الشهيد البطل»محمد شويقة» ضرب اروع قصة بطولية تسجل بأحرف من نور في سجل التاريخ لتُروي للأجيال القادمة كعنوان علي حب الوطن والتضحية بكل غال وثمين في سبيله. فهو الذي سارع إلي الموت واحتضنه بين ضلوعه وضحي بسنوات عمره ومات كي يحيا زملاؤه وتعيش أرض الكنانة وهي مرفوعة الرأس لتفتخر بأبنائها الذين اختلطت دماؤهم وتعانقت مع تراب أرضها كي تقف في شموخ العظماء وتتباهي امام العالم بأبنائها الذين ضحوا من اجلها ويشهد التاريخ ان مصر لم تنجب هؤلاء الارهابين الذين تلطخت اياديهم الرثه بدماء هؤلاء الشهداء فهي بريئة منهم ولكنها انجبت الابطال أمثال «شويقة» وغيره وأنه فدائي بدرجه شهيد سطر قصة بطولية تفوح منها رائحة المسك وتغرس في النفس التباهي بشاب رمي نفسه في احضان الموت كي ينقذ زملاءه واستشهد شويقة ورحلت روحه الطاهرة إلي ربها راضيه مرضية ولكن بقيت قصته البطولية لتتوجه ملكا علي رأس كل مصري إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها وليبقي شويقة وسام علي صدورنا جميعا. اختلطت الدموع بمشاعر الفرح والفخر بين أهالي قرية الإبراهيمية بدمياط والكل يتسابق لينال حمل جثمان الشهيد شويقة وكأنه كان يوم الحشر فقد تسابقت خطوات أهالي القرية خلف جثمان الشهيد ليزفوا نعشه إلي مقابر العائلة وكأنه كان يري الجنة التي تنتظره فكان جثمانه الملفوف بعلم مصر يجري علي اكتاف الرجال فقد كان الراحل يهرول إلي لقاء ملائكة الرحمن ليري مقعده في الجنة. وأثناء تشييع جثمانه الطاهر إلي مثواه الأخير ووسط الجميع روي أحد قيادات الشهيد قصة استشهاد البطل محمد أيمن شويقة 21 سنة التي إعتبرها قصة بطولة ستحفظ في سجل التاريخ وطلب من أهله وأهل قريته رواية هذه القصة للأجيال القادمة، حيث قاد مجموعة من الجنود لمداهمة أحد الأوكار الإرهابية بالعريش استكمالاً لجهود القوات المسلحة في تطهير أرض سيناء المباركة من هذه الحثالة التي لا دين ولا ضمير لها وأكد القائد أن الشهيد لم يكن ضمن تلك المجموعة القتالية ولكنه أصر علي الاشتراك بل وصمم علي المشاركة وكان يسبق المجموعة وهو يضحك ثم أقول له لماذا تضحك عد إلي الصف ويكرر هذا المنظر ولم أكن أعرف أنه ينظر وبتشوق إلي مكانه في الجنة إن شاء الله، وجاءت لحظة الاستشهاد عندما رأي الشهيد أحد الإرهابيين وهو يرتدي حزاماً ناسفاً وكان مختبئا في أحد الأوكار الإرهابية وظهر محاولا الدخول وسط المجموعة القتالية وتفجير نفسه إلا أن الشهيد كان أسرع منه وتوجه إليه واحتضنه وقد ناديت عليه أكثر من مرة أن يعود إلا أنه أصر علي إنقاذي ومعي المجموعة المكونة من أربعة أفراد فنال الشهادة التي كان يتمناها . وأمام منزل الشهيد التقت « الأهرام « والده « أيمن شويقة 49 سنة « وقال إنني فخور بما فعله ابني وفلذة كبدي فهو منذ صغره يتسم بالشجاعة وكان يحلم بالزواج عقب انتهائه من فترة التجنيد (حسب وعدي له) حيث وعدته بإتمام الخطوبة قبل الانتهاء من التجنيد بعدة أشهر فلم يعد يبقي له إلا عام فقط وكنت أقوم بتجهيز شقته، وآخر مكالمة كانت بيني وبينه قبل استشهاده بيوم واحد حيث طلبني كعادته وعندما علم بأنني مصاب بنزلة برد أخذ يوصيني علي نفسي وطلب مني سماع صوت والدته ولكن لسوء شبكة المحمول لم يسمع صوتها وكان دائما يقول إنه يري شهادته كل يوم بعدما رأي زملاءه يموتون أمام عينيه وقد علمت بخبر استشهاده داخل قسم شرطة كفر سعد من شقيقي الأصغر بعدما أخبرهم بخبر استشهاده زميل له كان في إجازة ، وكل ما أطلبه الآن هو القصاص من قتلة ابني الذين لا يعرفون معني الرحمة ولا ينتمون لأي دين وأقسم بالله أنني علي كامل الاستعداد أنا وأولادي الاثنان أن نتطوع في الجيش المصري ونلبي نداء الوطن حتي نقتص من أعداء الوطن فمصر وترابها غالي علينا جداً. ويضيف « سعد إسماعيل صقر شيخ بلد القرية « إن الشهيد كان من خيرة شباب القرية، وكان دائما يجلس معي ويحكي لي عن بطولات زملائه في قتال الإرهابيين، وليلة استشهاده قال لي بالنص تليفونيا ( أنا اللي عليا الدور في الشهادة ) وأضاف يا عم سعد « أنا لا أخاف الموت ولو أن الموت كان رجلا لقتلته احنا بندافع عن تراب بلدنا احنا اللي معانا الحق ولو متنا هييجي غيرنا وهيكملوا المشوار.