لا أعرف متي تنتهي حالة الغيبوبة العربية الراهنة ويستفيق عقلاء الأمة وحكمائها لإنقاذ ما تبقي من الوجود العربي المهدد بالتشرذم والمزيد من الانقسام وما تبقي أيضا من الكرامة المهدرة والاستباحة المتوحشة لكل القيم والمباديء والأعراف والقيم والحقوق العربية والإنسانية. هل هانت علينا عروبتنا لكي يتفرج بعضنا علي بعض متناسين أن الحبل علي الجرار وأن ما يحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن مرشح للحدوث في كافة الأقطار العربية دون استثناء إذا واصلت الأمة العربية حالة الرقاد والعجز الراهنة! كيف يدخل النوم إلي عيوننا في القاهرة والرياض والجزائر والرباط ونحن نري أقطارا عربية شقيقة لا وجود فيها لدولة واحدة موحدة بعد انهيار أو تصدع سلطة الدولة الوطنية وارتفاع صوت سلاح الميلشيات ليعمق الصراع والاقتتال الأهلي ويوفر البيئة الملائمة لاستقدام المزيد من التنظيمات الإرهابية التي ترفع رايات دينية مزيفة وتمارس علي الأرض كافة أنواع القتل وسفك الدماء واختطاف الرهائن وهدر أرواح الأسري الأبرياء. ألم يحن الوقت للاتفاق علي خريطة طريق عربية توفر الحد الأدني من توافق وتنسيق عربي سياسيا وأمنيا واقتصاديا من أجل حماية الهوية العربية من أطماع تركية وطموحات إيرانية تحاول دفع الأمور باتجاه إرغام الأمة العربية علي السير في ركاب المتطرفين والإرهابيين لكي يسهل مستقبلا إبرام صفقة لتقسيم مناطق النفوذ بين أنقرة وطهران تحت رعاية دولية ليست مستبعدة في ضوء معطيات التدخل العسكري الأجنبي الواسع من الغرب والشرق علي حد سواء وإن اختلفت الأهداف والمقاصد! أتحدث عن خريطة طريق سياسية بحتة تخلو من أفكار شريرة لإرسال الجيوش حتي يقتتل العرب فيما بينهم! إن التاريخ سوف يحاسبنا علي هذه الغفلة التي طال أمدها ويخشي أن تكون مقدمة لتكرار ما جري قبل قرن مضي بالتمام والكمال عندما استشعر الأوروبيون حالة العنف والتمزق في الدولة العثمانية التي كنا ننضوي تحت لوائها وقرروا تقسيم تركة الرجل المريض من خلال اتفاقية سايكس بيكو وكنا أكثر ضحاياها غرما... واليوم نشعر للأسف الشديد وبكل المرارة والحزن أننا عاجزون عن حماية أوضاع سايكس بيكو المجحفة خوفا من سايكس بيكو جديدة من المؤكد أنها قد تكون أشد ظلما وإجحافا بنا. الخلاصة أن النكبة علي الأبواب... والسؤال هل مازال بمقدورنا أن نتفادها قبل أن تحل الكارثة.. وما أدراكم ما هي الكارثة وتبعاتها الكارثية علي الجميع! خير الكلام : وإذا أصيب القوم في أخلاقهم..فأقم عليهم مأتما وعويلا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله