تعلن بعض البيوت حالة الطواريء وذلك عندما يكون لديها طالب او اكثر سيؤدي الإمتحان ويعاني البعض من ذلك, وقد يغلقون أجهزة الكمبيوتر والتلفزيون ويمنعون حتي الحديث بين أفراد الأسرة في غير وقت الطعام او للضرورة, حتي المكالمات الهاتفية تختصر لأقصي درجة, وتختفي الزيارات العائلية بل أن تلك الزيارات قد تقابل بعدم اللياقة في بعض الأحيان. ويمتد هذا المناخ شديد التوتر ليشمل العلاقة بين الزوجين فالأب يريد الإبن او الإبنة ان يذاكر عدد ساعات معينة والأم تشفق علي الإبن ويصمم الأب فتدافع الأم عنه او يحدث العكس بأن تكون الأم طيلة اليوم في شد وجذب مع الأبناء وعندما يريد الأب ان يقضي بعض الوقت مع الأبناء فتقول الأم انه لا وقت لديهم فتنشب المنازعات التي قد تثير مشاكل بين الزوجين وهكذا تتحول أيام الامتحانات لأيام نكد للزوجين. د. محمد السكران استاذ التربية جامعة الفيوم يقول يبدو أن أولياء الأمور لا يدركون أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وسيطرة عصر تكنولوجيا المعلومات وان التباين بين الأجيال الآن أصبح لا يزيد عن خمس سنوات بعد أن كان في الماضي ثلاثين سنة ولابد أن نعترف بأن الجيل الجديد يعيش عهدا وعصرا مختلفا تماما وأصبح هذا الجيل لا يتعامل الا مع ما يقتنع به شخصيا ولذلك فإن عملية الضغط علي الأولاد من أجل المذاكرة قد يؤدي الي رد فعل معاكس تمامآ و من هذا المنطلق لابد ان نتعامل معهم بما يتفق مع آرائهم وافكارهم وإن كان هذا لا يمنع من التوجيه بطريقة غير مباشرة و نبتعد عن النصائح المباشرة والإهتمام بمحاورتهم والتعامل معهم بمنطق فيه احترام لذاتهم. ويؤكد د. السكران ان العديد من الدراسات اثبتت فشل عملية الضغط علي الأولاد من أجل المذاكرة حيث يتحايلون علي الآباء بأساليب معينة والتوجه لأمور أخري لا علاقة لها بالمذاكرة لذلك من الأمور التربوية المهمة هو التوجيه غير المباشر للأولاد ومحاولة التعامل معهم بدرجة كبيرة من الحنان والجلوس معهم أكثر وقت ممكن واعطاء الطالب الثقة بنفسه وانه مسئول عن مستقبله وعما يقوم به من أعمال. اما د. محمد سمير عبد الفتاح استاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس فيري ان الأساليب الحالية التي يتعامل بها الآباء مع أبنائهم بخصوص جلوسهم فترة طويلة للمذاكرة اساليب خاطئة لأنها لا تصلح للتحصيل الدراسي لأن الطالب له قدرة معينة علي التحصيل فلابد من أخذ قسط من الراحة حتي يستعيد قدرته علي التحصيل خاصة وان عملية المذاكرة فيها اجهاد شديد وتكون الراحة بالنسبة للطفل نصف ساعة لكل ساعة ونصف من المذاكرة وان يتم تهيئة الظروف المحيطة بالطالب بما يخدم المذاكرة ويكون ذلك بالتخطيط السليم والتنظيم, فاليوم24 ساعة يمكن تقسيمه ما بين النوم والمذاكرة والراحة مع العلم ان هناك قاعدة نفسية تقول ان الممنوع مرغوب فيجب علي الآباء تلبية الرغبات الداخلية للأبناء فلابد من الغذاء الجيد والرياضة والراحة بجانب المذاكرة. ويؤكد د. محمد سمير عبد الفتاح علي انه يجب الفصل بين التعامل مع الابناء واستذكارهم عن العلاقة بين الزوجين حتي لا تكون فترة الامتحانات موسم للنزاعات الزوجية وينبغي ان يكون هذا التوازن والفصل مبنيا علي أساس ان الطالب يجب ان يعرف مسئولياته ويتعلم كيف يقوم بها وأن الابن هو المفضل لدي الأسرة وليست الشهادة حيث ان بعض الأسر قد تخطيء بإصرارها علي المذاكرة فقط فيعتقد الإبن ان درجاته في الامتحان اهم منه حينئذ يكون موقف الطالب اما كراهية للمذاكرة او الخوف الشديد منها. ويضيف انه يمكن للأسرة تحقيق التوازن فيكون التشجيع علي المذاكرة في نفس الوقت يمارس الآباء والأبناء حياتهم اليومية بشكل فيه درجة من الراحة والطمأنينة وأن يكون هناك ترفيه في صورة يومية يجدد فيه الطالب نشاطه ويخرج من دوامة المذاكرة ويرتاح فيها الزوجين من الجدل حول المذاكرة بأن تشاهد الأسرة مثلا التلفزيون في اوقات الراحة بين المذاكرة و بعد الانتهاء منها ولا مانع اذا كان الطالب يهوي مشاهدة المباريات ان يشاهد مباراة او مسلسلا اجتماعيا هادفا او تجاذب أطراف الحديث في ود, ولا مانع من ترفيه اسبوعي يمتد من نصف يوم الي يوم كامل, فهذا اليوم يجدد النشاط ويقوي العلاقات داخل الأسرة ويجب ان يدرك كلا من الزوجين ان استقامة العلاقة بينهما تنعكس علي الطالب حتي لا يصاب بصراع نفسي لتحقيق مطالب احد الوالدين او ان ينضم الي اي منهما, لذلك يجب عدم الاختلاف بين الوالدين لأن التوحد بينهما يجعل الطالب يشعر بالمساندة ولو كان هناك حساب بينهما يكون بعيدا تماما عن الابن وعلي الزوجين ان يدركا ان تلك الايام ستمضي ولكن العلاقة بينهما هي الباقية ومناخ التفاهم في الاسرة يجب المحافظة عليه. اما د. احمد يحيي عبد الحميد استاذ علم الاجتماع جامعة قناة السويس يقول من العروف منذ سنوات عندما تبدأ الامتحانات تقوم الاسرة المصرية بإعلان حالة الطواريء وينتاب افرادها القلق والاضطراب وتشتد هذه الحالة في الأيام الأخيرة قبل وأثناء الامتحانات وهذه الحالة تكون نتيجة عوامل كثيرة من اهمها الدروس الخصوصية وانتقال الأولاد اغلب الوقت من مدرس لآخر وعصبية الآباء والأمهات خوفا علي ابنائهم وحالة الشد والجذب داخل الأسرة نحو المذاكرة واخيرا الضجة الإعلامية التي تصاحب هذه المرحلة وانني اطالب جميع انواع الاعلام المقروء والمسموع والمرئي بعدم التدخل في عمليات الامتحانات لأن الامتحانات لها من يقيمها ولكن ذلك لا يعني عدم طرح السلبيات ان وجدت في اللجان ويناشد د. يحيي الاسرة المصرية ان تفهم حالة الاضطراب والقلق التي يعاني منها الأبناء اثناء الامتحانات وان تتجاوز حالة العصبية التي يعيشونها دون شد او جذب ودون حوارات جانبية تؤدي الي صراع او صدام بين افراد الاسرة.