أخيرا وافقت حكومة العراق على إنزال قوات أمريكية برية على أرض العراق وفقا لتصريحات المتحدث باسم التحالف الدولى (ستيف وارن ) قبل يومين , والذى قال من مقر السفارة الأمريكية فى بغداد أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى وافق على إنزال بعض القوات الأمريكية، وعددها لا يتجاوز 200 عنصر ,ليضافوا إلى 3500 عنصر موجودين فى الأراضى العراقية بالفعل كما تؤكد التقارير الأمريكية . الغريب أن تأتى الموافقة العراقية بعد عدة أيام من مقتل عدد من الجنود العراقيين فى ضربات لطائرات التحالف الدولى قيل إنها بالخطأ !وتبدو أمريكا التى غادرت قواتها الأراضى العراقية من الباب تحت تأثير ضربات المقاومة العراقية وكأنها نادمة وتسعى للعودة إليها من (شباك الحرب على الإرهاب)خاصة بعد التدخل العسكرى الروسى المهيب فى سوريا .كما تبدو إدارة أوباما العاجزة فى حالة تناقض مع نفسها , عندما لا تتخذ نفس الإجراء مع داعش فى سوريا أو ليبيا ,علما بأنها تواصل إرسال خبراء عسكريين وقوات برية إلى دول غرب ووسط إفريقيا بنفس الذريعة , وكأنها تخلق الإرهاب ثم تنتقى المكان الذى تحاربه فيه أو تستثمره ! فى العصر الأمريكى اللاأخلاقى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى , حيث لا يجد القوى ضرورة لتبرير جرائمه أو حتى الاعتذار عنها كما حدث بعد احتلال العراق , بنت قوى أخرى سياستها على الاستفادة من الأخطاء الأمريكية وما أكثرها ,روسياوإيران من أهم الأمثلة على إثبات هذه الفرضية السياسية . فعلى سبيل المثال فعلت روسيا ما أرادت فى القرم وسوريا والجمهوريات السوفيتية السابقة وأصبحت قادرة على تحدى الثوابت الأمريكية فى الشرق الأوسط .أما إيران فقد خرجت من سنوات الحصار الأمريكى الغربى الذى بدأ عام 1979 باتفاق نووى يلبى طموحاتها ,كما ربحت هيمنة إقليمية تمتد مذهبيا وطائفيا من وسط آسيا حتى شواطئ الأطلنطى الإفريقية. والآن يحين الدور على المارد المصرى بعد أن أسقط مخطط راعى البقر الأمريكى فى 30 -6 ليستعيد ذاكرته ويعبر عن نفسه إقليميا ولكن بصمت . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب