حينما نركز في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأحاديثه الشريفة نجد أنه يشير إلى حروب آخر الزمان، بأنها ستكون على خيل، وبها رماح وسيوف، فكيف نتفق مع الرأي الذي يقول أن قوم يأجوج ومأجوج متقدمين عسكريا؟ اعتقد لديهم شيئين تسببا في هذه القوة الجبارة، (أولها الكثرة العددية، وثانيها أنهم أقوياء البدن) ، ولكن المؤكد أنه لا توجد تكنولوجيا أثناء خروجهم "آنذاك" كي تبيدهم، وهذه الحروب البدائية والتقليدية تعتمد على الكثرة العددية، وخاصة أنه سيكون بعد زوال هذه الحضارة المادية، والمثير للدهشة، أنه ورد في بعض الروايات: (من أن المسلمين سيوقدون من أقواس وسهام وتروس "يأجوج ومأجوج" سبع سنوات) وهو دليل على أنهم سيستخدموا أقواس وأسهم ورماح وتروس، كما ذكر ابن ماجة وغيره ، وكما بينت الأحاديث بعض صفاتهم الخلْقية وأنهم عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور، وجوههم مستديرة كالتروس . "رواه أحمد" ، فإن الأحاديث أظهرت أيضاً مدى كفرهم، وعنادهم وأنهم أكثر أهل النار، وهذا الحديث قد أشرنا إليه من قبل وهو أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ففزع الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأين ذلك الواحد ؟ فقال – صلى الله عليه وسلم: ( أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً )، هذا الكلام يدل على غلظتهم مع الله، ولكن الذي شغلني في كل هؤلاء برغم أعدادهم الخيالية الكبيرة سؤالا أطرحه على القارئ: هل لايوجد بينهم رجل واحد صالح رشيد؟؟ هذا سؤال لم أجد له أي إجابة في أي كتاب، ولكن كل الروايات تثبت أنهم فاسدين بالإجماع. المهم أن هناك "عشرة علامات" بينتها الأحاديث، وخاصة أن خروجهم سيكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة، وفي وقت يغلب على أهله الشر والفساد، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج .. الخ) ، وعندما دخل – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحَّلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنُهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث وهذا يدل على أن خروج يأجوج ومأجوج لن يكون إلا حينما يزداد الخبث وتتعطل التكنولوجيا، والعجيب أن النبي رأى هذا السد، وفزع منه فزعا شديدا حينما قال "فتح اليوم من سد يأجوج ومأجوج" وحينما يقول النبي "فتح اليوم" فقد بدأ السد بفتحة "ضيقة أشار بها النبي بأصبعه الإبهام والسبابة" أما ترتيب خروجهم ضمن أشراط الساعة الكبرى فقد دلت الأحاديث الشريفة، على أن الدجال عندما يخرج، ينزل المسيح عليه السلام بعده، ثم يخرج يأجوج ومأجوج، فيأمر الله عيسى - عليه السلام – "ألا يقاتلهم"، بل يتوجه بمن معه من المؤمنين إلى جبل الطور، "وهذا الأمر من الله لحكمة" أعتقد أن الله تكفل بالقضاء على يأجوج ومأجوج، لأنهم تكبروا على الذات الإلهية، وقالوا انتصرنا على أهل السماء، أنا لا أجزم بهذا، وكان من الممكن أن ينصر الله قوم عيسى على يأجوج ومأجوج برغم أقليتهم، لأن الله نصر المؤمنين على الكافرين من قبل برغم أنهم قلة في العدد، ولكن أراد الله أن يجنب أتباع عيسى شر يأجوج ومأجوج، وأن يتكفل الله بالقضاء عليهم بهذه الدودة العجيبة .. وحينما يتوجه عيسى "عليه السلام" بالمؤمنين إلى جبل الطور، فيحصرون هناك، ويشعروا بالجوع، فيدعون الله حينئذ أن يدفع عنهم شرهم "يقصدوا قوم يأجوج ومأجوج" فيرسل الله على قوم يأجوج ومأجوج هذه الدودة في رقابهم فيصبحون قتلى كموت نفس واحدة، ويصيروا طعاماً لدواب الأرض حتى تسمن من كثرة لحومهم . وتمتلئ الأرض من نتن ريحهم، فيرسل الله طيراً كأعناق الإبل فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله . ويأمن الناس وتخرج الأرض بركتها وثمرتها، وريحها الطيب، حتى تأكل الجماعة من الناس "الرمانة الواحدة" هذا دليل على البركة، ويكفي أهل القرية ما يحلبونه من الناقة ، ويحج المسلمون بعد ذلك إلى البيت بعد هلاكهم، كما في الحديث : ( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج ) رواه البخاري، كانت تلك معلومات مختصرة عن عالم " يأجوج ومأجوج" واستعنت بأحاديث كثيرة في الحلقة الماضية منها الضعيف ومنها القوي، وعرفنا من خلالها مبلغ الخوف الذي يصيب الناس بسبب خروج هذه القوة الجبارة من هذا السد، وفزع النبي من فتحت هذا السد العظيم، وامتناع الناس عن أداء الحج والعمرة، خلال فترة ظهورهم، حتى يقضي الله "أمرا كان مفعولا" ويرفع الله عن المؤمنين هذا البلاء، ويهلك قوم يأجوج ومأجوج، ويعيش المسلمون بعد ذلك في سعادة ونعمة كبيرة من الله وبركة، حتى يمشي الذئب بجوار الغنم فلا يأكله والثعابين لا تلدغ أحد، بل أن الثعابين تلعب مع الأطفال، والأموال تملئ الأرض ويزهدها الناس، لمدة معينة، ثم بعدها يرسل الله ريحاً تأخذ المؤمنين، ويتبقى في الأرض بعد ذلك أشر الناس، وعليهم تقوم الساعة . [email protected] المزيد من مقالات حسنى كمال