أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية تأهيل الشباب ومشاركتهم في صياغة مستقبل الوطن، مشددا علي الحق الأصيل للمواطنين المصريين في المعرفة، مشيراً إلي دور بنك المعرفة المصري ومساهمته في إتاحة المحتوي العلمي لكُبري الموسوعات المعرفية للمواطنين والباحثين والدارسين..جاء ذلك خلال الاحتفال بيوم الشباب المصري الذي شهده الرئيس صباح أمس بدار الأوبرا المصرية. وتم خلال الاحتفال عرض تطورات العمل الخاصة «بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة» بعد انتهاء مرحلة اختيار المتقدمين للالتحاق بالبرنامج، بالإضافة إلي مشروع «بنك المعرفة المصري» الذي سيبدأ في إتاحة المحتوي المعرفي لكبري الموسوعات العلمية خلال شهر يناير الجاري. وألقي الرئيس كلمة بهذه المناسبة دعا في بدايتها نماذج من الشباب المصري للوقوف إلي جواره خلال إلقائها. وأكد الرئيس في كلمته أهمية قيمة حب الوطن وإيثاره وإعلاء قيمة الوحدة الوطنية. كما قدم الرئيس التحية لرجال القوات المسلحة والشرطة علي جهودهم المخلصة لصون أمن الوطن والمواطنين، كما حيا شباب مصر كل في مجاله، مُعلناً عام 2016 عام للشباب المصري. واِستعرض الرئيس خلال كلمته عدداً من القرارات التي أصدرها، وفي مقدمتها تكليف البنك المركزي بتنفيذ برنامج شامل لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتخصيص نسبة 20% من جميع القروض علي مدار السنوات الأربع القادمة لصالح تلك المشروعات. وأوضح الرئيس أن القطاع المصرفي سيقوم بضخ مائتي مليار جنيه خلال السنوات الأربع القادمة للمساهمة في تمويل 350 ألف شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة توفر 4 ملايين فرصة عمل، وخاصة في الصعيد والمناطق الحدودية. وتخفيفاً علي كاهل الشباب. وأشار الرئيس إلي أنه تم تحديد سعر الفائدة علي القروض الخاصة بتمويل المشروعات مُتناهية الصغر ب 5% فقط تتناقص سنوياً. وجاء نص الكلمة : شباب وشابات مصر ..السيدات والسادة الحضور الكريم ... أتحدث إليكم اليوم حديثاً متجرداً نابعاً من قلب أب يتحدث إلي أبنائه ... الأب الحريص عليهم والساعي لمستقبل أفضل لهم ...أتحدث إليكم حديث الشركاء في المسئولية الوطنية ... حديث الأسرة الواحدة التي يجمعها بيتنا الكبير مصر ...فمصر ليست سكناً نعيش فيه ونعمل من أجله فقط ...وليست الطرق التي نمر بها .. وليست مجرد نهر وبحر وصحاري ... بل مصر هي تلك الحالة المتفردة من العشق التي تسكن النفس وتغمرها فيتحول حب الوطن إلي جزء لا يتجزأ من نسيج الروح ... مصر هي ذلك النيل الخالد الذي يوهب الحياة ... ومنبع الحضارة التي صنعت التاريخ الإنساني ... فبقيت أهرامها شامخة لتروي لنا عن عظمة الأجداد ... في مصر تتشابك قباب المساجد مع أجراس الكنائس لترسم للإنسانية لوحة فريدة من المحبة والسلام . أبنائي وبناتي ... إن شبابنا الأبطال من أبناء القوات المسلحة والشرطة المدنية ... بطول وعرض الدولة ... وعلي حدودها يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء ... لحماية الوطن ومقدساته من أهل الشر الذين أرادوا أن يزرعوا الفوضي والعنف في أرضنا الطيبة ...وكذلك كان شبابنا المتحمس ... يشق قناتنا الجديدة نحو المستقبل وينشئون منظومة الطرق القومية ...ويستزرعون الصحراء بعزيمة لا تلين وإصرار علي مواجهة التحديات سيتوقف التاريخ أمامه بالفخر والاعتزاز ... وعلي مسار آخر .. كان أبنائي وبناتي من شبابنا في الجامعات والمدارس يستكملون رسم لوحة الوطن المبهجة ... يتلقون علومهم ويتفوقون فيها .. وآخرون في المصانع والمزارع يصنعون لأمتنا المستقبل ويزرعون لنا سنابل الأمل.. أبناء مصر الكرام... إن الحديث عن الأمل واقترانه بالشباب.. ليس مجرد كلمات بلاغية أقولها في مناسبة رسمية ...إنما هي محاولة لإعادة الأمور إلي نصابها ... كي يستقيم مسير هذه الأمة وتصح خطواتها نحو التقدم والرقي. عام الشباب ولذلك فإنني اليوم ... في يوم الشباب ... ووسط هذه الكوكبة من شبابنا الرائع ... مثقفين ومبدعين ورياضيين وسياسيين ... قررت ...أن يكون العام 2016 عاماً للشباب المصري.. عاماً نبدأ خلاله تأهيلاً حقيقياً للشباب من خلال منظومة علمية ممنهجة علي أُسس وطنية ... ولقد بدأنا في صناعة نموذج لهذه المنظومة من خلال إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ... كي يكون هذا النموذج قاعدة تشمل كل هيئات ومؤسسات الدولة لتأهيل الشباب ... وقد اِستجبت للمطالبات التي تقدم بها الشباب المتقدمون للبرنامج علي مواقع التواصل الاجتماعي من الذين لم يحالفهم الحظ في القبول ... حيث كلفت الفريق القيادي للبرنامج بأن يتم إتاحة محتوي الدورة لهم بالمجان وإتاحة الفرصة لهم للتقديم في الدورات القادمة ... كما كان انطلاق مشروع بنك المعرفة المصري نموذجاً آخر لإتاحة المعرفة والعلوم كحق أصيل للمصريين عامة وللشباب خاصة حتي نكون بحق مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر... وفي ذات الإطار... فإنني ... أصدرت حزمة من القرارات والتوجيهات لتفعيل دور الشباب في منظومة العمل الوطني... توفر له الإمكانيات للانطلاق في كل المجالات التعليمية والثقافية والرياضية والاقتصادية والسياسية. فلقد كلفت البنك المركزي باِستغلال كل إمكانيات القطاع المصرفي .. لتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ... من خلال توجيه البنوك والقطاع المصرفي ... بتعزيز فرص تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب لتصل إلي نسبة لا تقل عن 20 % من إجمالي القروض خلال السنوات الأربع القادمة ... حيث سيقوم القطاع المصرفي بضخ 200 مليار جنيه ... وهو الأمر الذي من شأنه أن يقدم التمويل لنحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر حوالي 4 ملايين فرصة عمل جديدة للشباب ... كما أصدرت توجيهاتي للبنك المركزي للعمل بتخفيف أعباء خدمة القروض عن كاهل الشباب المصري ... بحيث يكون سعر الفائدة علي القروض المقدمة لهم لتمويل المشروعات مُتناهية الصغر لا يزيد علي 5 % سنوياً متناقصاً ... علي أن يتم تنفيذ هذا البرنامج الطموح من خلال منظومة مصرفية ممتدة علي مستوي الجمهورية وخاصة في محافظات الصعيد والمناطق الحدودية، وبما يسمح بتقديم الخدمات الائتمانية لكل قطاعات الشعب المصري دون اقتصارها علي فئات بعينها. 20مليار جنيه كما وجهت وزارة الإسكان بالانتهاء من تنفيذ بناء 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الإجتماعي للشباب خلال عام 2016 بإجمالي تكلفة 20 مليار جنيه ... واستكمالاً للمشروع القومي الجاري تنفيذه بإجمالي 244 ألف وحدة سكنية ... وفي ذات السياق فإنني كلفت القائمين علي مشروع إستزراع المليون ونصف المليون فدان أن يخصصوا نسبة ملائمة من الأراضي بالتملك للشباب من إجمالي أراضي المشروع للاستفادة من برنامج التمويل الحكومي للشباب. وإيماناً من الدولة المصرية بأن التعليم هو السبيل للنهوض بقدرات أمتنا ... فإنني أمرت بتشكيل لجنة قومية متخصصة تحت رعاية رئاسة الجمهورية تشتمل علي كل الوزارات المعنية والمجالس التخصصية وكل المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة. لتحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسية ، بحيث تحقق مجموعة من الأهداف ... أبرزها ... أن تُراعي أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية، وتحقق ترسيخاً لمنظومة الأخلاق وإطار القيم الوطنية في وجدان أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات في مختلف المراحل التعليمية، علي أن تنتهي هذه اللجنة من عملها خلال ثلاثة شهور. ولأن الرياضة تسمو بالأخلاق والروح ... وتُكسب ممارسيها مزيداً من القدرة علي المنافسة والتحدي ...فلقد وجهت مجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة بالتوسع في النشاط الرياضي والارتفاع بمستوي اللياقة البدنية للشباب المصري من خلال إطلاق دوري رياضي متكامل للمدارس والجامعات علي مستوي الجمهورية ... يكون علي أعلي مستوي من التنظيم ... وباستغلال ما تم تنفيذه من بنية أساسية بمراكز الشباب في جميع المحافظات ... علي أن يتم دراسة الحوافز والمكافآت التشجيعية لممارسي الرياضة بالمدارس والجامعات. ولإدراكنا العميق بأن معركتنا الحقيقية للحفاظ علي هذا الوطن هي معركة الحفاظ علي الهوية ... فإن الثقافة والفنون لابد أن تجد لها موقعاً أفضل في أجندة اهتمامات شبابنا ... ولذلك فإنني وجهت مجلس الوزراء بتشكيل مجموعة وزارية من الوزارات المعنية تتعاون مع المجالس التخصصية والمؤسسات الوطنية المتخصصة لإحياء دور قصورالثقافة. مؤتمر وطني كما وجهت المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية بالتعاون مع كل الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة لإطلاق منتدي للحوار مع الشباب، بحيث يكون نواة فاعلة لقناة اِتصال حقيقية بين الدولة والشباب . علي أن يكون ناتج هذا الحوار هو بلورة صيغة متكاملة لرؤية مشتركة بين الدولة والشباب يتم مناقشتها في مؤتمر وطني للشباب ينعقد بمدينة شرم الشيخ خلال شهر سبتمبر القادم. بناتي وأبنائي ... إن الإنسان ابن تجربته، فلا تتخلوا عن تجربتكم.. ولا تتركوا شيئا أو شخصا أو جهة تنال من عزيمتكم..لأن التحدي أمام الوطن كبير وهائل ...إن الوطن يواجه بكم معركة بقاء ... تحتاج إلي إرادة حقيقية وصلبة ضد ما يُحاك له ... تمسكوا بوطنكم وآمِنوا به ضد من يدفعكم دفعاً للكفر به ... تمسكوا بالأخلاق وصحيح الدين ضد من يستخدمونه وسيلة لتحقيق مكاسب ضيقة ... تسلحوا بالعلم وواكبوا العصر كي تضمنوا لأنفسكم ووطنكم مقعداً متميزاً في ركب الحضارة... اِعملوا وتعلموا بتجرد وإخلاص .. السيدات والسادة الحضور الكريم إن الدولة المصرية في لحظتها هذه، تدرك تمام الإدراك، عن قناعة تامة أن هذا الوطن ليس مخصوصا لطائفة دون أخري وليس مصادَرًا لحساب جماعة أو فئة أو تيارأو فصيل، إنما هو وطن يتسع للجميع ويشكله الجميع، دون استثناء عقائدي أو جغرافي أو فكري أو عرقي.. ومن هنا فإنني أتقاسم معكم الأمل.. وأنظر في عيونكم اللامعة فأزداد فخراً، وتعتريني قوة لا يدركها إلا الله..فيكف للمرء أن يقود أمة ... وينال شرف الوقوف في صدارة صفها ... دون أن تلهمه وتدعمه لمعة العيون الصادقة ولهفة الأرواح المخلصة. أبنائي وإخوتي.. إن الغد مشرق، وإن الغد لكم وبكم ومنكم.. وأنتم الأقدر علي معالجة ما تألمُه هذا الوطن ...صناعة المستقبل بكم وبقوتكم ... وبقوتكم ستبقي مصر عزيزة أبية ...وبقوة شبابها ستحيا مصر ... تحيا مصر .. تحيا مصر... تحيا مصر.