شهد الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية الذى عقد أمس على مستوى وزراء الخارجية موقفا عربيا صارما ضد الاعتداءات الإيرانية على سفارة المملكة العربية السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد،الى جانب الرفض القاطع لكل سياسات طهران للتدخل فى شئون الدول العربية، مع التأكيد فى الوقت نفسه على أن الرسالة العربية تجاه إيران هى رسالة سلام وتعاون واحترام بشرط التزامها بمحددات حسن الجوار. جاء ذلك فى الجلسة الافتتاحية التى بدأت بكلمة للشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتى والذى ترأس الاجتماع بحكم ترأس بلاده للدورة الحالية لمجلس الجامعة، مشددا فى مطلعها على إدانة التصعيد الخطير الذى قامت به إيران بالاعتداء السافر على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية والذى وقع تحت مرأى ومسمع من حكومة طهران دون أن تقوم بتوفير الحماية والتأمين اللازمين لهذه المقار وفقا لقواعد القانون الدولى والأعراف الدبلوماسية، مشيرا الى أن تكرار الاعتداءات الإيرانية على مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية طيلة العقود الماضية وهو ما يعكس إما رغبة من قبل حكومة طهران بعدم حماية هذه البعثات أو نتيجة أهمال وقال إن دولة الإمارات تدين بشدة هذه الاعتداءات وتؤكد رفضها الكامل لسياسة إيران فى التدخل فى الشئون السعودية الداخلية وفى شئون أى دولة عربية أخرى. وشدد بن زايد على أن الموقف العربى الحازم والحاسم والذى يرفض رفضا قاطعا فى «أن تكون شئوننا وشجوننا محل تدخل هذه الدولة أو تلك»، معتبرا أن إيران فوجئت بهذا الموقف العربى الصلب والجماعى الداعم للمملكة العربية السعودية، مشيرا الى تأييد جميع الإجراءات التى تتخذها بشكل واضح وثابت وراسخ فى مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ومنع مثيرى الفتن والاضرابات من استغلال الأوضاع التى تمر بها المنطقة للعمل على تقويض دعائم أمنها واستقرار ها وتهديد نسيجها الاجتماعى وإدخالها فى نزاعات وفوضى داخلية مدمرة وتفتيت طائفى. وطالب بن زايدالدول العربية باتخاذ موقف واضح لوقف إيران عن الاستمرار فى التدخل فى الشئون الداخلية للمنطقة وإغراقها فى الصراعات والفتن منبها أن ذلك يدخل فى إطار التضامن ووحدة الأمن القومى العربى وصيانة السيادة الإقليمية لكل الدول العربية لمواجهة سياسة التدخل الإيرانى فى شئون الدول العربية موضحا أنه بات واضحا أن الخطر الإيرانى اصبح واضحا للجميع حيث أصبحت طهران لاتتورع عن استخدام الورقة الطائفية كوسيلة للهيمنة على المنطقة والتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية عبر إطلاق التهديدات ودعم الجماعات المتشددة وخلق الميليشيات لنشر الفوضى والعنف وزعزعة الأمن الإقليمى فى المنطقة، ولفت وزير الخارجية الإماراتى الى أن «رسالتنا العربية ستبقى رسالة سلام وتعاون واحترام لمبادئ السيادة وعدم التدخل «وقال وحتى فى ظل هذه الظروف الصعبة والاستثنائية والشائكة نسعى الى العلاقة الطبيعة والسوية التى تجمع العالم العربى بإقليمه المحيط تقوم على مشروعات التنمية والتعاون واحترام مبادئ السيادة وعدم التدخل وتسعى الى الخروج من ظلامية الغلو والطائفية مؤكدا استعداد العرب لمثل هذه العلاقات متسائلا: هل طهران مستعدة؟. ومن جهته، أكد عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية أن بلاده ستتعامل مع التدخلات الإيرانية فى الشأن الداخلى العربى بكل جدية وتتصدى لها بكل حزم ، وهى أيضا مسئولية الجامعة العربية ، فى ظل أهدافها الرامية إلى حماية الأمة العربية ، والحفاظ على الأمن القومى للدول والشعوب والمقدرات العربية.