فرض حاضر مصر بعد ثورة25يناير نفسه علي الندوة السنوية للجمعية التاريخية برئاسة الدكتور عادل غنيم. وناقشت الندوة نحو60ورقة بحثية علي مدي أربعة أيام عن العديد من العوامل الداخلية والخارجية المتعلقة بالثورة وبتاريخ المصريين مع الثورات منذ العصر الفرعوني. كما تطرق جدول أعمال الندوة الي الثورات العربية خارج مصر تاريخيا وفي ظل ما بات يعرف ب الربيع العربي وكان لافتا في الندوة السنوية للجمعية التاريخية لهذا العام تنوع أجيال الباحثين والاستعانة بالمتخصصين في العلوم الإجتماعية والإنسانية المختلفة من سياسة واجتماع واقتصاد ونفس وأدب ولغات الي جانب المؤرخين. وأثارت المناقشات تساؤلات حول توافر فرص الكتابة العلمية التاريخية عن ثورة25يناير في ظل غياب الوثائق أو تعمد إخفائها والتخلص منها من جانب المشرفين علي مؤسسات الدولة والحكم. وأشار الدكتور صلاح فضل الي أنه خلال رئاسته لدار الكتب والوثائق أعد مشروع قانون بالإستعانة بعدد من القانونيين وعلماء التاريخ والوثائق لضمان إتاحة الوثائق للباحثين والحفاظ عليها, إلا أن ثلاث جهات سيادية عرقلت إصدار المشروع, وهي: الرئاسة والمخابرات والخارجية. ولذا أوصت الندوة بضرورة أن يصدر مجلس الشعب قانونا يلزم كل الجهات بما في ذلك السيادية بتسليم وثائقها الي دار الوثائق القومية بعد الفترات التي تسمح بها الأعراف الدولية والقانونية في العالم, وذلك حتي تصبح هذه الوثائق في متناول الدارسين والباحثين. كما أوصت الندوة بإلزام وزارات الدولة ومؤسساتها بإتاحة وثائقها وأوراقها وحساباتها للباحثين والصحفيين, فيما عدا ما يتعلق بالمنافسة بين الشركات, وذلك إحتراما لحرية تداول المعلومات والتزاما بالشفافية. وقال المؤرخ الدكتور خلف الميري في ورقة بعنوان قراءة في ببلوجرافيا الثورة أن آنية حدث ثورة25 يناير تحول دون إمكان الوصول الي مجمل مصادر الحدث ووثائقه السرية غير المنشورة. لكنه أشار ومؤرخون آخرون الي اتساع محتويات الببلوجرافيا لتشمل المواد الوفيرة المنشورة علي شبكة الإنترنت والشهادات الشفهية الي جانب المصادر التقليدية الأخري من مذكرات شخصية ووثائق رسمية وصحف وغيرها. وطرح العديد من المؤرخين والباحثين التساؤل حول مصير الثورات في مصر خلال العصر الحديث ومنذ ثورة القاهرة عام1805وهل الثورات في مصر محكوم عليها بالفشل والسرقة وبإخفاق من قاموا بها في تسلم السلطة؟. وأكد المؤرخ الدكتور عاصم دسوقي أن من قاموا بثورة25 يناير لم يصلوا الي الحكم ولم يتسلموا السلطة لتحقيق أهداف الثورة. وأشار الي التأثير السلبي للإنقسامات بين قوي الثورة. وأنتهي الي القول إن مصر تعيش حالة ثورة وليس ثورة تماما كما كان عليه الحال في الثورة العرابية عامي1881 وفي ثورة.1919 كما لاحظ المؤرخ الدكتور عبد المنعم الجميعي في ورقته عن المفاهيم السياسية بين الثورة العرابية وثورة25 يناير2011أن المصريين مازالوا يسعون لتحقيق نفس الأهداف التي نادت بها الثورة العرابية منذ أكثر من قرن كامل من عدالة وحرية واستقلال. وناقشت أوراق الندوة مقدمات ثورة25يناير بما في ذلك أثر الحركة المصرية للتغيير كفاية منذ تأسيسها في نهاية عام2004علي يد تجمع من المثقفين الوطنيين من مختلف الإتجاهات ينتمي معظمهم الي جيل الحركة الوطنية في عقد السبعينيات, كما قال المؤرخ الدكتور عبادة كحيلة. وإذا كانت ندوة الجمعية التاريخية تطرح للحوار مصادر ومشكلات التاريخ الآني, فإنها شهدت تقديم عدة أوراق تعالج تأثير شبكة الإنترنت وصفحات الفيس بوك والهتافات والشعارات في الميادين والمظاهرات علي الأحداث وفي صناعة الثورة المصرية. ولذا فإن توصيات الندوة تضمنت الدعوة لتنظيم ندوة لتدارس المنهجيات الجديدة في التاريخ المعاصر والآني وضرورة التعاون بين الجهات العاملة في مجال توثيق ثورة25يناير بما في ذلك الوحدة التابعة للجمعية التاريخية.