تشهد العلاقات المصرية الألمانية تطورا كبيرا، وكان لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى أخيرا تأثير فى حدوث تحول وتطور فى الموقف الألماني، حيث كانت العلاقة بين البلدين بعد 30يونيو بها قدر من الضبابية بسبب الموقف الأوروبى بشكل عام. وجاءت زيارة وزير الخارجية الى برلين منذ أيام لاستثمار النجاح الذى حققته زيارة الرئيس حيث أسفرت الزيارة الوزارية عن نتائج إيجابية للغاية سواء على الجانب السياسى أو الاقتصادى وكذلك البرلماني. وسعيا للتعرف على واقع العلاقات المصرية الألمانية وما حققته زيارة وزير الخارجية ومستقبل العلاقات بين البلدين حاور «الأهرام»الدكتور بدر عبد العاطى سفير مصر فى ألمانيا: كيف ترى واقع العلاقات المصرية الألمانية وقد تسلمتم عملكم سفيرا لمصر فى برلين منذ عدة أشهر؟ زيارة الرئيس السيسى الى برلين فى يونيو الماضى أحدثت نقلة فى العلاقات وقد رسخت عنصرا مهما وهى ان أمن واستقرار مصر هو من امن واستقرار الاتحاد الاوروبى ومن ثم امن واستقرار المانيا واقتنع الجانب الألمانى بحقيقة التغييرات التى حدثت فى مصر وسط ادراك متزايد بالطرح المصرى بان مصر هى ركيزة الاستقرار فى المنطقة التى تموج بالاضطرابات وبالتأكيد ان الزيارة كان لها انعكاسات على العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية وبدأت العلاقات تتحسن بشكل مضطرد فى كل المجالات آخذا فى الاعتبار اقتناع الجانب الألمانى بعدة حقائق ان مصر كانت تسير بخطى ثابتة لتنفيذ ماتم اعلانه فى 3يوليو 2013من خريطة الطريق مرورا باقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. والعلاقات المصرية الألمانية جيدة وتقوم على أسس متينة تتضمن الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح للجميع والاقتناع بوجود تقارب شديد فى المصالح بين البلدين، فألمانيا اكبر اقتصاد ودولة فى الاتحاد الاوروبى ومصر أكبر قوة إقليمية فى الشرق الأوسط. ما هى أبرز النتائج التى خرجت بها زيارة وزير الخارجية الألمانيا؟ الزيارة جاءت فى توقيت مهم، فقد جاءت بناء على ما تم تحقيقه من إنجازات خلال الزيارة الرئاسية وانتهاء المرحلة الانتقالية وما له من انعكاسات على السياسة الخارجية المصرية، كما ان الزيارة تمت فى توقيت والعالم الغربى والاتحاد الاوروبى والمسئولون الألمان فى أمس الحاجة للدور المصرى باعتبار مصر ركيزة الاستقرار فى المنطقة، وأيضا تزامنت مع تعافى الدور الإقليمى المصرى وانتشاره وقوته، فمصر أصبحت لها كلمة مسموعة بعد ان عادت لتتبوأ مكانتها الإقليمية، فى القضايا العربية والإفريقية والإقليمية كما ان انتخاب مصر فى مجلس الأمن أضاف وضاعف أهمية زيارة الوزير،كما ان الجانب ألمانى كان يتطلع للتعرف على الرؤية المصرية تجاه القضايا الإقليمية، والدولية باعتبار مصر لاعبا دوليا وإقليميا. ويضيف ان مستوى الاهتمام بالزيارة انعكس على مستوى اللقاءات وكثافتها واتضح بشكل غير مسبوق ان يلتقى وزير خارجية بخمسة وزراء فيدراليين، كما التقى الوزير مع اثنين من نواب البوندستاج ولقاءات مع لجنتى العلاقات الخارجية والدفاع. كما أوضحت الزيارة ان الاقتصاد المصرى عاد الى مجراه الطبيعى وفرص الاستثمار واضحة داخل مصر، ويكفى الاشاره الى التعاون بين مصر وألمانيا، وانه فى عام 2015تم التوقيع على عقود تصل قيمتها الى 12مليار يورو مع شركات ألمانية فى مجالات البتروكيماويات ومعدات حفر الإنفاق أسفل قناة السويس وكذلك مجالات الطاقة وإنشاء أكبر 3 محطات طاقة تعمل بتوربينات الغاز فى العالم فيما يعد اكبر صفقة منفصلة فى تاريخ شركة سيمنز منذ 120عاما . وماذا عن التعاون الاقتصادى والتنسيق فى مجالات النقل والسياحة الألمانية لمصر وتدفقاتها؟ التقى شكرى وزير النقل الألمانى باعتبار وزارة النقل مسئولة عن تسيير الرحلات الجوية ومن ثم لها تأثير مهم على تدفق السياحة، الألمانية حيث نقل وزير الخارجية تقدير مصر لألمانيا لموقفها العقلانى بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء وعدم اتخاذ اى إجراءات متهورة أو غير منطقية بما ضمن استمرار تدفق السياح الى مصر حتى إن الرقم شارف على المليون خلال عام 2015 رغم طموحنا فى تخطى هذا الرقم الا ان حادث الطائرة الروسية اثر بعض الشيء وان الجانب الألمانى لم يغير إجراءات السفر. وتم بحث التعاون فى قطاع النقل والسكة الحديد، والاستفادة من الخبرات الألمانية فى هذا الشأن، وكان هناك انفتاح من الجانب الألمانى على مصر وتقديم كل الدعم الممكن فى هذا الشأن، مؤكدا ان الجانب الاقتصادى كان حاضرا بقوة فى لقاء الوزير مع نائب المستشارة ميركل ووزير الاقتصاد والطاقة زجمار جبرائيل وزعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى ووزير التعاون مولر والذى كان قد زار مصر، ديسمبر الماضى وتعهد زجمار بدعم مصر وطلب نقل تحياته للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا ان كل اللقاءات كان عنوانها دعم مصر فى ظل علاقة الشراكة بين البلدين ومن المقرر ان يقوم نائب المستشارة بزيارة مصر على رأس وفد اقتصادى لتشجيع الاستثمار فى مصر والاهمية البالغة لدعمها فى مجالات التعليم الفنى والاستفادة من الخبرة الألمانية فى هذا الشأن وتم الاتفاق على ان تكون هناك كل 6 أشهر اجتماعات على المستوى الوزارى بينه وبين وزيره التعاون الدولى فى مصر لمتابعة برامج التعاون وكذلك بحث قروض البنك الانمائى الألمانى فى قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة. وماذا على مستوى البوندستاج؟ خلال اللقاءات التى اجراها وزير الخارجية مع نواب رئيس البوندستاج كان هناك تقدير للدور المصرى وانتخاب مجلس النواب باعتباره خطوة مهمة لتفعيل التعاون البرلمانى بين البلدين وتم الاتفاق على بدء تفعيل تبادل الزيارات بين البرلمانيين فى البلدين وستكون هناك زيارتان لاعضاء البوندستاج لمصر نهاية يناير الحالى ومارس المقبل، كما سيقوم برلمانيون مصريون بزيارات لالمانيا.