أكد وزراء الخارجية العرب أمس في الاجتماع الطاريء بالجامعة العربية والذي دعت إليه المملكة العربية السعودية لمناقشة التدخل الإيراني في الشأن السعودي رداً علي إعدام الشيعي البارز نمر النمر والذي ردت عليه إيران بحرق السفارة السعودية بطهران واعتبر وزراء الخارجية العرب أن هذا السلوك تدخل في الشأن السعودي وهو تدخل غير مقبول والذين أكدوا علي دعمهم الكامل وتضامنهم مع المملكة العربية السعودية في مواجهة التهديدات الإيرانية. دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلي اتخاذ موقف عربي جماعي لوقف التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية. أضاف في كلمته أمس أمام الاجتماع الطاريء لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية علي الدعم العربي التام لإجراءات المملكة العربية السعودية من أجل الحفاظ علي أمنها وسيادتها مشدداً علي أن المنطقة العربية لا تتحمل أي أعمال استفزازية أو فتنة طائفية بين المواطنين أو انتهاك سيادة الدول العربية المستقرة. قال العربي: إن إيران يقع علي عاتقها ترجمة رغبتها في إزالة التوتر مع الدول العربية إلي خطوات فعلية وملموسة ووفقاً لأحكام القانون الدولي والأمم المتحدة. أكد أهمية هذه الدورة الوزارية الطارئة في ظل التوترات الخطيرة الراهنة والتي تمس الأمن القومي وتهدد أمن واستقرار دول المنطقة. لافتاً إلي أن انعقاد هذا الاجتماع الوزاري يؤكد التضامن العربي مع المملكة العربية السعودية وإدانة ما تعرضت له سفارتها في إيران وقنصليتها في مشهد من اعتداءات وانتهاكات صارخة تتعارض مع اتفاقيات فيينا لحماية البعثات الدبلوماسية. محملاً إيران مسئولية خرق هذه الاتفاقيات. أكد وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير أن بلاده ستتعامل مع التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي العربي بكل جدية وتتصدي لها بكل حزم. وهي أيضاً مسئولية الجامعة العربية. في ظل أهدافها الرامية إلي حماية الأمة العربية. والحفاظ علي الأمن القومي للدول والشعوب والمقدرات العربية. من جانبه أكد سامح شكري وزير الخارجية أن معالجة التأزم الإقليمي الذي نعاني تداعياته كعرب والذي لا أشك في أنه سيرتد ليؤثر سلباً علي قوي إقليمية بما فيها إيران والتي نصبت نفسها في بعض الأحيان مدافعاً عن الطائفة الشيعية. إنما يتطلب من جميع القوي الإقليمية أن تجري مراجعة صادقة ومعمقة لسياستها. وسيكون علي إيران أن تقوم بذلك. أشار شكري في كلمته بالجلسة المغلقة في اجتماع وزراء الخارجية العرب إلي أنه من الواضح بالنسبة لمصر أن التدخلات الإيرانية في شئون الدول العربية قد ساهمت بشكل كبير فيما آلت إليه الأوضاع المتدهورة التي بلغناها من تراجع لمفهوم الدولة ودورها. ومن تنام لمساحة الحركة المتاحة للاعبين خارجين علي القانون من أهمهم الميلشيات المسلحة والقوي الطائفية. تطرق شكري إلي العلاقات العربية وإيران لافتاً إلي أنها شهدت العلاقات بين الدول منذ عام 1979 موجات صعود وهبوط عديدة كان السبب الرئيسي فيها هو تصور القيادات الإيرانية أن هناك ما يبرر لها التدخل في الشأن الداخلي للدول العربية. وبالإضافة إلي ما شاب العلاقات المصرية الإيرانية من صعوبات في هذا السياق. أكد الشيخ عبدالله بن زايد رفض بلاده لسياسة إيران التدخل في شئون المملكة العربية السعودية الداخلية. وفي شئون دولة عربية أخري. ويشمل ذلك الأحكام القضائية السيادية للمملكة. شدد "بن زايد" في الوقت ذاته الوقوف الراسخ مع المملكة فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف مشيراً إلي أن هذا الاجتماع جاء بناء علي طلب المملكة العربية السعودية الشقيقة. لافتاً إلي أن التأييد لطلب المملكة العربية السعودية جاء سريعاً وقوياً. الأمر الذي يعكس حجم التضامن العربي إزاء الاعتداءات علي مقر البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران والتضامن الكامل مع المملكة في شأن التدخل في مسائل السيادة العربية والتي نعمل سوياً علي تحصينها.