يذكر أن ذي القرنين عاش قرنين من الزمان"، رزقه الله بالسلطة التي لا تقاوم، وأعطاه القوة على متابعة أي هدف، وكان يسير إلى الحج، وكان ذو شعر كثيف، تعلم اللغات، وعلوم كثيرة منها الهندسة بدليل بناء السدود ، كما كان لديه فكرة بناء البيوت حينما أقبل على القوم الذين لا يستترون من الشمس ، وأيضا محاولة خلط الحديد بالقطران وطريقة إذابته، فهذا علم للكيمياء، كان لديه قوة السير الذي بدأها بزيارة الكعبة حينما استقبله سيدنا إبراهيم عليه السلام وطاف معه الكعبة، أتاه الله الملك أي السلطة، التي تركزت في الإيمان، هذا هو ذي القرنين الذي لم أوفيه حقه وإن كتبت عنه طوال ماتبقى له من عمر. والآن نكشف عن يأجوج ومأجوج، وربما التسمية تعني المالح الأجاج أو ماجت الأرض واضطربت، ربما تكون ماجت الأرض من شدة ملوحتها، لديهم زعيم يقودهم، وجاء في الحديث أن النبي أخبر عن مشهد منهم ينادي الله آدم فيقول يآدم لبيك وسعديك، والناس يستمعون، يقول الله أخرج بعث النار، أخرج أهل النار أبعدهم وصنفهم، وآدم يرى وهو في السماء يرى ذريته من أهل الجنة وذريته من أهل النار فيقول وكم أخرج يارب؟ لا أعرف يارب عددهم؟ فيقول الله ياآدم آخرج من كل ألف 999 في النار وواحد في الجنة، فذلك يوم يشيب فيه الولدان، يوم عظيم ويشتد الخطب على الناس، فيقول الصحابة يارسول الله كيف ذلك واحد من ألف؟ في الجنة؟ كيف ذلك؟ فيقول النبي يكون من يأجوج ومأجوج 999 ومنكم واحد، هدأهم النبي ، لستم أنتم، ولكن المقصود هم قوم يأجوج ومأجوج، أي أن عددهم كبير جدا، ولهذا حينما بنى السد ذو القرنين قال هذا من فضل ربي، هذا مامكني فيه ربي، وقال لست أنا ولكن الله هو الذي أعطى لي القوة، فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء، وكان وعد ربي حقا، وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض، وهذا هو من علامات يوم القيامة حينما يدك هذا الردم، وهم بالأدلة من قوم ذرية آدم، أي من بني البشر، وليسوا مخلوقات فضائية وليسوا حيوانات وليسوا من الجن، لكن خلقهم يختلف، ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم صغار العيون جلف الأنوف عراض الوجوه كأنها مطرقة لهم صفة تشبه في ذلك الزمان أهل الترك، صفاتهم لهم ميزة في أشكالهم عندهم فساد لا يعلمه إلا الله، إذا أخرجوا على البشر لايدعون أخضر ولا يابس إلا أتلفوه، الآن محبوسون، الغريب أن العالم اليوم برغم التكنولوجيا التي يملكها والأقمار الصناعية والمسح الضوئي على الأرض، لم يكتشفوا هؤلاء القوم، فبعض الناس يقول نصدق العلم ولا نصدق الكتاب، فتقول فيهم الآيات "أولئك الذين ارتابت قلوبهم فهم في غيبهم يترددون"، بل كذب علم البشر وصدق القرآن والسنة، ولكن سنرى الأمر على وجه الحقيقة، "ولتعلمن نبأه بعد حين" وأيضا "سنريهم آياتنا في الآفاق"، وسيرى في النهاية من يؤمن ومن لايؤمن خروج يأجوج ومأجوج، ولكن حينما يروا ويتأكدوا من ذلك فيكون الذين آمنوا هم الذين صدقوا وآمنوا بالغيب، ويقول فيهم الله تعالى "الذين يؤمنون بالغيب" ، والله أكد كلامه في محكم آياته حينما قال " ومن أصدق من الله قيلا"، وأيضا "من أصدق من الله حديثا". كما أن الدنيا ومافيها من تكنولوجيا سيتم تدميرها قبل خروج يأجوج ومأجوج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حينما تحدث عن آخر الزمان فأشار إلى أن هناك ركوب للخيل، وهناك استعمال للسيوف والرماح، وفي حديثه الشريف، وصف العشرة فرسان الذين سيذهبوا إلى الدجال في آخر الزمان بأنهم خير فرسان الأرض، وقال صلى الله عليه وسلم "إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آباءهم، وألوان خيولهم"، كل هذا بعد أن وصلت التكنولوجيا لأعلى مستوى، وهناك آية كريمة تثبت قول النبي وتؤكده، حينما يقول أعز من قائل: "حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس" والآن نرى أن الأرض في تطور سريع والتكنولوجيا تتسابق بسرعة والأرض على وشك أن تكون في كامل زخرفها وزينتها، ولكن بقي شئ واحد وهو " أن يعتقد أهل الأرض أنهم قادرون عليها" حتى يأمر الله بتدمير هذه التكنولوجيا كي تعود الأرض من جديد، ومن الممكن أن تكون التكنولوجيا موجودة ولكن يعطلها الله فهو تدمير في ذات المعدات والأدوات وليس شرط أن يكون التدمير هو الموت والخراب، فهذا والله أعلم، ربما يكون تدميرا ذاتيا في أدوات التكنولوجيا ذاتها، التي أخذت عليها الأرض زخرفها، مثلما حدث في حرب هتلر حينما وصل إلى بعض الأماكن الجليدية، تجمدت السيارات والمصفحات والمعدات، فأصبحت المعدات موجودة، ولكن لا فائدة منها، وهذا قد يحدث حينما يظن أهل الأرض وعلماء التكنولوجيا أنهم قادرون عليها، وحينما يتملكهم الغرور، يشعروا أنهم تحكموا في كل مايخطر على بال البشر، تملكوا كل شئ، آنذاك، يتملكهم الغرور بأنهم قادرون على تغيير الطبيعة، وتغيير حركة الأرض، يخيب ظنهم آنذاك، ويأتيهم أمر الله من حيث لايشعرون، وفي الحلقة القادمة نرى ماذا قال النبي عن يأجوج ومأجوج، وخاصة أن النبي كشف كثير من نواحي الغموض فيهم، وكشف نظامهم، وتحدث صلى الله عليهم وسلم عن خطتهم في السير والعمليات العسكرية التي سيقوموا بها، ومعاً بإذن الله في الحلقة القادمة. [email protected] المزيد من مقالات حسنى كمال