سؤالها؟! كيف تقولين قتلك.. لقد عشقناك عشقا، أبت إجابتي.. وكأنها استهزأت بها..استنكرتها.. أي عشق هذا الذي تدعون؟ العشق عطاء.. العشق إيثار.. العشق عمار.. ليس العشق يا ولدي قتلا وخراب ..هل علمتكم أن العشق دماء؟ هل تتقاتلون أمامي بلا وازع من أخلاق؟ وعلام تطمعون مني، وعلام تطمحون؟ تركتم حبي وأحببتم أهدافكم وابتعتم أهدافي واتبعتم أهدافكم، كيف هنت عليكم وصرت لديكم مجرد احتجاجات واعتصامات، كنت يوما أباهي بكم العالم، وأنتم توشكون على خذلاني، وكأنكم مني تنتقمون، وتدعون أنكم لي محبون، كفاكم فرقة، وضعفا، لماذا أصبح زادكم التشتت، وماؤكم الخلاف، أنهار أمامكم، ولأنفسكم تقترضون كي تعيشوا، فمتى تعملون؟ متى تنتجون؟ وأنتم لا هم لكم سوى الصراع ، يتأهب الأعداء حولي وأنتم تنامون ملأى الجفون، حينا تتقاتلون بالتحرير، وأخرى بالعباسية،وغيرها من الميادين، ولا أدري لكم هدفا سوى تمزيق أوصالي، وقطع ما تبقي من شرايين حياتي، لقد تناسيتم أنكم كلكم أبنائي، وأحفادي، ألا يكفيكم من راح من فلذات أكبادي، ألم تشبعوا بعد من دماء أبنائي، لماذا لا تشعرون بي وتكفوا عن التلاسن والصراعات، ولكن كيف يقتل الإنسان حبه ويقذفه خارج قلبه.أفتقد حضن بلدي، كنت أشعر بعده بانقباضٍ لا أدرى سببا له، مازالت تصر على البكاء وحيدة، وبلغة آمرة تطلب مني أن أرحل، كانت سعادتى بها كسعادة وجدان خرب أعاد اتزانه.. حبيبة مازال قلبى عاشقا لها....أقبلها..أتشممها.. غير مصدق.. مازال الوعى بحقيقتها الغائبة يرفض أن يصدق أنها تبكي حزنا..أخشى أن يفترسها زمانى، أحبك ..وأدعو الآن ربى أن يبقيك قوية ، فقد وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا..فأنت نقاء مازلت أتدثر به حين خوفى .. أنت الأمان الذي نبكي فقده إياكِ أن تبكى.. فحبى لكِ يحتوى قلبى وقلوب ملايين غيري.. والآن لم يعد لحياتى طعم أعرف أنك تفهمينى، ولا أدري بما أجيبك حينما تسأليننى: انتوا ليه مش بتحبوا بعض زي زمان؟ فدموعى تأخذنى إلى عالمها.. فهل ما زلتم تمتلكون حبا - بلا غرض لمصر؟ [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان