إن الغد مشرق، وإن الغد لكم وبكم ومنكم.. وأنتم الأقدر على معالجة ما بألمُه هذا الوطن ...صناعة المستقبل بكم وبقوتكم ...وبقوتكم ستبقى مصر عزيزة أبية ...وبقوة شبابها ستحيا مصر ...تحيا مصر .. تحيا مصر... تحيا مصر». بهذه الكلمات، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى حديثه للشباب خلال احتفالية يوم الشباب المصري، مؤكدا أن الحديث عن الأمل واقترانه بالشباب، محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها ... كى تستقيم مسيرة هذه الأمة، وتصح خطواتها نحو التقدم والرقي. وهكذا حمل الرئيس فى خطابه، بشائر الخير، وفتح أبواب الأمل أمام الشباب، لتلبية طموحاتهم، واستثمار طاقاتهم على الوجه الأكمل، كما أن اعتبار عام 2016، عاماً للشباب المصري، يعكس إرادة حقيقية لتأهيل الشباب، والاستفادة من قدراتهم الإبداعية. القيادات الشابة دعونا نعود إلى الوراء قليلا، حينما أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة فى سبتمبر الماضي، بهدف تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة وتولى المسئولية والمناصب القيادية، وفقا لأساليب الإدارة الحديثة، وإنشاء قاعدة قوية وشاملة من الكفاءات الشبابية، لتكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى فى شتى المجالات، وذلك من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة، لمواجهة المشكلات وزيادة وعيهم، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية، وتفريغ الطاقة الايجابية لديهم، وزيادة استعدادهم للمشاركة فى بناء الوطن، وصناعة المستقبل. أبواب الأمل خطاب الرئيس السيسى كما يقول الدكتور أمين لطفى رئيس جامعة بنى سويف- يفتح أبواب الأمل والتفاؤل أمام الشباب المصرى المتحمس لخدمة وطنه، إيمانا من الرئيس بقدرة الشباب على صناعة المستقبل، من خلال استثمار قدراتهم الإبداعية، وطاقاتهم الخلاقة، فى بناء الوطن، مؤكدا أن إطلاق موقع «بنك المعرفة» يفيد الشباب، ويوفر أمامهم منافذ جديدة للمعرفة، ويفتح أمامهم نافذة جديدة للإبداع والبحث العلمي، كما ان خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، للشباب، يعكس رؤية متكاملة للنهوض بالشباب على كافة المستويات، اجتماعيا، واقتصاديا، وعلميا، وثقافيا ورياضيا وتربويا، من خلال حزمة من القرارات والتوجيهات لتفعيل دور الشباب فى منظومة العمل الوطني، توفر له الإمكانات للانطلاق فى كافة المجالات التعليمية والثقافية والرياضية والاقتصادية والسياسية، حيث كلف الرئيس البنك المركزى باستغلال كافة إمكانات القطاع المصرفي، لتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من خلال توجيه البنوك والقطاع المصرفي، بتعزيز فرص تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب لتصل إلى نسبة لا تقل عن 20 % من إجمالى القروض خلال السنوات الأربع القادمة، حيث سيقوم القطاع المصرفى بضخ 200 مليار جنيه ... وهو الأمر الذى من شأنه أن يقدم التمويل لنحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر نحو 4 ملايين فرصة عمل جديدة للشباب، كما أصدر الرئيس توجيهاته للبنك المركزى للعمل على تخفيف أعباء خدمة القروض عن كاهل الشباب المصرى ... بحيث يكون سعر الفائدة على القروض المقدمة لهم لتمويل المشروعات المُتناهية الصغر لا يزيد على 5 % سنوياً متناقصاً ... على أن يتم تنفيذ هذا البرنامج الطموح من خلال منظومة مصرفية ممتدة على مستوى الجمهورية وخاصة فى محافظات الصعيد والمناطق الحدودية، وبما يسمح بتقديم الخدمات الائتمانية لكل قطاعات الشعب المصرى دون اقتصارها على فئات بعينها، كما وجه وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ بناء 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى للشباب خلال عام 2016 بإجمالى تكلفة 20 مليار جنيه، واستكمالاً للمشروع القومى الجارى تنفيذه بإجمالى 244 ألف وحدة سكنية، وفى ذات السياق، كلف الرئيس القائمين على مشروع استزراع المليون ونصف المليون فدان، بتخصيص نسبة ملائمة من الأراضى بالتملك للشباب من إجمالى أراضى المشروع، للاستفادة من برنامج التمويل الحكومى للشباب، كما وجه الرئيس مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بالتوسع فى النشاط الرياضى والارتفاع بمستوى اللياقة البدنية للشباب المصرى من خلال إطلاق دورى رياضى متكامل للمدارس والجامعات على مستوى الجمهورية، يكون على أعلى مستوى من التنظيم، وباستغلال ما تم تنفيذه من بنية أساسية بمراكز الشباب فى جميع المحافظات ...على أن تتم دراسة الحوافز والمكافآت التشجيعية لممارسى الرياضة بالمدارس والجامعات، وكذلك تشكيل مجموعة وزارية من الوزارات المعنية، بالتعاون مع المجالس التخصصية والمؤسسات الوطنية المتخصصة لإحياء دور قصور الثقافة من خلال التوسع فى تنفيذ الفعاليات الثقافية والفنية بها ... وإقامة المسابقات الفنية بين شباب الجامعات والمدارس على المستوى القومى ... على أن يكون هناك حافز ثقافى للشباب يشكل لديهم دافعاً للارتقاء بمستواهم الثقافى والأدبى والفني، وإطلاق منتدى للحوار مع الشباب، بحيث يكون نواة فاعلة لقناة اِتصال حقيقية بين الدولة والشباب، تضمن تبادل الرؤى والتوجهات بشكل حقيقى وواقعي..على أن يكون ناتج هذا الحوار هو بلورة صيغة متكاملة لرؤية مشتركة بين الدولة والشباب يتم مناقشتها فى مؤتمر وطنى للشباب يعقد بمدينة شرم الشيخ خلال شهر سبتمبر القادم.. وهكذا أكد الرئيس انحيازه للشباب، ورغبته فى فتح أبواب الأمل أمامهم، وتنمية قدراتهم . تشجيع الشباب وبشكل عام، فإن خطاب الرئيس كما يقول الدكتور عبد النبى عبد المطلب وكيل وزارة التجارة والصناعة للبحوث الاقتصادية- يؤكد مضيه فى البرنامج الرئاسى لتمهيد التربة أمام قيادات شابة، ذات كفاءة عالية، قادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير الإنتاج، وزيادة الناتج القومي، وتقليل الهدر والفاقد، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وكان التوجه الرئاسى للكثير من مؤسسات التمويل المحلية وليس البنوك فقط بالضرورة، من توفير تمويل تنافسي، فى حدود 5% يتناقص تدريجيا، أحد أهم مقومات تشجيع الشباب، لإنشاء مصانع واستثمارات صغيرة ومتوسطة، تسهم فى تخفيض قيم الواردات، التى بلغت ما يزيد على 74 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2015، وقد تكون قادرة أيضا على التواجد فى الأسواق العالمية والعربية بما يؤدى إلى زيادة قيم الصادرات، التى تراجعت إلى 26,1 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2015. والواضح من صوت الرئيس أنه بالفعل ينادى الشباب نداء من القلب للمشاركة، وكما سبق أن أعلن خلال برنامجه الرئاسي، أنه يبحث عن الشباب المصرى النقى الواعي، الذى خرج فى 25 يناير مطالبا بإصلاح منظومة الفساد وإعلاء صوت مصر تحت الشعار الذى دوى فى العالم كله « ارفع صوتك فوق أنت مصري»، وفى اعتقادى أن هذا النداء سوف يصل إلى قلوب الشباب، لأنه خرج من قلب الرئيس وليس على لسانه فقط، كما أن إعلان الرئيس عن 145 ألف وحدة سكنية للشباب، أى 145 ألف أسرة جديدة، ونتحدث عن تنمية عمرانية حقيقية، والخروج من الوادى الضيق، وما سيتتبعه ذلك من تنمية اقتصادية، وصناعية، وزراعية، فى تلك المناطق الجديدة، تضيف مساحات جديدة للمساحة الكلية المأهولة لمصر. التنمية الشاملة أما الإعلان عن تمليك نسبة من أراضى مشروع المليون ونصف المليون فدان للشباب، يمثل خطوة لتنمية شاملة، حيث إن الشباب المصرى سوف يستخدم التقنيات الحديثة فى الإنتاج، والزراعة ،وزيادة القيمة المضافة لإنتاجه، وأتوقع أن الشاب الذى يحصل على 10 أفدنة مثلا- سيكون قادرا على إقامة مشروع لتربية وتسمين المواشي، ومعمل صغير لإنتاج منتجات الألبان، ولا مانع من إقامة بعض المناحل لتوفير عسل النحل، بل قد يمتد الأمر لتوفير الطاقة لهذه المشروعات، من خلال وحدات البيو جاز لتوليد الطاقة، كما أننى أعتقد أيضا أن الشباب الذى يتملك هذه الأراضى سيستخدم العلم والتكنولوجيات الحديثة للاقتصاد فى استخدام مياه الري، والحفاظ على التربة الجديدة خالية من كل الأمراض، والأوبئة، والتلوث، مشيرا إلى أن حديث الرئيس عن إحياء دور قصور الثقافة، ومسابقات دورى الجامعات، سوف يسلط الضوء على المبتكرين، والمخترعين، والتطبيقات الحديثة، التى تنتشر فى الجامعات المصرية، والمدارس، ولا تجد من يتبناها ولا تظهر للنور، وبذلك تضيع فرص كثيرة، لاستثمار هذه الطاقات، كما أن إطلاق بنك المعرفة بهذه الآلية والتقنية المحترمة، والبسيطة سيسهم فى التيسير على الباحثين، فى مصر وخارجها، للحصول على البيانات الموثقة والمدققة، والخاصة بكافة مناحى الحياة فى مصر. البرنامج الرئاسي وبشكل عام، فإن الشباب كما يقول الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية- يمثلون أمل الأمة ومستقبلها الذين سيحملون مسئولية النهوض بالوطن فى شتى الميادين، ولذلك فإن تنشئتهم تنشئة سليمة تسهم فى إعدادهم لتحمل تلك المسئولية. إن الشباب هم مصدر الديناميكية وقوة التغيير فى البلاد، وهم الثروة الحقيقة لمصر ولذا فإن امتلاك مصر لمجتمع شاب فرصة كبيرة لتطورها، ونموها، واستثمار طاقات الشباب واكتشافها وتشجيعهم على الإبداع والبناء ،فاستثمار العقول والأفكار وتوجيهها للعمل والإبداع واجب على الأمة. وفى يوم الشباب المصري، قررالرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يكون 2016 عام الشباب المصرى ويأمر بتخصيص 200 مليار من البنك المركزى لدعم برنامجهم، كما أن نماذج الشباب الذين وقفوا على المنصة الرئيسية بجوار الرئيس تشرح الصدور، وتعكس ارادة وعزيمة وإصرارا وتحديا للمستحيل . وتعكس كلمة الرئيس فى يوم الشباب المصرى كما يقول رئيس مركز المصريين للدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية- مدى اهتمام الدولة المصرية بأهم مواردها الحيوية وهم الشباب، والذى يأتى فى إطار رؤية متكاملة لاستيعاب الشباب المصرى والاستفادة من طاقاتهم، وتوجيهها فى اتجاه بناء مصر الحديثة التى يحلمون بها»، كما أن توفير قروض ميسرة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة خطوة هامة جدا، ولابد أن يتبعها حزمة من القرارات، لتسهيل إجراءات تنفيذ هذه المشروعات، والمساعدة فى تسويق منتجاتها فيما بعد، كما ان احتفال هذا العام يحمل أهمية كبرى فى لفت الأنظار للدور الحيوى الذى يمكن أن يقوم به الشباب لتطوير وتنمية المجتمعات تحقيقا لمبادئ السلام والاستقرار المجتمعى للشعوب والأمم، فالشباب هم عدة الحاضر وأمل المستقبل ومن ثم فإن استثمار قدراتهم وإمكاناتهم يعد شكلا من إشكال التنمية المستدامة فى حياة الشعوب والأمم التى تبحث عن التطور والرقى من خلال خلق أجيال شبابية قادرة على النهوض بالمجتمع على سبل عدة. وفى اعتقادى والكلام مازال للدكتور عادل عامر-، فإن أول طريق للاستثمار أن ننظر إلى هؤلاء الشباب نظرة إعجاب وإكبار لما يحملونه من مقومات وإمكانيات، وإحساسهم بالمسئولية تجاه أنفسهم وبلادهم، كما أن نظرة التقدير والاحترام هذه تدفعهم للعمل والإنتاج والإبداع، وهذا ما يعكسه توجه الرئيس، نحو تنمية قدرات الشباب، واستثمار طاقاتهم الإيجابية فى بناء الوطن، وصناعة مستقبله . [email protected]