بعد أن أثارت تصريحات أحد الأدباء المصريين حفيظة المدافعين عن «عروبة «القدس وحق الشعب الفلسطينى فى أرضه المحتلة ، أكدت ندوة تحت عنوان «الانتفاضة الجديدة والرد على المتصهينين العرب»بشأن هويتها ومركزيتها فى الصراع لمركز الدراسات بمقرها بالقاهرة من المستفيد من أكذوبة يهودية القدس هو الكيان الصهيونى، وأنه لا يجب أن يردد مثقفونا لأكاذيب مؤرخين يهود أقاموا تاريخهم على حجج توراتية زائفة، وإن لم تحسن فيهم النية فهم متواطئون مع الرؤى الصهيونية وبمثابة وكلاء لها وخلايا نائمة تستيقظ عند الحاجة الصهيونية لها، وهى اليوم كما نرى فى أمس الحاجة لهذه الخلايا النائمة. وقال الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس المركز خلال الندوة أن المخطط العملى لهدم المسجد الأقصى بعد أن تم تهويد أغلبية المدينة وزرعها بالمستوطنات فإن إسرائيل تبحث عن «سند» تاريخى تغطى به جريمتها الكبرى تجاه «أولى القبلتين» وهذا السند لن يكون له مصداقية إذا كان يهودياً لأن وقتها سيكون بمثابة تحصيل حاصل، أما أن يأتى «الاعتراف» والتأكيد من مؤرخ أو باحث عربى، وله حظ من الشهرة «حتى لو كانت قائمة على غير أساس علمى متين» فإن هذا هو المطلب الصهيونى، حيث سيسهل كثيراً مسألة هدم الأقصى وتغيير معالم المدينة المقدسة وطرد أهلها الأصليين. وأشار خلال الندوة الى أنه قبل أيام نشرت هاآرتس الإسرائيلية دراسة وثائقية هامة للخبير الاستراتيجى الإسرائيلى نداف شرجاى أكد فيها أن الإسرائيليين بدأوا يتحدثون عن تغيير المصطلح التاريخى الشائع والذى لاكته ألسنة عربية طيلة الربع قرن الماضى بأنهم يسعون إلى القدس الموحدة تحت سيطرة الصهاينة ، إنهم الآن يتحدثون عن القدس اليهودية القوية الكبيرة الموحدة . ماذا يعنى المصطلح الجديد ، يعنى أن يعاد تقسيم المدينة بما يخليها ويفرغها تدريجياً من العرب ، ومن آثارهم ، كنائس ومساجد ، وفى قلبها الأقصى الشريف الذى يتمنى الصهاينة أن يصحوا من نومهم فلا يجدونه ويجدون «الهيكل» المزعوم مكانه . وتؤكد الدراسة أن مبادىء هذا التقسيم تبلورت فى الماضى، فى اتفاق التفاهمات بين «يوسى بيلين» و« أبومازن» فى الوثيقة الشهيرة، ثم فى أثناء المباحثات فى صيف 2000، فى مؤتمر "كامب ديفيد" بمشاركة " إيهود باراك " و" بيل كلينتون " و" ياسر عرفات " ، ولكنها الآن تغيرت لصالح تهويد المدينة أكثر. وتقول الدراسة أن إسرائيل تطمح لأن تقتطع من المدينة 8 أحياء عربية على الأقل، يعيش فيها نحو 120 ألفاً من العرب ، وأن تُسلمها إلى السلطة الفلسطينية وتزيد بذلك رسوخ الكثرة اليهودية ، فى مناطق المدينة الجديدة وأن توقفها عند نحو 80٪ ، وفى مقابل ذلك تريد " إسرائيل " أن تضم إلى القدس مناطق وأحياء يهودية توجد اليوم خارج المجال البلدى .