جاء قرار وزارة الأوقاف بالتوسع في مراكز الثقافة الإسلامية، ليقطع الطريق علي دعاة الفكر المتشدد، ويفتح الباب واسعا لمن يريد أن يتلقي العلم الوسطي، بل ويشارك في الدعوة والخطابة بعد التخرج من هذه المعاهد، لتجفيف منابع التشدد والتطرف، ومواجهة غير الأزهريين الذين كانوا يتسللون للمنابر، تحت زعم أنهم خريجي ما يسمي « معاهد إعداد الدعاة «، وقامت الأوقاف بغلق جميع معاهد الدعاة التي لا تخضع لإشرافها، وحذرت أي جمعية من فتح معاهد غير معتمدة، وفي نفس الوقت وبهدف أن توجد الأوقاف بديلا لهذه المعاهد، قامت بالتوسع في مراكز الثقافة الإسلامية التابعة لها، وذلك لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، علي يد علماء الأزهر الشريف، ومن خلال مناهج تشرف عليها الأوقاف . وأوضح الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الديني بالأوقاف، أن الوزارة لم تعتمد أي معهد لأي جمعية من الجمعيات أو جهة من الجهات, كما أن الوزارة ألغت جميع التراخيص السابقة التي كانت قد أصدرتها لإنشاء وإدارة معاهد إعداد الدعاة، أو القرآن الكريم أو القراءات أو مراكز الثقافة الإسلامية، كما ألغت جميع البروتوكولات التي كانت موقعة مع أي جهة أو جمعية في هذا الشأن، مشيرا إلي أن الوزارة تحذر من فتح أي معهد أو الالتحاق به، ما لم يكن معتمدًا من الأزهر أو الأوقاف . وأشار إلي أن الدراسة سوف تبدأ يوم 13 ديسمبر الجاري في عشرة مراكز للثقافة الإسلامية، في محافظات، القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الدقهلية، الغربية، الشرقية، المنوفية، بني سويف، أسيوط، سوهاج، وأن الدراسة بهذه المراكز لمدة عامين، على أربعة فصول, وذلك في الفترة المسائية لمدة أربع ساعات بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع لكل فرقة، وقد اشترطت الوزارة للمتقدم الحصول علي مؤهل عال من إحدى الجامعات المصرية، وأن يجتاز اختبار القبول في ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وأن يتعهد الدارس بالحضور بما لا يقل عن 75 % من ساعات الدراسة, وأن من لا يحقق هذه النسبة في الحضور لا يمكن من دخول الامتحانات . وبهدف إتاحة الفرصة للحاصلين علي مؤهل متوسط، والراغبين في دراسة الثقافة الإسلامية، فقد فتحت الوزارة أيضا باب القبول للالتحاق بتسعة مراكز أخرى، لدورات في الثقافة الإسلامية, وتبدأ الدورة الأولي يوم 2 يناير المقبل وتتناول “ فقه وبناء الأسرة في الإسلام”, بما يشمل: أهمية الحفاظ على الأسرة، والحقوق المتبادلة بين أفرادها, والأحكام الفقهية المتعلقة بها, وتكون مدة الدراسة بكل دورة ثلاثة أشهر، وتعقد هذه الدورات في محافظات، القليوبية، البحيرة، كفر الشيخ، بورسعيد، دمياط، الفيوم، المنيا، قنا، أسوان . ومن جانبه أشاد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، بقرار غلق معاهد الدعاة التابعة للجمعيات، مؤكدا أنها كانت تدرس مناهج تنشر العنف والتطرف، مشيرا إلي أن التوسع في مراكز الثقافة الإسلامية التابعة للأوقاف، يعد ضرورة لمواجهة الجماعات والجمعيات التي كانت تقيم معاهد، لتدريس كتب ومناهج تخالف منهج الأزهر الشريف، والوزارة أحسنت بالفعل عندما أغلقت جميع المعاهد عير المرخصة، لأن هذه العاهد كانت بوابة خلفية لنشر التشدد والتطرف، وكان لابد من المواجهة الحاسمة، وذلك لمنع غير المتخصصين من صعود المنابر، لأن هؤلاء كانوا يتعللون في الماضي بأنهم من خريجي ما يسمي معاهد إعداد الدعاة، رغم أنهم لم يدرسوا العلوم الشرعية، ولا يتسمون بالوسطية والاعتدال، ويسعون لنشر أفكار هذه الجماعات والجمعيات . مشيرا إلي أنه من واقع التجربة بالتدريس في المراكز الثقافي التابع لوزارة الأوقاف في أسيوط، فإن هذه المراكز تشهد إقبالا كبيرا، من الدارسين المتعطشين إلي الدراسات الإسلامية الأزهرية، كما أن الشباب الذي يلتحق بهذه المعاهد يجد سعادة بالغة، في التعلم علي يد نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف المشهود لهم بالوسطية والاعتدال، وجميع الدارسين يكون لديهم الرغبة بالفعل في التعلم، وليس لهم أهداف أخري تخدم أفكار معينة، ولذلك لابد أن نهتم كثيرا بهذه المعاهد، وأن يتم دعمها بشكل مستمر، بل إنني أطالب أن يتم تسهيل إجراءات الالتحاق بها، وأن يتم السماح لحملة المؤهلات المتوسطة بالدراسة، طالما اجتاز هؤلاء اختبارات القبول في حفظ القرآن الكريم والثقافة العامة . وفي سياق متصل طالب الدكتور علوي أمين أستاذ الفقه جامعة الأزهر، بحسن اختيار العلماء الذين يقومون بالتدريس في هذه المراكز، لأن الهدف هو نشر الوسطية والاعتدال وبيان سماحة الإسلام وسعة أفقه، وهذا يتحقق من خلال تطوير الدراسة والمناهج، لأن الهدف من هذه المراكز، تخريج الدعاة المتميزين، وطالما أن الدارسين في هذه المراكز لديهم رغبة حقيقية في دراسة العلوم الشرعية، فلابد من العمل علي تطوير قدراتهم، من خلال استخدام وسائل التواصل الحديثة، وتدريبهم علي التواصل مع الشباب، والتواجد بين الناس، وكذلك لابد من الاستفادة بالدارسين الذين يجيدون اللغات الأجنبية المختلفة، لأن الدارسين في هذه المراكز من حملة المؤهلات العليا، ويمكن أن يتم الاستفادة بهم بشكل متميز في العمل الدعوي، من خلال الخطابة بالمكافأة بعد التخرج .
خطبة الجمعة عن خطورة الدعوات الهدامة قررت وزارة الأوقاف تخصيص خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان:» خطورة الدعوات الهدامة وضرورة التصدى لها لتحقيق الأمن والاستقرار»، وتتضمن عناصر الخطبة نعمة الأمن والاستقرار، واستقرار الأوطان وضرورتهما الشرعية والوطنية، وإشاعة التآلف والتعاون بين الناس، والسمع والطاعة لولى الأمر فى طاعة الله وخدمة الوطن، والتحذير من الفتن، وخطورة الدعوات الهدامة على الفرد والمجتمع، ووجوب التصدى لهذه الدعوات .