فى أى مجال أخطأ الرئيس السيسى منذ أصبح على قمة السلطة؟ فقد بدأ ممارسة مسئولياته، والسلطة فى سيناء كأمر واقع فى أيدى الجماعات الإرهابية، وعلينا أن نتوقف أمام ما قالته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية فى كتابها «اختيارات صعبة»، عن زيارتها لعدد كبير من الدول، من أجل إقناعها بالاعتراف بالدولة أو بالإمارة الإسلامية فى سيناء. ومثل هذا المشروع يعنى موافقة السلطة الإخوانية فى مصر عليه، وتوفير كل الدعم له والعمل على حشد وتجميع المنظمات الإرهابية من أرجاء العالم، ومعهم كثرة من المقاتلين الجوالين «الإرهابيين»، بالإضافة الى التخطيط والتنسيق مع القوى الموجودة فى الجانب الآخر من الحدود المصرية. وقد نشطت السلطة الإخوانية من أجل تخزين ترسانة هائلة من الأسلحة والذخيرة والمعدات فى سيناء، كما دعمت جهود الجماعات الإرهابية فى تشديد قبضتها على سيناء وأهلها، فهل أخطأ السيسى فى إحباط هذه المؤامرة؟ أم أخطأ فى حصارها ومطاردتها ومواجهتها، والعمل على استعادة مصر لسيناء من قبضة الإرهاب؟ ببساطة ودون تجاوز، إن من يرون فى هذه المواجهة مع الإرهاب خطأ، هم من أعداء مصر والشعب المصري. ومن المعروف أن الإخوان ومن تحالفوا معهم، قد احتشدوا فى ميدانى رابعة بمدينة نصر، ونهضة مصر أمام جامعة القاهرة، فى تحد صارخ للسلطة بعد أن تمكن الشعب المصرى بالتعاون مع القوات المسلحة من خلعهم من مقاعد السلطة. فهل أخطأ السيسى فى تصفية هاتين البؤرتين؟ وهل كان عليه وعلى باقى أجهزة السلطة ترك الإخوان فى هذين الميدانين بكل ما يمثلونه من تحد وتهديد للأمن والناس والوطن؟ ومرة أخري، من يرى فى هذه المواجهة أى خطأ، فهو بالقطع من أعداء مصر والمصريين. وكانت هناك مجموعة من التحديات فى انتظار الرئيس السيسي، فى مقدمتها غيبة الأمن عن الشارع المصري، وتوالى المظاهرات والمسيرات واللجوء الى العنف المتمثل فى العمليات الإرهابية، التى تستهدف بالدرجة الأولى رجال القوات المسلحة والشرطة، ثم المنشآت والكنائس والأبرياء على امتداد أرض مصر. وكانت هناك تحديات هائلة على رأسها الأوضاع الاقتصادية السيئة والبطالة والأسعار، ومشكلات مزمنة مثل انقطاع الكهرباء فى كل مصر، والمياه من بعض المناطق، وانهيار التعليم والمنظومة العلاجية واهتراء الجهاز الإدارى وغيرها. فهل أخطأ السيسى لأنه واجه مشكلة الكهرباء وتمكن من حلها حلا جذريا خلال فترة زمنية قصيرة، وبصورة تقترب من المعجزة؟ كما وعد بتوفير الغاز، وأوفى بالوعد، فهل أخطأ عندما حقق هذا الإنجاز؟ أم ربما ارتكب أفدح الأخطاء عندما أقدم على إنجاز مشروع حفر قناة موازية لقناة السويس، ليتحقق ازدواج الممر الملاحى وأشرك كل الناس معه فى هذا المشروع الحلم؟ والذى لا شك فيه، أن لمثل هذا المشروع عائدا معنويا هائلا، لقد عمل على توحيد أهل مصر، ورفع من حجم ثقتهم فى قدرتهم على إنجاز مثل هذه المشروعات الهائلة، وبكفاءة. وربما أخطأ كما يقول البعض، فى تطوير تسليح القوات المسلحة. إن الظروف الإقليمية والدولية، والأخطار التى تهدد مصر، أو التى تتعرض لها منطقة الخليج هائلة وتتجه للتصاعد، وحجم التهديد لدول شبه الجزيرة العربية لا يمكن لأى مسئول تجاهله، وكل ما فعلته مصر، أنها قرأت الواقع والوقائع، وأجرت حساباتها، وحددت احتياجاتها، وسعت من أجل توفيرها سواء بشراء طائرات الرافال الفرنسية، أو حاملتى الهليكوبتر من طراز ميسترال، بجانب عقد صفقات أخرى وأيضا إعادة تشغيل مصنع الدبابات المصرى الذى توقف لسنوات. فهل أخطأ السيسي؟ أم أخطأ منتقدوه؟ إن الرجل وكل المعاونين يتحركون بكل ما يمكنهم من طاقة للخروج بمصر من هذه الأوضاع المتردية الموروثة والمتراكمة، فهل يعدون ذلك من الأخطاء؟ وربما يكون هناك من يشعر بالغضب لأن الرئيس السيسى تمكن باقتدار من فك الحصار الذى حاولت قوى كثيرة بالتعاون مع الإخوان فرضه على مصر، ولم يكتف بذلك، بل نجح فى إعادة مصر لمكانها ومكانتها على المسرحين الإقليمى والدولي، فهل أخطأ الرجل لأنه فعل ذلك؟ وهل يمكن أن تكون عفة لسانه وترفعه عن التطاول والهجوم على من يهاجمونه ويتآمرون على مصر، ويدعمون الأنشطة الإرهابية، ومن يقومون بها، من الأخطاء التى يلام عليها الرجل؟ أم أنه أخطأ لأنه اختار مصارحة الناس بحقيقة المشكلات والأوضاع، واختار أن تكون الإنجازات هى الرد على كل المشككين والمعارضين؟ وهل يلومه اللائمون لأنه رفض أن يبيع الأوهام للناس؟!! لمزيد من مقالات عبده مباشر